هل تنجح إسرائيل في تحريك مياه العلاقات الراكدة مع تركيا؟

تعمل إسرائيل على تحسن العلاقات السياسية مع الجمهورية التركية، خلال الفترة الحالية، في ظل الانفتاح الكبير للرئيس رجب طيب أردوغان على دول العالم.

ووفق مصدر إسرائيلي مطلع، فإن إسرائيل تطمح لعلاقات جيدة مع تركيا، على خلفية لقاء مرتقب بين الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، ونظيره التركي، رجب طيب إردوغان.

وقال المصدر، إن إسرائيل ستعمل على تحسين جزئي لعلاقاتها مع الجمهورية التركية، “وتحويلها من علاقات جامدة إلى فاترة”.

الجمهورية التركية

وقالت صحيفة “هآرتس”، إن الساسة الإسرائيليين، يواجهون صعوبة في رسم اتجاه تقدم العلاقات مع الجمهورية التركية في الفترة القريبة.

وأوضحت أن “التخوف المركزي”، الذي تعالى في مداولات مختلفة عقدت في إسرائيل مؤخرا، هو أن الغاية من سعي أردوغان إلى تحسين العلاقات هي “مساعدته في إنقاذ بلاده من الأزمة الاقتصادية الشديدة التي تواجهها”.

وأشارت إلى أن التوقعات بأنه “عندما تنشأ أزمة أخرى بين إسرائيل وتركيا، سينقلب التعامل التركي مع إسرائيل مجددا”.

والأمر الأساسي الذي برز في هذه المداولات الإسرائيلية، التي جرت في وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي والموساد، وجرى خلالها التداول في إمكانيات تحسين العلاقات، هو “التشكيك في نوايا أردوغان”.

ويظهر بوضوح أن إسرائيل تتحسب من مواقف أردوغان على إثر جرائمها بحق الفلسطينيين.

وأشارت الصحيفة في هذا السياق إلى نشوء أزمة بين الجانبين، في مايو 2018، عندما طردت تركيا السفير الإسرائيلي و”أهانته بتفتيش أمني” احتجاجا على استشهاد 61 فلسطينيا في قطاع غزة بنيران الجيش الإسرائيلي، ثم غادر السفير التركي تل أبيب.

انفتاح العلاقات

وأطلق أردوغان تصريحات، في الأشهر الأخيرة، عبر فيها عن موافقته على تحسين العلاقات مع إسرائيل، وتحدث مرتين مع هرتسوغ، هنأه في المرة الأولى بانتخابه رئيسا وعزاه في المرة الثانية بوفاة والدته.

وتحدث رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، هاتفيا مع أردوغان ليشكره على إطلاق سراح زوجين إسرائيليين، زارا تركيا واعتقلا بشبهة التجسس، في نوفمبر الماضي.

كما هاتف وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، نظيره الإسرائيلي، يائير لبيد، مؤخرا، بعد إصابة الأخير بفيروس كورونا.

وبحسب الصحيفة، فإن أداء أردوغان بالإفراج عن الزوجين الإسرائيليين، “وجهوده في الأسابيع الأخيرة في لجم خطوات لناشطي حماس في تركيا”، اعتبر في إسرائيل أنه “مؤشر إيجابي” على جدية ـردوغان.

ولم يعقب هرتسوغ بصورة علنية على لقاء قريب محتمل بينه وبين أردوغان، لكن نفتالي بينت قال في مقابلة معه: “لا أرفض اللقاء بين رئيسنا وأردوغان”.

وأضاف بينت أنه متشكك تجاه النوايا التركية، لكنه أشار إلى أنه يفضل “اللعب في الملعب كله” من أجل التركيز على إيران.

كما وتابع: “ليست لدي أوهام بالنسبة لتركيا، ورأيت ما حدث خلال الأزمات في غزة. ونحن نعرف هذا الحراك جيدا”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.