هكذا ساهمت تركيا في توطيد أركان حكم طالبان وتحسين صورتها في العالم

بعد ما يقرب من 7 أشهر على سيطرة حركة طالبان على أفغانستان عقب الانسحاب الأمريكي من البلاد، عانت الحركة للحصول على اعتراف دولي، غير أن معهد أمريكي قد أكد أن تركيا عملت على توطيد أركان حكم طالبان وتحسين صورتها في العالم خلال تلك الفترة.

فقد أوضح معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى أن طالبان عندما أحكمت قبضتها على البلاد في فترة حكمها الأول بين عامي 1996 و2001، كانت باكستان والسعودية والإمارات الدول الوحيدة التي أقرت بحكمها، لكن اليوم لم تعترف أي حكومة بها رسميا.

وأوضح المعهد أن منتدى أنطاليا الذي شاركت فيه طالبان أعطى إشارة أنها لم تعدة معزولة دوليا فقد التقى وزير خارجيتها، أمير خان متقي، مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال الحدث – وهو ثاني زعيم يستضيفه منذ زيارته لرئيس الوزراء الباكستاني عمران خان في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.

كما أن وفدها عقد اجتماعات جانبية مع وزراء خارجية البحرين وفنلندا وقيرغيزستان ولبنان وقطر والصومال وتركيا وأوزبكستان وفنزويلا، إلى جانب الممثل الأمريكي الخاص لأفغانستان توماس ويست.

ولفت المعهد أن مشاركة طالبان في المنتدى كان تتويجا لنشاطها الدبلوماسي الكبير، فقد أعلنت الحركة عن عقدها 135 اجتماعاً دبلوماسيا منذ توليها السلطة، منها 22 اجتماعا شاركت فيه تركيا .

وقبل أيام قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو في “منتدى أنطاليا الدبلوماسي” إن المساعدات الإنسانية بمفردها لا يمكن أن تعالج مشاكل أفعانستان على نحو ملائم.

وطالب تشاووش أوغلو الدول بالاعتراف دبلوماسيا بالإمارة الإسلامية أيضاً – وهي المرة الأولى التي دعا فيها زعيم سياسي أجنبي علناً إلى اتخاذ هذه الخطوة.

وأوضح المعهد الأمريكي أن تعليق تشاووش أوغلو جاء في سياق بعض التقارير التي أفادت عن اقتراب تركيا وقطر من إبرام اتفاق مع طالبان لإدارة المطارات الدولية في كابول ومدن أخرى.

وفي وقت سابق شدد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو على دعم أفغانستان للحيلولة دون انهيار اقتصادها، في الوقت الذي التقى فيه وزير خارجية طالبان بالوكالة أمير خان متقي.

وقال الوزير في كلمة ألقاها خلال اجتماع مجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، حول أفغانستان، في العاصمة الباكستانية، إسلام أباد: “يجب أن نحول دون انهيار الاقتصاد الأفغاني من خلال مساعدة ودعم النظام المالي وإيجاد الحلول المناسبة لمشكلة السيولة”.

اقرأ أيضا/ طالبان تستعين بجمعية رجال الأعمال التركية

وأكد الوزير على ضرورة العمل مع حكومة طالبان من أجل تحقيق الاستقرار في أفغانستان، داعيا منظمة التعاون الإسلامي للعب دور قيادي في تحريك مسألة الدعم الدولي لأفغانستان.

وأشار تشاووش أوغلو إلى أن دعم أفغانستان واجب أخلاقي وديني ويجب أن تضطلع منظمة التعاون الإسلامي بدور قيادي في حشد الدعم الدولي لأفغانستان، لافتا إلى أن 23 مليون أفغاني أي 60 بالمئة من الشعب مهددون بالمجاعة.

وعلى هامش الاجتماع التقى وزير الخارجية التركي بوزير الخارجية الأفغاني بالوكالة في العاصمة الباكستاني إسلام أباد.

وبحث الجانبان تطورات الوضع في أفغانستان.

وفي وقت سابق ذكرت تقارير إعلامية أن طالبان عقدت لقاء مهما مع جمعية رجال الأعمال والصناعيين المستقلين التركية “موصياد” لبحث فرص الاستعمار في أفغانستان.

وقالت التقارير إن القائم بأعمال وزير الصناعة والتجارة بحكومة طالبان، نور الدين عزيزي التقى بوفد من الجمعية التركية في العاصمة الأفغانية كابل.

وأوضح عزيزي تركيا دولة شقيقة لنا على مر التاريخ ورأينا دعمها لأفغانستان. على الرغم من الأيام الحساسة التي تمر بها أفغانستان، مقدما شكره للوفد بالقدوم إلى أفغانستان والبحث عن فرص الاستثمار.

وقال إن حركته قلصت البيروقراطية بعد وصولها إلى السلطة في 15 أغسطس / آب الماضي، وذلك حتى يتمكن كل من يريد التجارة ممارستها بسهولة.

وأضاف أنه كان لابد من دفع رشاوى كثيرة للاستثمار في الإدارة السابقة، “كل هذه المشاكل انتهت عندما وصلت إدارة طالبان إلى السلطة”.

وأشار الوزير الأفغاني إلى أن هناك فرصًا للاستثمار في أفغانستان، فهي بلد مناسب للاستثمار في مجالات التعدين والزراعة والطاقة. نحن على استعداد لدعم رجال الأعمال الأتراك الراغبين في تنفيذ أي نوع من الاستثمار”.

اقرأ أيضا/ كواليس مباحثات وفد طالبان في تركيا.. اللقاءات لم تكن كما تريد الحركة

بدوره قال مسؤول الجمعية التركية في أفغانستان، فاتح تشياباتماز، فأشار إلى وقوف تركيا دائمًا إلى جانب أفغانستان الشقيقة خلال أوقاتها الصعبة، مشيرًا إلى أنهم  جاؤوا إلى أفغانستان لبحث الفرص التجارية لتنمية البلد.

وأوضح تشياباتماز أن هناك العديد من القطاعات الخصبة والمفتوحة للاستثمار في أفغانستان، مشيرًا إلى أن ضمان الأمن في البلاد والحد من البيروقراطية يوفران فرصًا مهمة لتجارنا وصناعينا الراغبين في القيام بأعمال تجارية هنا.

كشفت مصادر إعلامية عن كواليس مباحثات وفد طالبان في تركيا الذي يجري أول زيارة له منذ انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، في الوقت الذي أعلنت فيه الخارجية التركية أنها استقبلت الوفد بصفته يمثل أفغانستان وليست الإمارة الإسلامية كما كانت تنتظر الحركة.

وكان وزير خارجية طالبان أمير خان متقي قد وصل إلى أنقرة على رأس وفد من الحركة، ما أثار تكهنات بأن تكون تركيا قد تمهد للاعتراف بحكومة طالبان.

من جانبه قال وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو:  إن وفد حركة طالبان قدم طلباته إلى تركيا وخاصة فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية ومواصلة الاستثمار في أفغانستان.

وأشار تشاووش أوغلو أنه بحث ما يمكن القيام به من أجل وقف أي موجة جديدة في البلاد، وضرورة احتضان الحركة للجميع من أجل وحدة وسلامة بلادهم قبل كل شيء، وتعليم الفتيات وضمان توظيف النساء.

وأوضح أن خلال اللقاء تمت مناقشة إعادة فتح القنصليات التركية في “مزار شريف” و”هرات”، وتشغيل مطار كابول.

المصدر: تركيا الان

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.