تكلفة الزلزال في تركيا!

تستمر عاصفة الزلزال. الزلازل ضربت جنوب شرقي تركيا على التوالي. ومع ازدياد الهزات الارتدادية، يزداد عدد القتلى. وفي الوقت الذي كتبت فيه المقال، ارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال إلى 42 ألفا. لقد بقي عشرات الآلاف من أبناء شعبنا بلا مأوى. دُمرت العديد من المباني وهناك وحدات سكنية لحقت بها أضرار بالغة. مئات الآلاف من أبناء شعبنا نزحوا من منطقة الكارثة إلى ولايات أخرى. نظرًا لأن المشهد العام يسير على هذا النحو، يصبح من الأهمية بمكان تضميد الجروح بسرعة إلى أن نتمكن من إعادة الاستقرار للمنطقة.

كيف يتم حساب تكلفة الزلازل؟

سأقول مباشرة إنه من المستحيل إعداد مثل هذا الحساب. يمكننا إجراء التقديرات على مقادير معينة فقط. ومع ذلك، تظل هذه التوقعات ضمن إطار مادي. على سبيل المثال، تحت أي عنوان يمكنك أن تجري حسابا لشخص فقد حياته تحت الأنقاض؟

يمكن حساب حجم المباني المدمرة والبنية التحتية المدمرة والمساعدات المرسلة إلى المنطقة. أما بالنظر إلى تأثيرات الكارثة كإغلاق أماكن العمل، وتوقف الإنتاج، وعدم القدرة على التصدير، والانقطاع الإجباري عن التعليم، وفقدان الإنتاجية بسبب الحالة النفسية للعمال في المنطقة، يصبح من المستحيل حساب القيمة الحقيقية لتكلفة الزلزال. وأول ما يجب فعله هو بدء التعبئة الاقتصادية التي أشرت إليها في مقالاتي السابقة من أجل تضميد جراح الزلزال بسرعة.

سيكون المشهد واضحًا على المدى البعيد

في الأيام القليلة الماضية، قمت بالاطلاع على بعض الأرقام التي تم طرحها حول التكلفة الاقتصادية للزلزال. بصراحة، أرى أن هذا النهج سطحي للغاية وأجد أن الأرقام المعبر عنها لا أساس لها من الصحة. لأنه، كما ذكرت أعلاه، ليس من الممكن حساب تأثيرات مثل هذه الكارثة بكل أبعادها على الفور. فالأرقام التي يتم تداولها حول تكلفة الكارثة لا أساس لها من الصحة بل هي مجرد تخمينات.

كيف يجب أن تكون منهجية الحساب؟

نعلم أن الكوارث الطبيعية تسبب خسائر اقتصادية جسيمة في البلدان المتقدمة والنامية. وهناك أيضًا دراسات أكاديمية مهمة تم إعدادها حول هذا الموضوع. وبالنسبة للمنهجية المستخدمة بشكل متكرر في هذه الدراسات، نسلط الضوء على منهجية لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي. ووفقا لهذه اللجنة فإن التصنيف أدناه مطلوب لقياس الأثر الاقتصادي لكارثة طبيعية:

الضرر المباشر (الذي يحدث وقت وقوع الكارثة الطبيعية)

الأضرار والخسائر غير المباشرة (الأضرار التي تحدث كل 1-1.5 سنة بعد الكارثة، حسب الكارثة)

تأثيرات ثانوية

كما نرى أعلاه من خلال هذه البنود، لا يبدو من الممكن إجراء حساب دقيق للتكلفة الاقتصادية قبل مرور بضع سنوات على وقوع الزلزال.

يجب أن يكون التعافي سريعًا

خلاصة القول، موضوع تكلفة الزلزال واسع ومن الصعب جدا الحصول على نتيجة نهائية للتكلفة. وبدلاً من إضاعة الوقت في هذه المناقشة، ينبغي بذل الجهود للتعافي من الكارثة بسرعة. وعندما ننظر إلى الموقع الجيوسياسي لمنطقة الكارثة، نجد أن تصريحات الرئيس أردوغان قيمة للغاية من حيث إظهار أن القضية فوق كل الحسابات الاقتصادية، حيث قال: “سنعيد إحياء هطاي بكل أطيافها، والتي أطلق عليها أتاتورك “مسألتي الشخصية”

ليفينت يلماز بواسطة / ليفينت يلماز

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.