تركيا ونيجيريا.. علاقات وطيدة عنوانها الغاز الطبيعي

بعد أشهر من زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى نيجيريا، توطدت العلاقات بين البلدين بشكل كبير ووصلت إلى كل المستويات أبرزها الجانب الاقتصادي.

وفي آخر التصريحات من المسؤولين النيجيريين، دعا وزير الدولة النيجيري للموارد البترولية، تيميبري سيلفا، رجال الأعمال الأتراك إلى الاستثمار في مجال الغاز الطبيعي لدى بلاده.

وأشار الوزير النيجيري إلى أن بلاده تمتلك موارد غنية من النفط والغاز الطبيعي وتسعى بشكل متواصل لزيادة احتياطاتها من الغاز الطبيعي.

وقال سيلفا: “نسعى لزيادة احتياطاتنا من الغاز الطبيعي من 206 تريليونات قدم مكعب إلى 600 تريليون قدم مكعب.. في هذه المرحلة، داعيا المستثمرين الأتراك إلى الاستثمار في مجال الغاز الطبيعي في نيجيريا بما يخدم مصالح البلدين.

وأضاف أن “هناك تعاون قوي بين تركيا ونيجيريا في مجال الغاز الطبيعي المسال، لاسيما وأن تركيا تستورد من نيجيريا كميات كبيرة من الغاز الطبيعي المسال”.

وأوضح أن تركيا لديها استهلاك كبير لمادة الغاز الطبيعي المسال، وأن نيجيريا لا تستطيع توفير كامل الكمية المشار إليها بسبب المشاكل التي تعاني منها في مجال الإنتاج.

اقرأ أيضا/ البحارة الأتراك يغادرون نيجيريا في طريقهم لإسطنبول

وسبق أن اتفقت تركيا ونيجيريا على زيادة التبادل التجاري بين البلدين، والعمل على توسيع الآفاق الاستثمارية بما يخدم مصلحة البلدين.

وقال وزير الصناعة والتجارة والاستثمار النيجيري ريتشارد أدينيي أديبايو، إن حجم التبادل التجاري بين بلاده وتركيا يبلغ ملياري دولار.

وأوضح أديبايو أن الأعوام المقبلة ستشهد ارتفاعا كبيرا في قيمة التجارة مع تركيا.

وجاءت تصريحات أديبايو على هامش مشاركته في فعاليات منتدى الاقتصاد والأعمال التركي- الإفريقي الثالث، بمدينة إسطنبول، مشيرا إلى أن نيجيريا تعتبر سادس أكبر شريك تجاري لتركيا، في منطقة جنوب الصحراء في القارة السمراء.

وأضاف: “زيارة الرئيس التركي أردوغان لنيجيريا الأسبوع الماضي، تمثل نقطة انطلاق جديدة في العلاقات التجارية بين البلدين، والتي تقدر حاليا بملياري دولار”.

وكشف عن اتفاقيات تعاون جرى توقيعها بين نيجيريا وتركيا، خلال زيارة أردوغان، وجميعها في مجالات الطاقة والصناعة الدفاعية والتعدين والمحروقات.

وأكد أن العلاقات النيجيرية التركية تأسست منذ الستينيات، وكلا الدولتين ترغبان جديا في زيادة حجم التبادل التجاري إلى 5 مليارات دولار، في السنوات المقبلة.

ولفت إلى أن الصناعيين والمستثمرين الأتراك يبدون اهتماما كبيرا بإفريقيا، ولديهم خطة طويلة الأجل للاستثمار في مختلف المجالات.

وفي 19 أكتوبر الجاري، وصل أردوغان إلى العاصمة النيجيرية أبوجا، في إطار جولة إفريقية شملت أيضا أنغولا وتوغو.

وتجدر الإشارة إلى أن النسخة الأولى والثانية من منتدى الاقتصاد والأعمال

التركي الإفريقي، انعقدت عامي 2016 و2018 على الترتيب.

وفي سياق متصل، كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن الهدف الاقتصادي الأكبر الذي يطمح لتحقيقه مع بلاده خلال العام القادمين.

وأكد أردوغان خلال مشاركته في اجتماع جرى في مدينة “أسكي شهير” شمالي غربي تركيا، أن بلاده تستهدف دخول قائمة العشرة الأوائل الأقوى اقتصاديا في العالم.

وقال: “طموحنا الجديد هو أن نصبح ضمن أكبر 10 دول على الصعيد الاقتصادي عالميا”.

وأضاف: “سنحقق طموحاتنا عاجلا أم آجلا (…), سنصل ببلادنا إلى ذلك الحلم عام 2023”.

ويستهدف الرئيس التركي تحقيق هذا الهدف في العام المذكور، تزامنا مع الاحتفال بالذكرى المئوية الأولى للجمهورية التركية.

وبيّن أن الهدف المنشود سيتحقق بكل تأكيد، لا سيما أن بلاده تعمل بصورة قوية في المجال الاقتصادي.

وشدد على أن بلاده تخطت جميع العقبات التي واجهتها مسبقا بسهولة على مدار 19 عاما، ما يجعله على يقين تام بأن تركيا ستصل لمرادها في 2023.

وفي وقت سابق كشفت الرئاسة التركية عن إستراتيجيتها المقبلة في يخص دول القارة الإفريقية، في الوقت الذي تواجه فيه تلك الدول تهديد الإرهاب من داعش وبوكو حرام والشباب وغيرهم.

وقال رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية فخر الدين ألطون: إن تركيا ستواصل تعميق علاقاتها مع الدول الإفريقية تحت قيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، موضحا  أن “استثماراتنا الاقتصادية وعلاقاتنا التعليمية والتبادلات الثقافية هي شهادة على قناعتنا ببشائر القارة”.

اقرأ أيضا/ على طريق تعزيز الشراكة.. بدء أعمال القمة التركية الإفريقية الثالثة في إسطنبول

وأضاف أن بلاده فخورة لاستضافة قمة الشراكة التركية الإفريقية الثالثة، مؤكدا أن نهج تركيا تجاه إفريقيا يتمثل في تعزيز العلاقات مع القارة، فضلاً عن الاستثمار في مستقبل مشترك.

وأوضح أن العديد من الدول الإفريقية تواجه تهديد الإرهاب من داعش وبوكو حرام والشباب وغيرهم، مؤكدا أنهم سيواصلون الشراكة معهم في كلا الدفاع ومكافحة الإرهاب ودعمهم من خلال تبادل قدراتنا ومعرفتنا التكنولوجية”.

ولفت إلى أن بلاده تعمل على خطة للتبرع بخمسة ملايين جرعة لقاح ضد فيروس كورونا إلى الدول الإفريقية والتعاون في إنتاج لقاح توركوفاك التركي، مضيفا أنها علامة على مدى اهتمام أنقرة برفاهية إخواننا الأفارقة بعيدا عن المسائل السياسية والدبلوماسية.

وأشار إلى تركيا زادت من استثماراتها في القارة الإفريقية في الفترة الأخيرة مؤكدا أن هذه المشاريع حققت نتائج إيجابية في التعاون والتنسيق الوثيقين مع القادة الأفارقة من أجل السلام والاستقرار.

وأوضح المسؤول التركي إن الرئيس أردوغان طالما أثار باستمرار قضية عدم تمثيل افريقيا في مجلس الأمن الدولي رغم تعداد سكانها البالغ 1.3 مليار نسمة”، في إشارة إلى دعوة تركيا المستمرة لإصلاح المنظومة الدولية.

وبدأت في إسطنبول أعمال القمة التركية الإفريقية الثالثة للشراكة، في حين التقى على هامشها وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو عددا من نظرائه الأفارقة وذلك لتعزيز سبل التعاون بين الأطراف.

وعلى هامش القمة التي حملت اسم “تعزيز الشراكة من أجل التنمية والازدهار المشترك،  عقد وزير الخارجية عدة لقاءات مهمة مع  عدد من نظرائه الأفارقة في إسطنبول.

تركيا الان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.