هل دخلت مسألة ترشيح كليجدار أوغلو للرئاسة في طريق مسدود؟

قالت زعيمة حزب الجيد ميرال أكشنار في لقاء تلفزيوني على قناة “100TV”، مجيبة على سؤال: “ما موقفكم فيما لو ترشح كليجدار أوغلو للرئاسة؟”، بأنه “لا يمكن رد مرشح يريده الجميع في نهاية المطاف. لكنني حاولت مسبقاً شرح السبب الذي دفعني للتنازل عن ترشحي للرئاسة، ألا وهو الرغبة في أن يكون هناك مرشح واحد فقط”.

كان جواب أكشنار دبلوماسيا لأبعد الحدود على الرغم من كونه سياسيًا بالكامل.

ما قالته هو بمثابة رسالة موجهة لإدارة الشعب الجمهوري، وزعيمه كمال كليجدار أوغلو.

رسالتان وليست واحدة بالأحرى.

ما تريد ميرال أكشنار قوله:

1- يا كليجدار أوغلو، ربما ترغب أنت في أن تكون مرشحًا، لكننا نحن أحزاب التحالف الذي أنت موجود فيه لا نريدك مرشحًا رئاسيًا. لذلك تخلوا عن هذه الرغبة.

2- أما قولها: “أنا لا أريد الترشح للرئاسة بل لرئاسة الوزراء”، فهي تشير ضمنيًا إلى أن على كليجدار أوغلو أن يمتنع عن الترشح للرئاسة كذلك، ويعلن ذلك أمام الرأي العام كما فعلت هي، لكن كليجدار أوغلو لم يفهم ذلك على ما يبدو، ويواصل تجاهل إيماءات أكشنار.

ضوء أحمر لكليجدار أوغلو وضوء أخضر لإمام أوغلو

في اللقاء التلفزيوني ذاته، يسأل المذيع أكشنار: “هل يكون أكرم إمام أوغلو أو منصور ياواش مرشحين للرئاسة؟ فتجيب أكشنار: “ليس لدينا موقف رافض قطعًا لهذا الخيار. كليجدار أوغلو ترك الأمر مفتوحًا أمام رؤساء الأحزاب الستة في تحالف المعارضة. سنلتزم بالقرار الذي يتخذه الجميع.

من الواضح أن هذه التصريحات التي أدلت بها أكشنار مؤخرًا أعادت الثقة لأكرم إمام أوغلو رئيس بلدية إسطنبول والذي كان حتى وقت قريب من بين الأسماء التي قطع كليجدار أوغلو باستحالة ترشحها للرئاسة.

بالنسبة لإمام أوغلو فقد قيم هذه التصريحات بعد ساعات قليلة فقط، بقوله: “إن مرشح كل عضو في حزب الشعب الجمهوري هو رئيس الحزب. ولذا فإن السيد كمال كليجدار أوغلو هو مرشحي أيضًا”.

لكن لو كان إمام أوغلو يصرح بالفعل بما يجول في خاطره لتابع كلامه بالقول: ولكن رئيسنا (كليجدار أوغلو) لا يملك فرصة أن يكون مرشحًا توافقيًا لكافة الأحزاب. ولذلك فأنا مرشح توافقي محتمل لكافة أحزاب المعارضة.

كليجدار أوغلو مرشح غير مرغوب به لكن البطاقة الذهبية بيده

ما يجري ليس بالظاهرة الجديدة في واقع الأمر. فهذا الوضع كان موجودًا منذ البداية.

لكن هذه التصريحات توضح بشكل أكبر الآراء ووجهات النظر المعروفة سابقًا.

ولا ننسى أن الأمر لا يزال معلقًا، وكليجدار أوغلو لم يفقد فرصته النهائية.

ودعوني أن ألفت انتباه من لا يتابع الموضوع عن كثب؛ لأقول بأن كليجدار أوغلو الذي بات مرشحًا غير مرغوب به في تحالف المعارضة، ألقى خطابًا أسكت به جميع تلك الأحزاب، حين قال: “إذا لزم الأمر سنمضي لانتخابات بمرشحين متعددين”، أي بعيدًا عن نموذج مرشح توافقي واحد.

ولا شك أن خيار أكثر من مرشح هو البطاقة الذهبية بيد كليجدار أوغلو.

ونتيجة لذلك لم يحسم أصحاب المصلحة في تحالف المعارضة خيار المرشح التوافقي في الجولة الأولى “المحتملة” في الانتخابات.

وقد يكون هناك خيار أيضًا لدعم المرشح الذي قد يبرز للذهاب نحو جولة ثانية، في حال لم تُحسم الانتخابات من الجولة الأولى.

ولو حدث ذلك فإن الفرصة ستكون بيد كليجدار أوغلو، من حيث كونه رئيس أكبر أحزاب المعارضة التي ستحصل على أصوات أكثر، مما يؤهله لدخول الجولة الثانية كمرشح توافقي هذه المرة.

السؤال الأهم هنا فيما لو كان كليجدار أوغلو قد قرر بالفعل ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية بالفعل.

شخصيًا أرى أن كليجدار أوغلو ليس مصرًّا على أن يكون مرشحًا للرئاسة، لكنه يقوم بـ”إدارة العملية” وبالتالي ضمان الحفاظ على سرية اسم “المرشح المحتمل”، بينما يتصرف بهذه الطريقة من أجل الحفاظ على دوره بصفته الفاعل الرئيسي في تسمية المرشحين.

لكن إذا قد قرر حقًا أن يكون مرشحًا رئاسيًا، فقد يقول، “بما أننا لا نستطيع الاتفاق على اسم مرشح توافقي، فعلى الجميع إذن أن يدخلوا الانتخابات كلٌّ بمرشحه الخاص في الجولة الأولى، ومن ثم فلنتحد في الجولة الثانية”.

القضية الرئيسية هنا هي الجواب عن سؤال “من هو المرشح التوافقي المشترك”، وهو ما ليس واضحًا بعد من طرف الأحزاب الستة في تحالف المعارضة إضافة لحزب الشعوب الديمقراطي، فلا يزال هذا الأمر غير محدد ومفتوحًا لأكثر من سيناريو.

بهذا المعنى لا نزال نواجه معادلة تتضمن العديد من الأمور المجهولة.

محمد آجاتمحمد آجات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.