أردوغان يهاتف بوتين مرة أخرى: حل القضايا يتطلب اجتماعا رئاسيا

ذكرت دائرة الاتصال في الرئاسة التركية أن الرئيس رجب طيب أردوغان هاتف نظيره الروسي فلاديمير بوتين وعرض عليه استضافة قمة روسية أوكرانية لإيجاد حل للأزمة.

وقالت الدائرة إن الرئيسين أجريا مباحثات هاتفية تناولت مستجدات الحرب الروسية الأوكرانية والوضع الإنساني على الأرض.

وأضاف أردوغان خلال اتصاله إن حل بعض القضايا قد يتطلب لقاء على مستوى القادة، مؤكدا أن تركيا تحافظ على نهجها الصادق منذ البداية لضمان تحقيق سلام بين روسيا وأوكرانيا.

وأعرب الرئيس عن أمله في إعلان وقف إطلاق النار سيمهد الطريق أمام حل طويل الأمد في أوكرانيا، مشيرا إلى أن الحرب لن تفيد أي طرف وأنه يجب إعطاء فرصة للدبلوماس.

وشدد على ضرورة مراعاة الوضع الإنساني في أوكرانيا وتفعيل الممرات الإنسانية بشكل نشط في كلا الاتجاهين.

بدوره أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أن وقف إطلاق النار بين أوكرانيا وروسيا اقترب أكثر من أي وقت مضى.

جاء ذلك عقب زيارته لروسيا وقبل لقائه نظيره الأوكراني دميترو كوليبا، في مدينة لفيف الخميس.

وقال تشاووش أوغلو: “آمالنا تزداد في وقف إطلاق النار إثر زيارتنا لروسيا وأوكرانيا”، مشيرا إلى أن أوكرانيا اقترحت أن تكون تركيا أحد الضامنين وروسيا لم تعترض على ذلك.

وفي وقت سابق قال أوغلو إن مؤتمر أنطاليا الدبلوماسي الذي ترعاه بلاده ضمت أكثر من ثلث دول العالم، أبرزهم الدولتان المتصارعتان روسيا وأوكرانيا إضافة إلى أفغانستان.

وأضاف في كلمة افتتاحية له خلال المؤتمر  أن هذا المنتدى هو نتاج مفهوم “السياسة الخارجية المبادرة والإنسانية” التي تنتهجها تركيا بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان.

وشدد تشاووش أوغلو على أن المنتدى يوفر بيئة فكرية ليس للدبلوماسية التركية فحسب، بل أيضا للدبلوماسية الإقليمية والعالمية.

ولفت إلى أن  “أكثر من ثلث دول العالم، حوالي 40 بالمئة، تمثل بأعلى المستويات في منتدى أنطاليا الدبلوماسي”، موضحا أن قاعة المنتدى تضم مشاركين من 75 بلدا بينهم 17 رئيس دولة وحكومة، و80 وزيرا، و39 من ممثلي المنظمات الدولية”.

وأوضح أن ما يجمع دول العالم في المنتدى هو السعي للوصول إلى عالم أكثر عدلا، ومطالبتنا بنظام عالمي ودبلوماسية يخدمان الحق والقانون والازدهار والسلام”.

وأشار إلى أننا نعيش “إننا نعيش في زمن عزلت فيه القوة الغاشمة نفسها من المنطق، وأصبح استخدام القوة مرتبطا بتقدير الطرف القوي”، لافتا إلى أن هذا الأمر يظهر في الواقع مدى ضعف هيكل النظام الدولي والإقليمي الذي أنشئ بتجارب مريرة.

اقرأ أيضا/ واشنطن تشيد بجهود الرئيس أردوغان الدبلوماسية في حل الأزمة الأوكرانية الروسية

وفي وقت سابق حذرت تركيا من أزمة عالمية كبيرة في حال عدم التدخل لإيقاف الحرب في أوكرانيا.

وقال سفير تركيا لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف، صادق أرسلان: أن العدوان الروسي على أوكرانيا غير مبرر وانتهاك خطير للقانون والنظام الدوليين.

وطالب بضرورة تعزيز الجهود حيال إيقاف الحرب من أجل تخفيف معاناة الشعب الأوكراني، مشددا على أن تركيا تعارض بشدة تغيير الحدود باستخدام القوة.

وأضاف: “تركيا ترفض وتدين الأعمال غير القانونية التي تهدد الأمن الإقليمي والعالمي، وندعو روسيا إلى وقف العمليات العسكرية وسحب قواتها من أوكرانيا”.

وأشار إلى أنه يجب على الجميع تعزيز الجهود حيال وقف الحرب لتخفيف معاناة الشعب الأوكراني، مؤكدا أن تركيا تبذل جهودًا من أجل ضمان وقف إطلاق نار في أوكرانيا بأقرب وقت.

وطالب أرسلان الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى اتخاذ موقف حازم ضد انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الإنساني.

وشدد على دعم تركـيا لاستمرار المحادثات بين روسيا وأوكرانيا، وأنها مستعدة لدعم كافة الجهود من أجل إحلال السلام في أوكرانيا.

وفي وقت سابق حذرت تركيا أوروبا من أزمة أمنية هي “الأسوأ” منذ الحرب الباردة، خاصة مع دخول الأزمة الروسية الأوكرانية يومها السابع.

وقال سادات أونال، نائب وزير الخارجية التركي إن الأزمة الأمنية في أوروبا حالياً، تشهد أيضاً إعادة النظر في الاتفاقيات والتعهدات الدولية التي تساهم في الأمن الجماعي للدول.

اقرأ أيضا/ أوكرانيا تعلن التوصل لتفاهمات مع روسيا

واضاف أونال في كلمة له خلال مؤتمر نزع الأسلحة المنعقد في مكتب الأمم المتحدة بجنيف أن هذه المرحلة الراهنة التي تشهد اختباراً حقيقياً، تؤكد مجدداً أهمية التعاون في السيطرة على التسلّح ونزع الأسلحة.

ومنذ بداية الأزمة أعلنت تركيا دعوتها الصريحة لوقف إطلاق النار بين الجيشين الروسي والأوكراني، وأكدت أن العقوبات التي ستفرض على روسيا ستؤثر سلبيا على الاتحاد الأوروبي ودول أخرى.

وشددت تركيا أنها لا تعتزم المشاركة في فرض عقوبات ضد روسيا على خلفية تدخلها العسكري في أوكرانيا من حيث المبدأ.

وفي هذا السياق قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إن بلاده لم تشارك في مثل هذه العقوبات بشكل عام من حيث المبدأ، ولا تميل للمشاركة في العقوبات الحالية أيضا”.

وأضاف الوزير أن أنقرة تدرس بشكل مفصل جميع القرارات المتعلقة بالعقوبات، وخاصة في ما يتعلق بتأثيرها على اقتصاد البلاد وأمن إمدادات الطاقة لديها.

وأكد تشاووش أوغلو في تصريحات له أن تركيا لم تتلق أي طلب أو ضغوط من الدول الأخرى للمشاركة في العقوبات على روسيا.

وفيما يخص المفاوضات الجارية بين روسيا وأوكرانيا، أشار وزير الخارجية التركي إلى أن كلا الطرفين يبحثان عن أرضية من أجل عقد اجتماع جديد للتفاوض، مرجحا أن يتم تأجيل اللقاء لبضعة أيام أخرى.

وأشار إلى بلاده تقدم نصائحها الودية لكلا الطرفين، للوصول إلى وقف إطلاق النار، مضيفا أن “الأمر المستعجل حاليا هو وقف إطلاق النار”، لافتا إلى أنه يوجد متسع من الوقت لاحقا لإجراء لقاءات حول القضايا السياسية، فلا يمكن الحصول على نتيجة وسط القصف المتواصل”.

المضدر: تركيا الان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.