رئيس فرع حزب العدالة والتنمية.. بوتين

 

تسببت الحرب الروسية-الأوكرانية، في حدوث توترات كبيرة وأزمة طاقة عالمية، وبلا شك أن أوروبا حاضرة في خضم هذه الأزمة. ويشير الموقف الذي اتخذته روسيا والتخريب الذي لحق بخطوط أنابيب الغاز “نورد ستريم” إلى أن هناك شتاء قاسٍ ينتظر أوروبا.

من جهة أخرى، لا تريد الولايات المتحدة شراء الغاز من روسيا. وهذا المسار يشكل ضغوطًا كبيرة على أوروبا. وفي الحقيقة، هناك مزاعم تشير إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية هي وراء الهجمات التي طالت خطوط أنابيب الغاز “نورد ستريم”

وفي هذا الصدد، قدم الرئيس الروسي بوتين حلاً لأوروبا، التي لا تمتلك أية بدائل تعوض الغاز القادم من روسيا.حيث قال: يمكن ضخ الغاز إلى الدول الأوروبية عبر تركيا من خلال إنشاء “مركز غاز” فيها. واقترح بوتين على الرئيس أردوغان ذلك خلال لقاءهما في كازاخستان. تنظر تركيا إلى هذه القضية بحماس، وهناك أقاويل تشير إلى أن العمل يمكن أن يبدأ على المستوى الفني والتقني.

وتسبب اقتراح بوتين بشأن إنشاء مركز للغاز في تركيا في حدوث صدمة كبيرة لدى المعارضة التركية وإعلامها. لأن دائمًأ لديهم مخاوف في كل أمر يصب في مصلحة تركيا.

ووصف البعض بوتين أنه يعمل كما لو كان رئيس فرع

في حزب العدالة والتنمية. وقال البعض منهم إن بوتين انضم إلى تحالف الشعب (الذي يضم حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية) وقال آخرون إن بوتين أعطى قروضًا انتخابية لأردوغان لاستخدامها في حملته الانتخابية. وبكل تأكيد، إن مثل هؤلاء الذين ينتابهم السخط والحقد السياسي لا يستطيعون فهم هذه القضية.

ومن خلال هذه التصريحات التي أطلقوها قد تبينت عقليتهم التي تستند إلى مفهوم “وبغض النظر عما يحدث، وحتى لو احترقت البلاد، يجب أن يخسر أردوغان”

وفي هذا السياق، كانت الحركات المعارضة تعلق آمالها في الوصول إلى السلطة بعد كل أزمة عالمية تحدث. وعندما بدأت الحرب الأوكرانية الروسية كانوا أيضًا متحمسين ومعلقين آمالهم عليها.

أولئك الذين سحرتهم تصريحات ترامب عام 2018 حين قال “سندمر الاقتصاد التركي” ، شعروا بحماس كبير أثناء انتشار وباء كورونا عام 2020، حيث تأملوا أن الوباء والأزمة الاقتصادية من الممكن أن توصلهم إلى السلطة، لكن حدث ما لم يكن في حسبانهم بعد النصف الثاني من عام 2022، حيث اختفت آثار الوباء وبدأت المؤشرات الاقتصادية تتحسن. كما أن الميزانية العامة لعام 2023، التي أعلنت عنها الحكومة عنها قبل يوم، دمرت أحلامهم وبانوا يشعرون بالإحباط يومًا بعد يوم.

بناء مركز غاز في تركيا

المعارضة التركية، التي أشارت إلى أن اقتراح بوتين بشأن إنشاء مركز غاز في تركيا هو دعم لحزب العدالة والتنمية وأردوغان، تشعر بالحزن الكبير لعدم تضرر تركيا بشكل كاف من الحرب الأوكرانية-الروسية.

وبكل تأكيد، إن أولئك الذين لا يستطيعون رؤية ما حققته تركيا في السياسة الخارجية والمكانة التي وصلت إليها في صراع القوى الدولية، لا يمكنهم تقبل وفهم اقتراح بوتين.

كما أن أولئك الذين يتعهدون بالولاء دون قيد أو شرط للولايات المتحدة في التوتر القائم بين أوكرانيا وروسيا، ويعتزمون القتال إلى جانب أوكرانيا، لا يمكنهم أن يفهموا أن تركيا ستصبح مركزً للغاز.

من ناحية أخرى، هناك أمرين من رحلة كليجدار أوغلو المثيرة للجدل إلى الولايات المتحدة.

الأمر الأول هو مسألة الثمان ساعات المختفية من برنامج الزيارة، أما الأمر الثاني تقييمه للحرب الروسية الأوكرانية.

ولكي نفهم لماذا المعارضة تعارض اقتراح بوتين في إنشاء مركز غاز في تركيا يجب أن نتطرق لتصريحات كليجدار أوغلو حيث قال: “نعتقد أننا يجب أن نقف إلى جانب أوكرانيا في الحرب الروسية الأوكرانية”

بوتين ليس رئيس فرع في حزب العدالة والتنمية ولا شريكًا لتحالف الشعب. كما أن هذا الاقتراح ليس قرضًا انتخابيًا يستخدمه حزب العدالة والتنمية وأردوغان في حملته الانتخابية.

خلال العشر السنوات الماضية، تواجهت تركيا روسيا في سوريا وليبيا وقره باغ. لكننا بلد اتخذ موقفًا بخصوص القضية الأوكرانية وكان ضد احتلال روسيا لها. وحققت تركيا تحت قيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، نجاحًا دبلوماسيًا كبيرًا على الصعيد الدولي. ومؤخرًا، بدأت الدول العظمى في فهم أطروحة الرئيس أردوغان التي قالها قبل سنوات بأن العالم أكبر من خمسة.

ووفقًأ لذلك، يعد اقتراح بوتين في إنشاء مركز للغاز في تركيا هو نتيجة لدبلوماسية تركيا الناجحة في حل المشاكل العالمية.

اتخذت تركيا أهم الخطوات الحيوية لحل الأزمة الروسية الأوكرانية، حيث التقى وفدا البلدين في مدينتي أنطاليا وإسطنبول. كما أن اتفاقية إنشاء ممر للحبوب منعت حدوث أزمة غذائية عالمية كانت محتملة.

وفي الوقت الذي هنأ العالم بأسره تركيا على إنشاء ممر للحبوب، فإن أولئك المنزعجون من هذا النجاح لم يكتبوا حتى لو سطر واحد عنه. وبكل تأكيد سينزعجون أيضًا من إنشاء مركز للغاز في تركيا.

حسين ليكوغلو  بواسطة / حسين ليكوغلو

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.