كيف سيكون موسم السفن السياحية في تركيا في ظل الحرب الروسية الأوكرانية؟

مع دخول الحرب الروسية الأوكرانية أسبوعها السادس لم يعد يشعر المسؤولون في تركيا يشعرون بالقلق حيال موسم السفن السياحية في البلاد.

وعلى الرغم من أن عدد السفن السياحية العملاقة التي وصلت إلى الموانئ التركية لم تتجاوز 80 سفينة عام 2021 من أصل 1650 سفينة وصلت عام 2011 إلا أن المسؤولون يتوقعون نموا بشكل كبير في أعدادها خلال العام الجاري.

وفي هذا السياق يقول المدير الإقليمي لموانئ شرق البحر المتوسط في تركيا، عزيز كونكور، إن أعداد السفن السياحية العملاقة التي ستزور الموانئ التركية خلال العام الجاري، ستبلغ نحو ألف و 100.

وأضاف كونكور في تصريحات له أن السفن العملاقة ستحمل على متنها قرابة 1.5 مليون سائح، لافتا إلى أن انخفاض عددها العام الماضي كان بسبب جائحة كورونا.

وأشار إلى أن هذه قطاع السفن السياحية العملاقة مر بفترة صعبة إلا أنه في الاتجاه الصحيح للتعافي من آثار الجائحة.

وتوقع المسؤول التركي أن يستعيد قطاع السياحة بالسفن العملاقة زخمه خلال العام 2023 والذي نتوقع فيه أن يبلغ عدد السياح القادمين إلى تركيا بواسطة السفن المذكورة حوالي 2.3 مليون”.

اقرأ أيضا/ أردوغان يتدخل لفتح ممر إنساني ولقاء قريب بين بوتين والرئيس الأوكراني في تركيا

وأكد أن بلاده تمكنت من تحقيق هذا الرقم في الماضي وهي وعاقدة العزم على تحقيقه من جديد وذلك عبر تفعيل القدرات السياحية وجودة الخدمات التي تقدم في الموانئ.

ويعتقد كونكور أن يشهد القطاع خلال الأشهر المقبلة انتعاشا سريعا لا يقتصر على تركيا فحسب بل جميع وجهات السياحة البحرية في العالم.

أكدت الأمم المتحدة على أن الجمهورية التركية، ستبقي على دورها الريادي في قطاع السياحة، وستحافظ على ذلك لعقود مقبلة.

وقال زوراب بولوليكاشفيلي، الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، إن الصيف المقبل سيكون مهما بالنسبة لقطاع السياحة الذي تضرر خلال جائحة كورونا.

وتوقع بولوليكاشفيلي أن يشهد قطاع السياحة حول العالم انتعاشا ملحوظا خلال الموسم المقبل.

ولفت إلى أن قطاع السياحة العالمي تضرر خلال مرحلة كورونا، وأن الفترة الماضية كانت الأصعب في تاريخ القطاع.

وذكر أنه لا يزال هناك الكثير من الشكوك والأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها في مجال مستقبل قطاع السياحة، الذي يوظف أكثر من 100 مليون شخص.

وأضاف بولوليكاشفيلي أن السياحة خسرت نحو 4 تريليونات دولار في العامين الماضيين بسبب التأثيرات السلبية لوباء كورونا.

وتابع: “بعد عام 2019، كانت تأثيرات وباء كورونا كارثية على السياحة، وأدت لانخفاض إيرادات القطاع بنسبة 85 بالمئة عام 2020، هذا الانخفاض أعقب انتعاشًا حطم خلاله السياحة رقما قياسيا وصل إلى 1.5 مليار سائح حول العالم”.

وأكد أنه العام الماضي، شهد زيادة خجولة بنسبة 4 بالمئة في عدد السياح على مستوى العالم، إلا أن هذا الصيف سيكون مهمًا للغاية من حيث رؤية مستقبل قطاع السياحة العالمي وإظهار إمكانياته.

وأشار إلى أن السياح حول العالم سئموا من قيود التطعيم وإجراء الاختبارات الطبية، وأنهم لا يعرفون ما إذا كان بإمكانهم دخول المطاعم في البلدان التي يذهبون إليها، إضافة إلى أن أنماط حياة العائلات خلال العامين الماضيين قد تغيرت بسبب تأثيرات قيود الحجر الصحي.

اقرأ أيضا/ آمال الأتراك معقودة على السياحة في معركة التضخم

كما أشار إلى أن أولويات منظمة السياحة العالمية تركز على مواصلة تمويل الحكومات ودعم القروض للقطاع الخاص في مجال السياحة ووضع بروتوكول معياري مشترك يسهل إجراءات السفر.

وأوضح بولوليكاشفيلي أن البلدان الآسيوية كانت الأكثر تضررًا خلال وباء كورونا، وأن الوضع في الأسواق الكبيرة مثل الصين واليابان وكوريا لا تزال صعبة، كما أن إجراءات السفر من وإلى أوروبا، التي كانت أول منطقة تفعل العمل بنظام “شهادات التطعيم”، لم تعد سهلة.

واستطرد: “لا يزال هناك الكثير من القيود بسبب المتحورات الجديدة لفيروس كورونا. من الصعب جدًا إعطاء رقم تقريبي لعدد السياح في الأسواق الكبيرة على المدى القصير”.

وأفاد بأن التوقعات قصيرة المدى للسياحة متغيرة للغاية بسبب عدم الاستقرار الناجم عن حالة الغموض والتغير المستمر في المعطيات، لكن عملية التطعيم ضد كورونا تعطي فرصة مهمة للتفاؤل بشأن فتح المزيد من الفنادق وزيادة عدد الوجهات السياحية.

ونوه بأن منظمة السياحة العالمية، بدأت بمبادرات طويلة الأجل لدعم وجهات السياحة الريفية، مشيرًا أن تركيا تضم وجهتين من أصل 44 وجهة سياحية ريفية تم اختيارها كأفضل الوجهات على مستوى العالم، في إطار مشروع “أفضل القرى السياحية”، وهما قرية “مصطفى باشا” بولاية نوشهر (وسط)، ومنطقة “طرقلي”.

المصدر: تركيا الان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.