ما الذي سعت إليه دول أمريكا اللاتينية في تركيا؟

على الرغم من أنني بعيد جدًا عن تركيا، إلا إنني أتابع وأشاهد القضايا التي تتصدر الأجندة ووسائل الإعلام في البلاد عن كثب.

حاول زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كليجدار أوغلو، التظاهر بموقف المسكين لإحداث التوتر في الرأي العام، وعرض صورا تحت ضوء الشموع مدعيا قطع الكهرباء في بيته، وهو مانفاه وزير الطاقة التركي فاتح دونمز. وعلى الرغم من تعرض الوزير دونمز للإهانة إلا أنه حافظ على هدوئه وكشف عن حقيقة القضية بالوثائق.

كما شاهدت القرارات في محاكمة أحداث “غيزي بارك” في إسطنبول والمناقشات حول هذه القرارات.

دعوني أخبركم بما حصل:

لم أبتعد أبدًا عن فكرة أن أحداث “غيزي بارك” في إسطنبول كانت محاولة انقلابية جبانة.

بالنسبة لأولئك الذين لا يصدقونني، أقترح عليهم مشاهدة خطاب صلاح الدين دميرطاش الذي قام به على قناة CNNTÜRK في 31 يوليو 2013، بعنوان “رأيت الانقلاب في غيزي بارك”.

وفي ذلك الخطاب، ذكر دميرطاش بوضوح أن الغرض من الانقلاب على الحكومة قد تم متابعته خلال أحداث “غيزي بارك” في إسطنبول.

على أي حال…

أثناء وجودي هنا ، اسمحوا لي أن أنقل ما رأيته وسمعته في بلدان أمريكا اللاتينية.

كان لدينا رحلة طويلة أمس.

نتابع كصحفيين من تركيا رحلة وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو إلى أمريكا اللاتينية التي تغطي 6 دول.

وقد شاركنا في أحد اجتماعات وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو مع رجال الأعمال الأتراك والبرازيليين في ساو باولو، أكبر مدن البرازيل.

ألقى الوزير جاويش أوغلو خطابًا أظهر من خلاله أن لديه فهمًا جيدًا للغة الاقتصاد وهو ما أثار لفت الجميع. نعم فالوزير التركي قد درس الاقتصاد في جامعات لندن، وهذا هو سبب عدم ابتعاده عن مصطلحات الاقتصاد.

نعلم أن المسلسلات التركية تجذب اهتمامًا كبيرًا في دول أمريكا اللاتينية.

على سبيل المثال، المسلسل التلفزيوني “Elif”، الذي تم بثه على القناة 7، كان من بين المسلسلات التلفزيونية الأكثر مشاهدة في هذه المنطقة.

وبفضل المسلسل التلفزيوني هذا، ازداد الاهتمام بتعلم اللغة التركية كثيرًا.

فعندما قرر معهد يونس إمري افتتاح دورة اللغة التركية وأعلن عنها، لم يستطع مواكبة طلبات الالتحاق.

وخلال الجولة، قدم وزير الخارجية تشاووش أوغلو مقدمة شيقة عن هذا الموضوع قائلا:

“عندما كنت طفلاً ، كان الجميع يشاهد المسلسلات التلفزيونية البرازيلية وفي تلك السنوات، وقد حصدت تلك المسلسلات أرقام قياسية في مبيعات التلفزيون في تركيا.

وأضاف: “نظرًا لأن المسلسلات البرازيلية كانت تُعرض خلال النهار، اشترى الجميع جهاز تلفزيون ووضعه في مكان العمل لمشاهدة المسلسلات البرازيلية.

وأشار إلى أن كل شيء بالطبع يتغير مع مرور الوقت، منوها إلى أن المسلسلات التركية تُشاهد في البرازيل وأمريكا اللاتينية وتحقق أرقاما قياسية في المتابعة.

تعد البرازيل أهم محطات رحلتنا إلى أمريكا اللاتينية، فثلث حجم التجارة البالغ 15 مليار دولار في المنطقة يقام مع هذا البلد.

وفي حديثه للصحافة عقب لقائه نظيره البرازيلي، قال تشاووش أوغلو: “نهدف إلى رفع حجم تجارة بين البلدين ليصل إلى 10 مليارات دولار في الفترة المقبلة، ونعتقد أنه يمكننا تحقيق هذا الهدف بسهولة”.

وفي إشارة إلى الاتفاقية المبرمة بين تركيا والبرازيل في مجال الصناعة الدفاعية العام الماضي، قال وزير الخارجية البرازيلي فرانسوا: “بهذه الاتفاقية، سنتمكن من إجراء العديد من الدراسات المختلفة وتوفير نقل التكنولوجيا، كما سيزيد هذا من القوة القتالية للجيش البرازيلي ويعزز بنيتنا التحتية في هذا الصدد”.

تتابع البرازيل عن كثب التقدم الذي أحرزته تركيا في صناعة الدفاع.

ومن المتوقع أن يتعمق التعاون في هذا المجال في الفترة المقبلة.

ومن البرازيل جئنا إلى الإكوادور، موطن أقدم حضارات الأمريكيتين.

وصلنا إلى العاصمة كيتو التي هي ثاني أعلى عاصمة في العالم بارتفاع 2800.

على الرغم من الارتفاع العالي، كان اللون الأخضر في كل مكان. فالمدينة محصورة بين التلال المرتفعة والمنخفضة.

لقد أمضينا أقل من يوم في الإكوادور وسط طقس جميل معتدل.

تحسن اقتصاد الإكوادور إلى حد كبير بعد العثور على النفط، وهم الآن يقومون بتصدير الموز وحبوب الكاكاو والورود إلى العالم.

ومع ذلك، فإن عدم المساواة في الدخل والفساد من المشاكل الخطيرة التي تعاني منها البلاد.

وخلال جولتنا في الجزء التاريخي من البلاد، صادفنا أشخاصًا قصار القامة كانوا يتوسلون لبيع المنتجات التي يحملونها معهم.

هناك الكثير لنقوله، لكن المقال لا يكفي لذلك.

نخطط لزيارة كولومبيا وبنما وفنزويلا في الخطوة التالية .

محمد آجاتبواسطة / محمد آجات 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.