هل يستعد إمام أوغلو وميرال أكشنار لقلب طاولة التكتّل “السداسية” للمعارضة؟

من المفترض أن يجتمع زعماء 6 أحزاب معارضة في تركيا، في 29 مايو/أيار الجاري، على طاولة التكتّل السداسي الذي شكّلته المعارضة.

سيكون هذا الاجتماع الرابع من نوعه، منذ انعقاد الاجتماع الأول في 28 فبراير/شباط الماضي.

(تكتّل المعارضة السداسي يضمّ كلًا من أحزاب: الشعب الجمهوري – الجيد – الديمقراطي – السعادة – المستقبل – الديمقراطية والتقدم)

على الرغم من أن زعماء الأحزاب الستة يحاولون إيصال رسائل قوية يملؤها الحماس الخطابي، لكن بات واضحًا أنهم يفتقرون الآن إلى الحماس والإقدام مقارنة مع الأيام الأولى لهذا التكتّل.

السبب في تراجع الحماس هو أن هذه الأحزاب المعارضة لا تزال بعيدة عن بلورة اتفاق موحد سواء على صعيد وضع سياسة مشتركة، أو تحديد المرشح الرئاسي في الانتخابات المقبلة.

ومع ذلك، إلا أن أحد زعماء هذه الأحزاب طالما يكرّر ويعيد القول: “سنحدّد المرشح الرئاسي معًا”، ألا وهو كمال كليجدار أوغلو زعيم الشعب الجمهوري.

خلال ظهوره مؤخرًا في لقاء مع الصحفي التركي، فكرت بيلا، كرّر كليجدار أوغلو وجهات نظره المعروفة في قضيتين:

1- حدّدنا المؤهلات التي يجب أن يتمتع بها مرشّحنا الرئاسي. وسيتم تحديده من قبل زعماء الأحزاب الستة سوية. وسيقف قادة الأحزاب الستة معًا وراء هذا المرشح.

2- يجب على رؤساء البلديات التركيز على أعمالهم. ويجب أن يواصلوا مهامهم المنوطين بها، حتى انتهاء مدة ولايتهم المفترضة في عام 2024. عليهم الوفاء بالتزاماتهم تجاه الشعب.

هل المقصود بهذه الرسائل إمام أوغلو وأكشنار؟

دعونا نواصل حديثنا عن نهج كليجدار أوغلو في هذا الخصوص.

في ظل الظروف العادية لن نجد واحدًا من هذه الأحزاب الستة المجتمعة على طاولة واحدة، يدعم كليجدار أوغلو للترشح في الانتخابات المقبلة.

ولذلك يتعين علينا طرح سؤال: لماذا يصر زعيم الشعب الجمهوري كليجدار أوغلو، على تكرار قول أن الأحزاب الستة معًا ستحدد المرشح الرئاسي، بينما يصرّ في الوقت على الترشح للانتخابات رغم معارضة بقية الأحزاب المجتمعة له، كما يُقال؟

يبدو أن الجواب على هذا السؤال بات أكثر وضوحًا للبعض في ظل التطورات الأخيرة.

لا سيما وأن الأحاديث خلف الكواليس كانت تتردد مؤخرًا، حول أن زعيمة حزب الجيد، ميرال أكشنار، إلى جانب رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، كان يستعدان لقلب الطاولة السداسية لأحزاب المعارضة.

ولقد عزّز صمت أكشنر مقابل هذه الادعاءات، من سيطرة التشاؤم لدى دوائر المعارضة وعدم رفع سقف التوقعات من التكتل السداسي الموجود، فضلًا عن تصريحات أثارت الجدل من قبل رئيس الحزب الديمقراطي، غولتكين أويصال، وهو طرف من أطراف هذه الطاولة السداسية.

من جانب آخر، ترددت ادعاءات مؤخرًا كذلك، تفيد أن رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، قد يكون مرشحًا عن حزب الجيد، في حال أصرّ كليجدار أوغلو على رفض فكرة ترشيحه.

التركيز على ما قاله إمام أوغلو

حين النظر شكل مستقيم، نجد أنه من الصعب أن يتمرد إمام أوغلو على كليجدار أوغلو، بحكم أن الأخير “رئيسه الآمر” في الحزب، حسب تعبير إمام أوغلو ذاته.

لكن حين النظر إلى خطاب وأفعال إمام أوغلو، ندرك أنه لا ينوي إطلاقًا التخلي عن فكرة الترشح للرئاسة.

بناء على ذلك، سرعان ما يبدأ المتابع في التفكير بالعوامل التي قد تكون وراء هذه “الثقة بالنفس” لدى إمام أوغلو.

كانت جولة إمام أوغلو في البحر الأسود رفقة صحفيين معينين، خلال شهر رمضان الفائت، محل نقاش وجدل في تركيا، تحولت إلى أزمة بالتركيز على الصحفيين الذين كانوا برفقته.

لكن لو ركزنا قليلًا على ما قاله إمام أوغلو خلال جولته في البحر الأسود، والموقف الذي صدر عنه آنذاك، يمكن أن نحصل على معطيات مهمة للغاية.

كانت الجولة بما فيها من تفاصيل، تقول إن إمام أوغلو قد وضع مسألة الترشح للانتخابات الرئاسية في عقله وانتهى الأمر.

لكن كيف يمكن أن يكون مرشحًا على الرغم من معارضة كليجدار أوغلو بشكل علني لذلك؟

حين متابعة ما كتبه الصحفيون الذين شاركوا في رحلة البحر الأسود آنذاك، يمكن أن ندرك أنّ إمام أوغلو طوّر أطروحته الخاصة على نقيض أطروحة رئيسه في الحزب كليجدار أوغلو.

كان من اللافت ما صرّح به إمام أوغلو حين الحديث عن الطاولة السداسية لتحالف المعارضة، بأن “هذا ليس شأن السياسة فقط، بل هو شأن الشعب كذلك. ولا يمكن الاكتفاء بمشاهد ما الذي سيصدر عن ستة أحزاب فقط دون فعل شيء”.

كلام إمام أوغلو جاء بمثابة أطروحة تنقض أطروحة كليجدار أوغلو، القائلة بأن ترشّح رئيس بلدية إسطنبول أو أنقرة للرئاسة، من شأنه أن يتسبب بخسارة البلدتين عام 2023، نظرًا لأن أعضاء حزب العدالة والتنمية يتمتعون بالأغلبية في مجلس البلدتين.

يتابع كليجدار أوغلو قوله: “ألقى السيد الرئيس خطابين في نفس الأسبوع. قال بالحرف الواحد: بعد انتخابات 2023 ستعود إسطنبول إلى صاحبها الحقيقي العدالة والتنمية. إنه لا يقول 2024. فما سبب ذلك؟ أنتم اعثروا على الإجابة. وأنا بدوري سأجيب عمّا تبقى من أسئلة”.

لكن علينا تصحيح ما فهمه كليجدار أوغلو من تصريحات أردوغان، فالرئيس التركي لم يصرّح أبدًا حول أنه سيعيّن رئيسًا بالوصاية لبلدية إسطنبول في 2023.

أخيرًا، نتساءل؛ من أين يأخذ إمام أوغلو شجاعته إذن؟ أم أن لديه اتفاق سري مع زعيمة حزب الجيد أكشنار، لتحدّي كليجدار أوغلو براحة تامة؟ .

محمد آجات بواسطة / محمد آجات

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.