الإمارات وتركيا يتخطيان مرحلة تطبيع العلاقات.. المياه تعود إلى مجاريها!

منذ أن زار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الإمارات قبل أشهر في إطار خطة أنقرة لتصفير مشاكلها مع الدول المخالفة لها، تسارعت المشاريع الاقتصادية بين البلدين وتخطت مرحلة تطبيع العلاقات.

وأوضح مراقبون أن العلاقات بين أبو ظبي وأنقرة وصلت إلى مرحلة الجلوس على طاولة مستديرة في كل المجالات أهمها السياسة والاقتصاد.

وفي آخر الخطوات التي تنم عن وصول الأمور بين البلدين إلى درجة عالية من التفاهم بعد سنوات من العداء الواضح والتراشق الإعلامي بين المسؤولين، فقد احتضنت مدينة إسطنبول التركية اجتماعا لعالمي الأعمال التركي والإماراتي حول طاولة مستديرة.

وقال مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركي، في بيان، إن الاجتماع جرى برعاية وزارة التجارة التركية.

وأوضح المجلس أن الاجتماع حضره وزير التجارة التركي محمد موش، ووزير التجارة الخارجية الإماراتي ثاني بن أحمد الزيودي، ورئيس مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركي نائل أولوباك، و60 رجل أعمال من كلا البلدين.

وأشار بيان المجلس إلى أن الجانبين تناولا سبل تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين، في حين أكد رئيس المجلس على أن البلدين سيقدمان على خطوات جديدة من أجل تعزيز التعاون القائم بينهما.

وأوضح البيان أن برنامج رؤية 2040 الذي تتبناه دولة الإمارات هو زيادة التنوع القطاعي لاقتصادها، وعالم الأعمال التركي يرغب في الاستفادة من الفرص الجادة التي تظهر بشكل خاص في الإسكان والنقل والبنية التحتية”.

واشار إلى أن المطلوب من  الشركات الإماراتية تكثيف استثماراتها في تركيا كونها تعد بمستقبل مشرق ولها دور حيوي في المنطقة”.

وختم أن الاستثمار الإماراتي في الأراضي التركية  يشمل مجالات متعددة مثل الطاقة والصحة والبنية التحتية والغذاء والتمويل والكيمياء والسيارات والتقنيات الرقمية، وليس فقط في القطاع العقاري.

وسبق ان استضافت دبي اجتماع مجلس الأعمال الإماراتي التركي بهدف تعزيز التعاون في قطاع التطوير العقاري والبناء.

وجمع اللقاء 25 شخصاً يمثلون أبرز شركات المقاولات في تركيا، إضافة إلى 25 ممثلاً عن قطاعي البناء والتطوير العقاري في الإمارات.

وفي هذا السياق  يقول رئيس مجلس الأعمال الإماراتي التركي حسين سجواني، إن هذا اللقاء هو تتويج لزيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الإمارات التي أسهمت في تسريع الجهود التي تبذلها الدولتان.

وشدد سجواني على القيم المشتركة والروابط الثقافية المتأصلة بين البلدين.

أما رئيس مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركي نايل أولباك،فقال إن المصالح المتبادلة وفرص التعاون الاقتصادي المشتركة تعد بمثابة المحرك الداعم للعلاقات بين تركيا والإمارات.

وأضاف أولباك: “نتطلع من خلال مجلس الأعمال الإماراتي التركي إلى إقرار المزيد من الشراكات بيننا، بما يسهم في ترسيخ التعاون السياسي والاقتصادي والتجاري والثقافي”.

بعد قرابة شهر على زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الإمارات التي أعلنت انتهاء الفترة المتجمدة في العلاقات بين البلدين، بدأت تظهر نتائج هذا التقارب.

وفق مصادر إعلامية فقد أظهرت بيانات مجلس المصدرين الأتراك أن الصادرات التركية إلى الإمارات العربية المتحدة حققت نمواً بنسبة 52.4 بالمئة خلال فبراير/ شباط الماضي، مقارنة بالشهر نفسه من العام الفائت.

وارتفعت قيمة الصادرات التركية إلى الإمارات لـ 303 ملايين و242 ألف خلال فبراير الماضي، لتحل في المركز الـ 17 ضمن قائمة البلدان الأكثر استيراداً من تركيا.

تأتي هذه الأرقام المميزة بين البلدين كنتاج طبيعي للزيارات المتبادلة التي قام بها ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، إلى أنقرة وزيارة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى أبو ظبي.

اقرأ أيضا/ المركزي التركي يوقع اتفاقية مبادلة عملات مع الإمارات بحجم 4.7 مليارات دولار

وقبل أيام حل وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو ضيفا على نظيره الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان، في أبو ظبي.

وجاء اللقاء على هامش زيارة الوزير التركي إلى أبو ظبي، للمشاركة كضيف شرف في الدورة الـ16 لملتقى السفراء وممثلي البعثات التمثيلية لدولة الإمارات

وبحث تشاووش أوغلو  مع نظيره الإماراتي، العلاقات الثنائية، والتطورات الإقليمية، وفي مقدمتها أزمة أوكرانيا.

ووفق مراقبين فإن هذه الزيارة تأتي تلبية لدعوة وزير الخارجية الإماراتي وذلك في إطار تحسين العلاقات.

وحظيت زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى الإمارات احتفاءً إعلاميا واسعًا، خاصة أنها جاءت بعد أكثر من أعوام من القطيعة بين البلدين.

وجاءت هذه الزيارة بعد خطوة مماثلة من ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد إلى أنقرة في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، أبرم خلالها عشر اتفاقيات، وكانت الخطوة الأولى نحو استثمار 10 مليارات دولار في تركيا بمختلف القطاعات.

وخلال زيارة أردوغان للإمارات تم توقيع 13 اتفاقية في مجالات مثل الاقتصاد والاستثمار والصحة والنقل والدفاع والزراعة.

وفي هذا السياق يقول الكاتب التركي حسن بصري يالتشين إن زيارة أردوغان سينتج عنها أمران مهمان، الأول أنها بداية ستشكل النشاط الإقليمي بأكمله لتركيا، والثاني وهو الأساس الملموس لهذه البداية وهي العلاقات الاقتصادية.

وأوضح بصر ي في تقرير نشره الإعلام التركي أن الاستثمارات الموعودة جراء الاتفاقيات ستتحقق مع زيارات المستثمرين والمسؤولين الإماراتيين إلى تركيا خلال فترة قصيرة.

واشار إلى أن البلدين يجريان مفاوضات بشأن اتفاقية تجارة حرة وتعاون اقتصادي شامل، بهدف زيادة حجم التبادل التجاري، وتريد الإمارات إنجاز هذه الخطوة بسرعة، لافتا إلى أن مجلس التعاون الخليجي من المعلوم أنه لديه قواعد خاصة بالتجارة الحرة، وتسعى الإمارات أن تكون رائدة في هذا المجال عبر تركيا.

وأضاف: “إذا دخلت اتفاقية التجارة الحرة مع دولة الإمارات حيز التنفيذ، فقد تبرز استثمارات وعلاقات تجارية مماثلة، وسيكون لذلك انعكاس بشأن العلاقات الاقتصادية مع منطقة الخليج أولا، يليها تأثير بشأن العلاقات السياسية”.

يعتبر القطاع السياحي في تركيا والإمارات، من أبرز المستفيدين من التعاون والعلاقات بين البلدين، في ظل توقعات بتأثرها إيجابا خلال الفترة المقبلة.

ومن المقرر أن تزيد الشراكات والاستثمارات في القطاع السياحي بين تركيا والإمارات، وزيادة أعداد السياح وحركة الطيران بين البلدين.

ويرى خبراء وعاملون في القطاع السياحي أن تركيا والإمارات تعدان وجهتين سياحيتين متميزتين سواء لاستقطاب السياح أو للتوسع استثماريا بالقطاع؛ لما يتمتع به البلدان من بنية تحتية قوية ومرافق ومعالم سياحية وثقافية وتاريخية متنوعة وجاذبة.

المصدر: تركيا الان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.