هل حان الوقت لتطبيع العلاقات بين تركيا والنظام السوري؟

يرى مراقبون أن سياسة تصفير المشاكل التي اتخذتها تركيا مع الدول التي تخالفها بداية العام الماضي، ستشمل النظام السوري بعد الإمارات واليونان وإسرائيل والسعودية.

وأوضح المراقبون أن العملية الدبلوماسية التي قادتها تركيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا ستخلق فرصة في العلاقات بين أنقرة ودمشق.

وفي هذا السياق تقول صحيفة حرييت في تقرير لها نقلا عن مصادر أسمتها وصفتها بالمطلعة  في الحكومة التركية إن دور تركيا في الأشهر الأخيرة، وخاصة تجاه حل الحرب الأوكرانية، وتركيز روسيا هناك قد يكون توقيتا جيدا لحل المشكلة السورية.

وأوضحت المصادر أن سياسة التوازن الحالية لتركيا، مهمة للعديد من الدول لا سيما الأوروبية، وستؤثر المساهمة في حل المشكلة على العديد من القضايا في السياسة الخارجية.

وكشفت أن السياسة التي اتخذتها أنقرة القائمة على التصالح ستسهم في فتح فصول جديدة مع أرمينيا وإسرائيل وسوريا، مشيرة إلى أن الوضع الحالي قد يفتح بابا جديدا من الفرص لتركيا، لا سيما حل المسألة السورية ومشكلة حزب العمال الكردستاني.

وأكدت المصادر التركية أنه يمكن تحسين العلاقة بين تركيا والنظام السوري خاصة مع الانشغال الروسي بالحرب الأوكرانية وردود فعل دول العالم، وكذلك انشغال موسكو بمشاكلها الداخلية.

ولفتت إلى أهم معضلة تواجهها تركيا في الوقت الحالي هي مشكلة اللاجئين وإذا سارت الأجواء بشكل صحيح فقد تكون هناك فرصة لاستعادة العلاقات مع النظام السوري وضمان عودة اللاجئين إلى بلادهم.

وفيما يخص الشروط التي تضعها تركيا لإعادة العلاقات مع النظام السوري أوضحت المصادر الحكومية أنها تضمن الحفاظ على الهيكل الوحدوي، ووحدة الأراضي السورية، وضمان أمن اللاجئين العائدين إلى بلادهم.

وأشارت إلى أن تركيا نقلت هذه الشروط إلى دمشق  لا سيما قبل زيارة رئيس النظام السوري بشار الأسد إلى الإمارات، لافتة إلى أنه يمكن لتركيا تحويل هذه العملية لصالحها إذا أخذ بالاعتبار “المرحلة الجديدة” في العلاقات مع الإمارات.

وفي وقت سابق ذكرت مصادر إعلامية أن السلطات في تركيا بدأت تفكر جديًا بإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.

وأوضحت المصادر أن الشرط الذي وضعته تركيا لذلك هو أن تكون العودة طواعية وبعد إعداد بيئة مناسبة وآمنة في سوريا.

وفي هذا السياق قال رئيس إدارة الهجرة في وزارة الداخلية التركية “صواش أونلو”،إن بلاده بذلت جهود كبيرة لإعداد، لتساعد اللاجئين السوريون في العودة إلى بلادهم طواعية.

ولفت أونلو إلى أن الجهود التركية هذه، أسهمت بعودة 500 ألف سوري طوعا إلى بلادهم، مؤكدا أن “أنقرة ما زالت مستمرة في عملية توفير أجواء مناسبة وآمنة في سوريا لمساعدة اللاجئين بالعودة إلى  ديارهم”.

وأوضح أن بلاده تستضيف العدد الأكبر من اللاجئين، مقارنة بدول العالم إذ تستضيف 3.7 ملايين لاجئ سوري، بالإضافة إلى 300 ألف لاجئ من مختلف دول العالم”.

وشدد المسؤول التركي على أن أزمة اللاجئين في العالم، هي مشكلة كبيرة وينبغي إيجاد حل سريع لها ، لافتا إلى أنه يجب قبل كل شيء زيادة التضامن الدولي في هذا الموضوع.

اقرا أيضا/ استطلاع رأي يكشف نسبة الأتراك الذين يؤيدون خروج اللاجئين من تركيا

وسبق أن طالبت العشرات من المنظمات والهيئات السورية والتركية الحكومة التركية بضرورة سن قوانين صارمة للحد من مظاهر الكراهية والتمييز ضد اللاجئين السوريين في تركيا.

وأكدت المنظمات خلال مؤتمر نظموه في اسطنبول ضرورة أن يساهم المجتمع المدني في مواجهة كل من يحاول أن يجعل من الشعبين السوري والتركي أعداءً، وضرورة تأمين بيئة آمنة للاجئين، وصون حقوقه وكرامته.

وأشارت إلى أن “مرد تلك الجرائم التي ارتكبت في الفترة الأخيرة هو تصعيد بعض الأحزاب لخطاب الكراهية بحق السوريين، والكم الهائل من البيانات والمعلومات المضللة والخاطئة عن اللاجئين السوريين، وعدم إدراك البعض لعواقب خطاب الكراهية والتمييز”.

ودعت المنظمات الحكومة التركية إلى “الاعتراف بكل حقوق اللاجئين، وحماية تلك الحقوق عبر تدابير وإجراءات أكثر فعالية لتأمين سلامتهم، وتصحيح البيانات والمعلومات الخاطئة التي يتم تناقلها حولهم، والتحقيق بصورة أكثر صرامةً فيما يتم تداوله من اعتداءات على لاجئين”.

ولفتت إلى أن “المؤتمر عقد بالتنسيق مع جهات وشخصيات تركية حكومية وغير حكومية من أطياف مختلفة، لأننا لا نريد أن يحسب السوريون على حزب أو تيار، وركزنا خلال التحضير على تحييد ملف اللاجئين عن النزاعات الداخلية بين التيارات والأحزاب.

وأكدت أن الهدف الرئيس من المؤتمر هو حث منظمات المجتمع المدني والهيئات الحقوقية التركية على العمل من أجل تأمين اللاجئين قبل الانتخابات التركية المقررة في العام المقبل”.

اقرأ ايضا/ صحيفة تركية تكشف أسرار الأحدث العنصرية الأخيرة ضد اللاجئين السوريين 

وتوقعت المنظمات أن تشهد الأيام امقبلة مزيداً من التصعيد ضد اللاجئيـن واستخدام السوريين كورقة سياسية، موضحة أن هناك مؤتمرات وفعاليات أخرى ستقام في ولايات تركية تشهد توترات وتحريضا ضد السوريين، وأن مؤتمر إسطنبول هو مجرد بداية لصناعة رأي عام يزيل اللبس، ويحارب التضليل الرائج حول تلقي السوريين مساعدات من الحكومة التركية، أو أنهم سبب بطالة وفقر بعض الأتراك.

المصدر: تركيا الان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.