رسالة مؤثرة من الرئيس أردوغان إلى بطريرك أرمن تركيا.. هذا مفادها!

بعث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان برسالة مؤثرة إلى بطريرك أرمن تركيا إسحق مشعليان، بمناسبة إحياء الطائفة الأرمنية ذكرى مأساة الأرمن العثمانيين الذين فقدوا أرواحهم إبان الحرب العالمية الأولى.

ووفق دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فقد اعرب أردوغان عن تعازيه الصادقة إلى أقارب الذين فقدوا أرواحهم في تلك الفترة.

وأشار إلى أن السنوات الأخيرة من عمر الإمبراطورية العثمانية (1299-1922) التي تزامنت مع الحرب العالمية الأولى، كانت فترة مؤلمة للملايين من أبناء الدولة العثمانية.

ودعا إلى ضرورة بناء المستقبل المشترك بين الأتراك والأرمن عوضا عن تضخيم الآلام، مشيرا إلى أن الواجب الإنساني يحتم فهم هذه الآلام المشتركة، ومشاركتها دون أي تمييز ديني أو عرقي أو ثقافي.

وأكد أردوغان على أهمية تضميد جراح الماضي وتعزيز الأواصر البشرية بين الأتراك والأرمن شركاء الأفراح والأتراح منذ قرون.

ولفت إلى أن تركيا وأرمينيا أطلقتا مسارا إيجابيا في اتجاه بناء المستقبل معا، مستلهمين من وحدتهما ذي الجذور العميقة التي تصل إلى ألف عام”، في إشارة  إلى إطلاق البلدين مباحثات تطبيع العلاقات.

وقال الرئيس أردوغان إن عملية التطبيع تحظى بدعم صادق من مواطنينا من أصل أرمني، الذين يفضلون التعاون الوثيق بين البلدين الجارين، وأعلق أهمية كبيرة على ذلك”.

وأضاف أن بلاده تتطلع لتقديم المواطنين الأرمن في تركيا مساهمة قوية لانتهاز هذه الفرصة التاريخية التي نشأت باسم السلام والاستقرار الدائمين في المنطقة بعد سنوات طويلة.

وشدد على أن حكومته ستبذل قصارى جهدها لضمان أن يعيش مواطنونا الأرمن في سلام وأمن وأمان.

اقرأ أيضا/ أردوغان يوقّع قرارًا جديدًا فيما يخص التطبيع مع أرمينيا

وفي وقت سابق أكد رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان على ضرورة أن تبذل بلاده ما بوسعها لتجنب الجمود في المفاوضات مع تركيا.

وقال باشينيان إنه يجب إقامة حوار ومواصلة المفاوضات مع أنقرة “رغم كل شيء”.

وأضاف: “يجب أن نبذل ما بوسعنا لتجنب جمود المفاوضات مع تركيا، نتفهم أن نتائج العملية قد لا تكون بهذه السرعة ونشرح ذلك لشركائنا الدوليين، لكن بدون نتائج سريعة هناك خطر حدوث ركود”.

وتابع: “لتجنب هذا النوع من الركود، يجب أن تكون قادرا على المضي قدما في خطوات صغيرة، مشيرا إلى أن  شركاء بلاده الدوليين يدعمون بشكل كامل تطبيع العلاقات التركية الأرمينية.

وذكرت مصادر إعلامية أن أرمينيا في طريقها إلى تطبيع كامل مع تركيا، خاصة بعد حرب قره باغ التي انتصرت فيها أذربيجان بمساعدة تركية.

وقالت أرمينيا إن وزير خارجيتها أرارات ميرزويان، سيشارك في منتدى أنطاليا الدبلوماسي الذي يعقد بتركيا في الفترة بين 11- 13 مارس/ آذار الجاري.

وأضاف المتحدث باسم الخارجية الأرمينية أن ميرزويان سيشارك في منتدى أنطاليا الدبلوماسي ضمن إطار جهود أنقرة ويريفان لتطبيع العلاقات بينهما.

وفي 14 يناير/ كانون الثاني الماضي، عقد المبعوثان التركي والأرميني الاجتماع الأول بالعاصمة الروسية موسكو، ومؤخرا استؤنفت الرحلات الجوية بين البلدين ضمن جهود تطبيع العلاقات.

وتستضيف ولاية أنطاليا التركية  النسخة الثالثة من “منتدى أنطاليا الدبلوماسي” برعاية الرئيس رجب طيب أردوغان، ويلتقي خلاله العديد من رؤساء الدول والوزراء والدبلوماسيين والشخصيات البارزة في عالم الأعمال.

اقرأ أيضا/ أنقرة: تركيا وأرمينيا يتفقان على مواصلة مفاوضات التطبيع الكامل دون شروط

وكانت وزارة النقل التركية قد كشفت في يناير الماضي عن موعد أولى الرحلات الجوية المقررة إلى أرمينيا خلال الفترة القادمة.

يأتي هذا القرار, بعد التطبيع الذي حدث بين البلدين في أواخر العام الماضي, ما أحدث حالة من التفاهمات بينهما.

وبحسب وزارة النقل التركية, فإنه تم إطلاق رحلات جوية إلى أرمينيا اعتبارا من الثاني من فبراير القادم.

ويمثّل هذا القرار أول المراحل الرسمية لتأكيد عملية التطبيع بين البلدين.

كما أن تركيا تنوي استئناف رحلاتها الجوية إلى أربيل في 24 من الشهر الجاري.

وبجانب الرحلات الجوية, فقد جرى قبل أيام اجتماعا بين البلدين في العاصمة الروسية “موسكو”.

وشارك في الاجتماع الممثل الخاص لتركيا لدى أرمينيا، السفير سيردار كيليتش، والممثل الخاص لأرمينيا روبين روبينيان, وذلك بعد انقطاع دام حوالي “13 عاما”.

وكانت الحكومة الأرمينية قد أعلنت مطلع الشهر الحالي, رفع الحظر المفروض على البضائع التركية، في إطار خطوات التطبيع بين البلدين.

كذلك فإن تركيا أعلنت في وقت سابق, أن رحلات الطيران العارض مع أرمينيا ستبدأ قريبًا وأنها تواصل محادثات التطبيع بالتشاور والتنسيق مع أذربيجان.

وتأتي هذه الخطوات بعد سنوات طويلة من التوتر الكبير بين البلدين, خاصة أن تركيا أغلقت الحدود مع أرمينيا في عام 1993 خلال الحرب المستمرة بين أرمينيا وأذربيجان.

كما أن تركيا وقعت اتفاق سلام تاريخي مع أرمينيا عام 2009 لاستعادة العلاقات وفتح حدودهما المشتركة بعد عقود.

ولكن بنود الاتفاق لم يتم تطبيقها على أرض الواقع, وبقيت العلاقات متوترة كثيرا بين البلدين, وتحديدا خلال نزاع ناغورني كاراباخ العام الماضي، حيث دعمت “أنقرة” أذربيجان واتهمت “يريفان” باحتلال الأراضي التابعة لأذربيجان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.