الليرة التركية تحاول النهوض من وسط الركام

تحاول الليرة التركية النهوض من وسط الركام بعدما فقدت قرابة 40% من قيمتها منذ بداية العام في حرب الأسعار.

ويشن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حرب الاستقلال الاقتصادي، ضد أسعار الفائدة التي تكبّل الاستثمارات.

وشهدت الليرة التركية فترة من التذبذب والتقلب بأسعار صرفها أمام الدولار الأمريكي تجاوز الـ18 ليرة للدولار خلال التداولات في الأيام القليلة الماضية قبل أن يعود السعر ليحوم حول حاجز الـ12 ليرة للدولار، الاثنين.

الليرة التركية

إلا أنه ورغم المكاسب التي حققها سعر صرف الليرة التركية أمام الدولار بتداولات الاثنين الماضي، لا تزال العملة التركية تفقد نحو 40% من قيمتها مقابل الدولار حتى الآن خلال العام الجاري.

كما وبلغ معدل التضخم في تركيا سنويًا بنسبة 21٪ في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، ويعتقد الاقتصاديون أنه قد يرتفع بمعدل يصل إلى 30٪ خلال الأشهر الستة إلى التسعة المقبلة.

في حين خفض البنك المركزي التركي أسعار الفائدة للشهر الرابع على التوالي الأسبوع الماضي، وبالعادة تقوم فيه البنوك المركزية برفع أسعار الفائدة عندما يرتفع التضخم لمنع الاقتصاد من الانهاك.

ويميل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى التدخل في وضع السياسة النقدية، وإقالة محافظي البنوك المركزية ووزراء المالية الذين لا يوافقون على مراهنته بخفض أسعار الفائدة، قد قوض الليرة. في الوقت الذي يصور فيه مشاكل تركيا الاقتصادية كنتيجة للتدخل الأجنبي والنضال من أجل المزيد من الاستقلال المالي للبلاد.

وقال أردوغان في تصريحات مؤخرا: “ماذا يقولون؟ يقولون إنني أخفض أسعار الفائدة. لا يجب أن يتوقعوا مني شيئًا آخر. كمسلم، مهما كانت التعاليم الإسلامية فهي ما سأفعله. هذا ما سأستمر في القيام به. الأمر الديني هو واضح”.

النظام المالي الجديد

وفي سياق متصل، بدأت تركيا بتطبيق النظام المالي الجديد في تسعيرة الليرة، والذي أعلنت عنه الحكومة التركية.

ويأمل الأتراك في أن ينجح النظام المالي الجديد في كبح جماح الدولار أمام الليرة، الذي وصل لمستويات تاريخية.

كما وأطلق المركزي التركي، السعر الأول للعملة التركية بالمصارف مقابل العملات الأجنبية، ليتم استخدامه للودائع لأجل بالليرة، محددا سعر اليوم عند 12.3480 ليرة مقابل الدولار.

ويأتي ذلك، في وقت قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن الخطة الاقتصادية الجديدة لضبط أسعار صرف العملات بشكل يلائم الواقع الاقتصادي للبلاد “حققت هدفها”.

وجاء ذلك في كلمة ألقاها أردوغان خلال مشاركته، في اجتماع الكتلة النيابية لحزب “العدالة والتنمية” بالبرلمان التركي.

كما وأضاف أردوغان أن حكومته “عازمة على حماية مكتسبات المواطنين من ضغوط التضخم وتقلبات أسعار الصرف”.

في حين تابع: “كافة المواطنين سيكونون رابحين في الخطة الاقتصادية الجديدة، وليس فقط من لديهم ودائع في البنوك”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.