ذهب الأتراك يتضاعف.. كيف يساهم في حفظ المدخرات؟

يتضاعف ذهب الأتراك في مدخراتهم، بعد فقدان الليرة لجزء كبير من قيمتها خلال 2021، في وقت يتخوفون من امتلاك العملات الأجنبية بسبب المضاربات.

وخلال العامين الماضيين، زادت حيازة الأتراك للذهب، في وقت يجد فيه اقتصاديون أن هذه المدخرات ستسعف الاقتصاد.

وتراجعت ثروات المدخرين، مع انخفاض قيمة الليرة، في وقت تعد أهم وظائف النقود أنها مخزن للقيمة ومقياس للثروة.

ذهب الأتراك

وفي حال اهتزت هذه الوظيفة، أو اختل توازنها، هرع الناس إلى البحث عن ملاذ آمن لمدخراتهم، ولما كان البديل الأول للعملة المحلية، هو النقد الأجنبي، فقد انصرف إليه البعض، وتخوف منه البعض الآخر، لاعتبارات المضاربة، وعدم ثبات قيمته في المدى المتوسط والطويل.

ولكن البديل الأفضل لدى قطاع كبير من المدخرين في تركيا وغيرها من دول العالم، هو الذهب، لذلك اتجه الأتراك منذ فترة ليست بالقصيرة لحيازة الذهب لتأمين مدخراتهم، وبخاصة في عامي 2020 و2021، حتى أن بعض تجار الذهب قدروا حجم مبيعاتهم في شهور 2020 بـ10 أضعاف ما كانت عليه من قبل.

والبيانات المتاحة على موقع وزارة الطاقة والموارد الطبيعية بتركيا، تبين أن نشاط التعدين في الذهب بدأ في عام 2001، وأنه تم ضخ نحو 2.5 مليار دولار من قبل مستثمرين محليين وأجانب، وأن نشاط التعدين في مجال الذهب يوفر 6200 فرصة عمل مباشرة، ونحو 25 ألف فرصة عمل غير مباشرة.

إلا أن فاتح دونماز وزير الطاقة والموارد الطبيعية بتركيا صرح مطلع عام 2021 بأن بلاده استثمرت نحو 6 مليارات دولار في التنقيب واستخراج الذهب، وأن القطاع يستوعب 13 ألفا و200 عامل، وأن تركيا لديها 18 منجما لإنتاج الذهب، وثمة مشروعات أخرى، في طريقها للعمل بمناجم جديدة.

احتياطات كبيرة

وتشير بيانات الوزارة أيضا إلى أن الإنتاج السنوي لتركيا من الذهب في عام 2019 بلغ نحو 38 طنا، وأن لديها احتياطيات من الذهب تمثل نسبة 0.5% من إجمالي الاحتياطيات العالمية، كما أنها تمتلك 2% من موارد الذهب.

ومؤخرا صرح وزير الطاقة، بأن تركيا أنتجت 40 طنا من الذهب بنهاية 2020، وأن بلاده تستهدف أن يرتفع الإنتاج من الذهب إلى 100 طن، وأن واردات تركيا من الذهب في عام 2020 بلغت 25.2 مليار دولار.

وتعد تركيا من أهم الدول المستورة للذهب على مستوى العالم، حيث ظل متوسط استيرادها السنوي لفترة طويلة بحدود 156 طنا، ولكن في عام 2018 شهدت واردات تركيا من الذهب طفرة كبيرة، حيث بلغت الواردات في هذا العام 324 طنا.

وتتراوح صادرات تركيا من المشغولات الذهبية بين 5 و7 مليارات دولار، وبالتالي يتضح لنا أن الميزان التجاري للذهب يحقق عجزا بالنسبة لتركيا.

وثمة ملاحظة مهمة، يمكن من خلالها استقراء مستقبل ثروة تركيا من الذهب، وهي أن تركيا حينما اعتمدت على الشركات الأجنبية في التنقيب عن الغاز والنفط، حصلوا على نتيجة بعدم وجود ثروات من النفط والغاز.

لكن بعد سنوات، حين أسند الأمر إلى شركات محلية، وخبرات حكومية، تم اكتشاف آبار الغاز في البحر الأسود، وكذلك آبار النفط في المناطق الشرقية للبلاد.

وهو ما يمكن توقعه بتركيز تركيا بالاعتماد على الشركات المحلية، وخبرات الجامعات ومراكز البحوث في الكشف عن معدن الذهب وغيرها من المعادن، مما يؤدي لتحقيق مستهدف وزارة الطاقة والموارد الطبيعية، من إنتاج 100 طن سنويا من الذهب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.