قصة نجاح لقاح “توركوفاك” التركي مع مخترعه الدكتور أيكوت

بدأنا العام الجديد ونحن نقول “شكرًا على وجودك في حياتنا يا أرين”.

لمن لا يعرف ما معنى ذلك؛ “أرين بلبل” استشهد في سن 15 عامًا مع رقيب الدرك الرائد فرحات جيديك، أمام منزله في طرابزون عام 2017. وقد وُلد أرين في 1 يناير/كانون الثاني 2002، ورأس السنة 2022 كان ذكرى ميلاده العشرين.

(في هذه المناسبة، أوصيكم بشكل خاص بمشاهدة فيلم “Kesişme: İyi ki Varsın Eren”، الذي بدأ عرضه مع ذكرى ميلاد أرين).

هناك أشخاص آخرون يستحقون أن نقول لهم “شكرًا على وجودكم في الحياة” و “شكرًا على وجودكم في حياتنا”.

وإذا استطعنا أن نقول لهم في الوقت المناسب ودون تأخير، “شكرًا على وجودكم في حياتنا”، فسيكون كل شيء أفضل.

أما بالنسبة لمقال اليوم فقد أنجزته بعد قراءتي لمنشور شاركه الدكتور محمد شاهين عبر حسابه الرسمي على مواقع التواصل الاجتماعي.

حيث كتب محمد شاهين في منشوره:

“لم يبق أحد في العالم لم يسمع عن التركيّين البروفيسور أوغور شاهين وزوجته الدكتورة أوزلم تورجي، اللذين طوروا لقاح “بيونتك” المضاد لفيروس كورونا”.

ألا يستحق الدكتور “أيكوت أوزدارينديلي”، الذي طور لقاح “توركوفاك” التركي، نفس الشيء؟ امنحوه فرصة صغيرة حتى يتمكن من شرح اللقاح”.

كان منشور الدكتور محمد شاهين أشبه بدعوة لوسائل الإعلام وللمجتمع للتحرك من أجل العمل على هذا الموضوع.

وقد أحسست بأني مقصود بهذا الكلام لذلك قمت بالاتصال بالدكتور أيكوت أوزدارنديلي والحديث معه بشكل مطول.

وكما توقعت، استجاب الدكتور أيكوت لطلبي لإجراء مقابلة وكان لطيفًا ومتواضعًا وغير محب للمظاهر.

ولحسن الحظ، بعد تردد قصير، وافق على الإجابة على أسئلتي ليتم نشرها في هذا العمود.

“عندما شاهدنا أشخاصًا يصطفون في الطابور للحصول على لقاح توركوفاك، لم نعد نحسس بالتعب”

لنبدأ بالأسئلة التي طرحتها على الدكتور أيكوت:

– أستاذي، كان كثير من الناس ينتظرون خروج اللقاح المحلي من أجل أن يتلقوه. وعندما بدأ استخدام لقاح “توركوفاك”، اصطف الكثير الناس للحصول على هذا اللقاح. كيف شعرت عندما رأيت هذه الصور؟

فأجاب: من الصعب جدًا أن أجد كلمات تصف مشاعري. لقد مررنا بعمليات جادة للغاية مع “توركوفاك” منذ البداية، لكن عندما رأينا تلك الصور، ذهب كل تعبنا ولم نعد نحسس بالتعب. إنه شعور جميل بشكل لا يصدق. آمل أن يكون علاجًا نافعًا لأمتنا.

بالنسبة لأولئك الذين لا يعرفون الدكتور أيكوت، دعوني أعطيكم المعلومات التالية:

الدكتور أيكوت أوزدارنديلي هو طبيب بيطري، وتمكن قبل تطوير لقاح توركوفاك، من تطوير لقاح مهم آخر.

وفي عام 2015، كان أول من حصل على براءة اختراع للقاح القائم على زراعة الخلايا (حمى القرم والكونغو النزفية) في جميع أنحاء العالم.

كما أنه قد عمل لمدة ثلاث سنوات في الولايات المتحدة وأجرى دراسات واختبارات عديدة حول فيروس كورونا.

لقاح “توركوفاك”، الذي تمكن الدكتور أيكوت من تطويره مع فريقه المكون من حوالي 500 شخص، بعد دراسات وجهود كبيرة، هو أحد أنواع اللقاحات الكلاسيكية، مثل لقاح “سينوفاك”، المطوّر في الصين، والذي تُعرف خصائصه ويستخدم منذ سنوات عديدة.

وخاطب الدكتور أيكوت أولئك الذين لديهم شكوك وعلامات استفهام حول اللقاح الذي طوره، قائلًا:

“تم تقييم جميع البيانات المتعلقة بتوركوفاك من قبل لجنة علمية. مايجعلني حزينًا هو أننا نسمع أحيانًا بعض الانتقادات والإشاعات حول اللقاح والتي لا أساس لها من الصحة وهي غير صحيحة.

لكني أريد أن أقول هذا: الموافقة على اللقاح تتطلب عملية طويلة وجادة للغاية، وهو موضوع غير قابل للمزاح أو للمجاملة.

هناك لجان، وهناك دكاترة مختصون. يجب ألا تكون هناك أي شك أو علامة استفهام في أذهان شعبنا حول هذه المسألة أبدًا”.

“سنذهب إلى الإنتاج على نطاق واسع قريبًا”

كما أكد أوزدارنديلي على أنه وخلال عملية تطوير لقاح “توركوفاك”، لعبت “الإرادة القوية” للدولة دورًا مهمًا في إنجاح العملية.

وأشار إلى أن وزير الصحة فخر الدين قوجة ونائب الرئيس فؤاد أقطاي كانا مهتمين جدًا بالعملية منذ البداية وقاموا بتقديم كل الدعم للفريق من أجل إكمال عملية التطوير.

وبالطبع، كان هذا ممكنًا بفضل العمل المتفاني الذي قام به فريق مكون من 500 شخص، بما في ذلك طلاب الماجستير وطلاب الدكتوراة، الذي تحاملوا على أنفسهم وعملوا جنبًا إلى جنب مع الدكتور أيكوت والذي حظي هو وفريقه بدعم كبير من الدولة التركية.

وبفضل كل هذا تمكنت تركيا من أن تصبح واحدة من بين 9 دول في العالم فقط قامت بإنتاج لقاح خاص بها.

وبالطبع، سيكون لهذا النجاح أيضًا فائدة اقتصادية لتركيا.

وإلى الآن لم يتم الكشف عن قيمة ذلك، ولكن تشير التقديرات إلى أن سينوفاك و بيونتك، اللذان تم استخدامهما حتى الآن، تباع الجرعة الواحدة منهما بحوالي 10 دولارات.

كما أن لقاح “توركوفاك” سيتم إرساله كمنحة إلى المناطق الجغرافية التي لا يمكنها الوصول إلى اللقاحات، وذلك كما وعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وحول هذا الموضوع أشار الدكتور أيكوت إلى أنهم سيبدأون الإنتاج بجرعات كبيرة في المستقبل القريب وقال:

“لقد بدأنا للتو بالإنتاج، لكننا سنلبي احتياجات بلدنا قريبًا، كما أننا سنرسل اللقاح إلى البلدان التي لا يمكنها الوصول إلى اللقاحات، وبعد ذلك سيتم بيع اللقاح لتلك الدول التي تريد الشراء”.

محمد آجات

بواسطة / محمد آجات  

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.