تركيا وفك رموز الكيانات الموازية.. تفاصيل خطيرة

اعتقلت القوات الأمنية التركية، أكثر من 600 مشتبه به في العملية الأمنية الأخيرة التي استهدفت مكافحة التنظيمات الإرهابية في البلاد وعلى رأسها تنظيم “غولن” الإرهابي، كما احبطت آلية تحويل الأموال، التي ينظمها التنظيم الإرهابي من الخارج بهدف دعم أعضائه في تركيا وتمويل الإرهاب. وقد أُطلق على العملية الأمنية اسم “غازي تورغوت أصلان”، ويحمل الاسم دلالة ومغزى كبيرين.

وقد أصيب تورغوت أصلان بجروح خطيرة في رأسه على يد خونة تنظيم “غولن” الإرهابي، ليلة محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو/ تموز 2016، وظل في غيبوبة لمدة خمسة أشهر.وكان وزير الداخلية سليمان صويلو بجانب غازي أصلان أثناء إعلانه عن تفاصيل العملية الأمنية التي شنتها القوات الأمنية التركية ضد تنظيم “غولن” الإرهابي.

وكانت عملية غازي تورغوت أصلان أيضًا بمثابة ضربة قاصمة لحنفي آفجي، الذي درب أفراد الشرطة التابعين لتنظيم “غولن” الإرهابي في التسعينيات.

وفي الأيام الاخيرة، اطلق بعض مستخدمي منصة يوتيوب حملة تحمل اسم “محبي هاكان شُكور”. في محاولة منهم لإظهار التعاطف مع شُكور لاعب كرة القدم السابق والانقلابي الهارب التابع لتنظيم “غولن” الإرهابي.

نحن لم ننسى

لا يزال القرار، الصادر عن ما يقرب من 250 عضو في الجمعية العامة المالية لعام 2017 لنادي غلاطة سراي والخاص عدم إخراج الهاربين هاكان شُكور وعارف إردم، حاضرًا في ذاكرتنا. وكان أعضاء “جمعية محبي هاكان وعارف” يهتفون في القاعة مرددين عبارات من قبيل “نحن جنود مصطفى كمال”. وقد واجهت إدارة النادي رد فعل عنيف.

هاربان من نادي “إدمان يوردو” التابع للتنظيم الإرهابي، تم طردهما ليس بسبب عضويتهما في تنظيم “غولن” الإرهابي بل لأنهما “لم يدفعا مستحقاتهما منذ ثماني سنوات”!

حافظة مالية موازية

هاكان شُكور وأنس كانتر، هما أصدقاء مقربين أيضًا بالخارج، ويبدوا ذلك من لقاءاتهما المتبادلة، والصور الفوتوغرافية التي تجمعهما معا، وما إلى ذلك. وقد ظهر مؤخرا الرسالة التي كان مفادها أن هاكان شُكور قد طلب مساعدة مالية من أنس كانتر قائلا: “لقد نفدت نقودي الكاش. أرسل لي بعض المساعدة من حافظة النقود المتراكمة” (2018).

في العام الماضي، حصل كانتر على الجنسية الأمريكية وأصبح مواطنًا أمريكيًا، وغير لقبه إلى فريدوم. وكتب على تويتر: “أنا فخور بكوني أصبحت أميركيًا”! وقبل بضعة أشهر، حضر إحدى الفعاليات التي شارك بها رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز، والتقط صورة معه، وبالغ في مدحه والإطراء له.

معانقة سارية العلم اليوناني في أثينا

دعونا نلاحظ أيضًا الموقف الأخير لأنس كانتر المؤيد لتنظيم غولن الإرهابي؛ فقد شارك أنس كانتر صورة يبدوا فيها وهو يعانق سارية العلم اليوناني وذلك أثناء زيارته لأثينا. ولاشك أن اليونان من بين دول الاتحاد الأوروبي الأكثر احتضانًا لتنظيم “غولن” الإرهابي.

وقد رفضت اليونان تسليم أعضاء تنظيم “غولن” الإرهابي الذين لجأوا إليها ليلة محاولة الأنقلاب الفاشلة في 15 يوليو/ تموز.

وخلال السنوات الست الماضية، منحت اليونان حق اللجوء السياسي لألفي عضو في تنظيم “غولن” الإرهابي. والدولة المارقة التي تعتمد عليها اليونان هي الولايات المتحدة الأمريكية . وقد حولت هذه الدولة المارقة اليونان إلى ترسانة حربية مؤخرًا.

الأكاذيب المتحدة

من جانبه، قال السفير الأمريكي لدى أنقرة جيفري فليك: “نحن لا ننحاز إلى أي طرف في بحر إيجة”. ليقدم له زعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي أفضل رد قائلا: “يجب ألا يعتقد الحمقى أن الجميع حمقى مثلهم! فتركيا لا يوجد بها حمقى”.

دبلوماسي من الاستخبارات المركزية الأمريكية

تم استضافت اليهودي مورتون أبراموفيتش، سفير الولايات المتحدة لدى أنقرة في الفترة من 1989 حتى 1991، على مأدبة غداء في منزل إسحاق ألاتون عندما زار اسطنبول في أكتوبر/ تشرين الأول 2007. وكان الشخص الثالث المدعو إلى مأدبة الغداء عبد الحميد بيليسي، أحد الهاربين التابعين لتنظيم “غولن” الإرهابي اليوم.

وأبقى السيد ألاتون، الذي جمع غولن مع اللوبي اليهودي في التسعينيات، هاكان شُكور إلى جانبه دومًا. وقد شارك شُكور، في افتتاح المدرسة في بيغا؛ الصورة التي التقطها مع إسحاق ألاتون، الذي وصفه بـ “الاسم المحترم”. (17 سبتمبر/ايلول 2013، تويتر)

إسحاق ألاتون (1927-2016) ماسوني قديم.

محمد يوجا كاتيرجي أوغلو، الذي فك رموز الماسونيين منذ ثلاثين عامًا

تحدث كاتيرجي أوغلو عن السيد ألاتون في مقالته بعنوان “هذا ليس تافها سيد أنجيل، إنه مهم جدًا” الصادرة في عدد أكتوبر/تشرين الأول 2022 بصحيفة “غيرجك حياة” قائلا: “في عام 1998، تساءل مواطننا اليهودي الماسوني إسحاق ألاتون، متحدثًا للتلفزيون الألماني، ‘هل هناك دولة في العالم تقاتل ضد شعبها في جزء من بلدها غيرنا؟’، في إشارة منه إلى الجيش التركي الذي قمع تنظيم بي كي كي الإرهابي.”

محنته لا تنتهي

في 8 أكتوبر / تشرين الأول، قام فريق من ضباط الشرطة، الذين أتوا إلى مركز الرعاية الذي يقيم به السيد يوجا، بنقل الأخير إلى مستشفى أنقرة شهير بأمر من مكتب المدعي العام في ولاية أفيون التركية.

وبعد بقائه ثلاثة أيام في قسم الطب النفسي تحت حراسة أمنية خاصة، تم نقله إلى اللجنة الطبية. وقد رفض يوجا كاتيرجي أوغلو، الدواء الذي طلب منه بإلحاح تناوله، وأكد للهيئة الطبية أنه لا يعاني من اضطراب نفسي، وعاد إلى مركز الرعاية الذي يقيم به في “أميرداغ” بعد معاناة استمرت خمسة أيام وكانت في الأساس مكيدة مدبرة لها.

تامر كوركماز بواسطة / تامر كوركماز

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.