ماذا فعل السيد “تمل” رئيس حزب السعادة المعارض في تركيا؟

سقطت التصريحات المفاجئة لرئيس حزب السعادة المعارض في تركيا، تمل كارامولا أوغلو، مثل القنابل في بيئة تبرز فيها التصدعات على طاولة تحالف المعارضة الذي يجمع 6 أحزاب.

ناهيك عن التصريحات التي صدرت عن رئيس الحزب الديمقراطي، غولتكين أويصال، وهو أحد الأحزاب الصغيرة ضمن تحالف المعارضة السداسي، فتصريحاته هو الآخر مثيرة للجدل لدرجة أنك تتساءل ما الذي يجري؟

على الرغم من أن كارامولا أوغلو هو أحد الأسماء المتحمسة جدًا للتحالف السداسي الموجود للمعارضة، لكنه صرح مؤخرًا بشكل صادم حول معالم “تحالف ثالث” إلى جانب تحالفي الحكومة والمعارضة.

ماذا قال كارامولا أوغلو؟

قال: “تغيرت الظروف الآن. لقد تغيرت وجهات نظرنا مع قانون الانتخابات. إن الطاولة السداسية تخلق في الواقع بيئة حوار بين أحزاب المعارضة. ليس هناك أي التزام بالعمل معًا في كل الأوقات”.

يتابع أيضًا: “قد ينشأ تحالف ثالث بسبب قانون الانتخابات الجديد. لأن الأحزاب الصغيرة قد تفكر بأن دخولها مجتمعة في تحالف يضم ثلاثة أحزاب مثلًا سيكون أفضل فيما لو دخلت فرادى على حدة. وفي هذه الحالة ستزيد احتمالية دخولهم البرلمان وتعيين نواب برلمانيين باسمهم”.

عقب هذه التصريحات التي أحدثت ضجة واسعة وجدلاً كبيراً، خرج كارامولا أوغلو بالأمس “يصحح” ما صدر عنه.

قال: “كانت كلماتي بشأن قضية داخل التحالف غير مكتملة وقد أسيء فهمها”.

اقتراح جمع حزبي “المستقبل” و”الديمقراطية والتقدم” تحت جناح السعادة

استطعت جس نبض الدوائر المقربة من حزب السعادة، فسألت: ما الذي فعله السيد تمل؟

ما حصلت عليه من أجوبة، هو كالتالي:

1- كان السيد تمل يعبّر عن أفكاره حول التحالف داخل اجتماعات مع أحزاب المعارضة منذ عام. ولذا فإن القضية ليست أمرًا جديدًا بالنسبة لنا.

2- ما يريد أن يفعله هو تكوين تحالفات أخرى داخل تحالف المعارضة السداسي. تحالفات على أساس مناطقي، لا سيما في الدوائر الانتخابية للرؤساء العامين. هو يعتقد أنه سيدخل البرلمان بسهولة أكبر من خلال هذه الطريقة.

3- صيغة تحالف جديدة من شأنها أن تجمع حزبَي “المستقبل” و”الديمقراطية والتقدم” تحت جناح السعادة. بشرط أن يكون السعادة هو السقف وإلا فلا.

هذه المحاور التي يمكن أن نفهمها من تصريحات كارامولا أوغلو أعلاه.

ربما صرح بذلك كونه يعتقد أن حزبه لو دخل منفردًا الانتخابات ضمن مناطقه الخاصة فلن يستطيع الفوز، لكنه لو دخل في شكل تحالف ثلاثي ففرص الفوز ستكون أكبر.

ومع ذلك لا يبدو أن الأمر سهلًا الآن. لكن ليس من المعلوم ما الذي سيظهر عليه الوضع حسب الظروف والمسار.

وقد يكون تفسيرنا لما صرح به رئيس السعادة ناقصًا، إذا حصرناها في هذا السياق فحسب.

لا سيما وأنه قال “تغيرت الظروف”، واعتباره أن “طاولة التحالف السداسي تخلق بيئة حوار للمعارضة”، ثم أضاف: “ليس بالضرورة أن نعمل معًا في كل نقطة”.

إن طاولة التحالف السداسي تشير إلى أن هناك مشكلة جدية من حيث توافق هذه الأحزاب على طاولة واحدة، وأن الأمور ليست على ما يرام، أو كما تحاول بعض دوائر المعارضة تصويره من أن زعماء الأحزاب متفقون فيما بينهم وسيتغلبون على كافة العقبات وما شابه.

عن ماذا تحدث أردوغان ورئيس حزب الاتحاد الكبير؟

مؤخرًا، زار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشكل مفاجئ حليفه رئيس حزب الاتحاد الكبير مصطفى دستجي.

من المعلوم أن حزب الاتحاد الكبير واحد من التحالف الحاكم الذي يجمع 3 أحزاب.

وفي انتخابات 2018 قدم هذا الحزب دعمه للرئيس أردوغان في الانتخابات الرئاسية، ودخل البرلمانية من قائمة حزب العدالة والتنمية.

تحدثت مع رئيس الاتحاد الكبير دستجي عقب لقائه بأردوغان.

أبلغ أردوغان الحزبَ بالزيارة قبل يوم مساء. واستغرق الاجتماع نحو ساعة.

ردًا على سؤال؛ ما الذي تحدثتم عنه؟ أجاب دستجي: “كان لقاء جميلًا وصادقًا”.

تحدثنا عن السياسة الخارجية وتكلفة المعيشة والتحالف، تحدثنا حول مختلف المواضيع المتعدد حتى الرياضة.

حينما يتعلق الأمر بموضوع التحالفات، حاولت جاهدًا الحصول على مزيد من التفاصيل.

سألت إذا كان هناك جهد لتوسيع تحالف الجمهور الحاكم.

أجابني دستجي: “بالتأكيد. لكن هذا لا يعني ضم أي أحد أو أي حزب. التحالف يكون مع الذين تهمهم الدولة والشعب والبلد ويقبلون بالنظام الحالي”. وأضاف: “لا توجد فكرة بأن التحالفات يجب أن تقتصر على ثلاثة أحزاب فقط” .

محمد آجاتبواسطة / محمد آجات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.