تعرف على مناطق انتشار الجيش التركي في العالم

ينتشر الجيش التركي بالوقت الحالي، في 11 دولة متوزعة على 3 قارات، وذلك لأهداف مختلفة تتراوح بين مكافحة الإرهاب، وحفظ السلام وأخرى في إطار مهامّ خاصة متعلقة بالأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي تحت مظلة حلف شمال الأطلسي “ناتو”، أو تلك المتمخضة عن الاتفاقيات الثنائية بين تركيا ودول أخرى، إقليمية ودولية.

وكانت المهمة الخارجية الأولى التي وُكلَت إلى الجندي التركي كانت قبل 72 عاماً بالضبط، وذلك خلال مشاركة مجموعات من الجيش التركي في الحرب الكورية إلى جانب الولايات المتحدة، وهي المهمَّة التي فتحت الباب أمام انضمام تركيا إلى حلف الناتو في وقت لاحق. وكان للجيش التركي أيضاً مساهمات خاصة لخدمة السلام طوال الواحد والعشرين عاماً الماضية، بحسب تقرير لـ “TTR عربي.”

مساهمات لترسيخ الأمن بجزيرة قبرص

حسب كمال أولتشار، عضو هيئة التدريس بجامعة بيكينت: “ينشئ بعض الدول مثل الولايات المتحدة الأمريكية، أو دول مثل فرنسا أو إنجلترا أو روسيا، بعض القواعد لحماية وفرض مصالحها الخاصة والحفاظ على هياكلها الإمبريالية، لكن تركيا ليست كذلك، تركيا هنا تؤسّس الأمن عند الدخول، تقدم مساهمة مهمة للغاية في الهيكل الأمني”.

وجاء في تقرير نشره موقع TRT Haber أن هيكل الأمن الدولي آخذ في التغير اليوم، فبينما كانت النقطة المركزية في أوروبا الشرقية في الماضي، تطورت الآن إلى الجنوب، وبالأخصّ في منطقة الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط. فيما غيرت عملية السلام القبرصية عام 1974 التوازن في المنطقة، إذ أصبح الجيش التركي الضامن للسلام في الجزيرة لمدة 48 عاماً.

من جهته قال أولتشار إن “الجيش التركي، الموجود في جمهورية شمال قبرص التركية في البحر الأبيض المتوسط، هو قوة ذات أهمية استراتيجية كبيرة، وحتى سياسية. إنها قوة تزعج جميع التوازنات”. ساهم وجود القوات المسلحة التركية في جمهورية شمال قبرص التركية في تأسيس البنية والقوة الرادعة للقضاء على أي عملية عسكرية أو التفكير في التحرك والمناورة هناك، الأمر الذي ساهم في أمن واستقرار الجزيرة، بالإضافة إلى أمن أقاربنا”.

مهامّ حرجة لحفظ السلام

تركيا التي هي عضو في الناتو منذ 70 عاماً ولديها ثاني أكبر جيش في التحالف، مستمرة في تولّي المهامّ الحاسمة لحفظ السلام في أكثر من نقطة صراع حول العالم، فبعد أن أصبحت ضامن السلام والأمن في البوسنة والهرسك وشاركت في قوة حفظ السلام الدولية في كوسوفو، ما زالت تقدّم الدعم التدريبي للقوات المسلحة لكلا البلدين، كما نجحت بكل براعة في أداء واجبها في أفغانستان لأكثر من 20 عاماً.

وتحت مظلة الأمم المتحدة، شارك أفراد الجيش التركي في عمليات حفظ السلام في عديد من البلدان الأخرى، مثل لبنان ومالي وجمهورية إفريقيا الوسطى. وإلى جانب المشاركة في عمليات الاستقرار والتكامل، كان الجيش التركي داعماً للعمليات داخل نطاق الاتحاد الأوروبي.

اتفاقيات الدفاع التركية

القوات التركية المسلحة موجودة في قطر وليبيا والصومال بموجب اتفاقيات دفاعية ثنائية موقَّعة مع حكومات هذه البلدان، فإلى جانب نقل الخبرات التركية إلى القوات المسلحة وتدريب الضباط وضباط الصف بالشكل الذي يضمن فرض السلام والاستقرار، تقدّم القوات التركية أيضاً خدماتها الاستشارية للقوات البرية والبحرية والجوية لقوات هذه البلدان، بالإضافة إلى ذلك يشكّل وجود الجيش التركي في هذه الدول قوة ردع مضاعفة.

أما محاربة الإرهاب، فتُعَدّ تركيا من أكثر الدول التي عانت من هذه الآفة، لذلك فإن الجيش التركي في حالة تأهب على الدوام لحماية أمن حدود البلاد على الجهتين الشرقية والجنوبية.

الجيش التركي حاضر في كل من سوريا والعراق بموجب المادة 51 من الأمم المتحدة، فمن خلال القواعد القوية جدّاً في كلا البلدين، نجحت القوات المسلحة التركية في مطاردة الخلايا الإرهابية التي تستهدف تركيا ومواطنيها وملاحقتهم في أوكارهم ومقارهم البعيدة عن الحدود التركية.

في هذا السياق أشار أولتشار إلى أن القوات التي نشرتها تركيا في شمال سوريا لا تحارب الخلايا الإرهابية وحسب، بل تعطّل اللعبة في العراق أيضاً. وأضاف: “الغرب بات يعرف جيداً قوة تركيا الآن، وكيف أصبحت تركيا صانع ألعاب وقادرة على تغيير قواعد اللعبة في المنطقة بما يتماشى مع اهتماماتها الخاصة”.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.