أردوغان يضع المعارضة في حالة انهيار عصبي مع اقتراب الانتخابات

 

تواجه كتلة المعارضة الآن مهمة أصعب بعد انهيار “طاولة الستة” بالرغم من التئام شملها ظاهرياً من خلال التنازلات.

وفي الوقت الذي تكافح فيه تركيا من أجل محو آثار زلزال 6 فبراير/ شباط بأسرع ما يمكن، وقع زلزال سياسي عنيف الأسبوع الماضي، إذ تفككت كتلة المعارضة بشكل فجائي قبل شهرين من الانتخابات الرئاسية المحددة في 14 مايو/أيار، والتي تشكلت أساساً للإطاحة بالرئيس رجب طيب أردوغان رجل السلطة منذ 21 عاماً.

وبدأت الهزة عندما عجزت زعيمة حزب جيد ميرال أكشنر، التي ترأس ثاني أكبر شريك في تحالف المعارضة، عن السيطرة على أعصابها وتركت “طاولة الستة”، قائلةً إنها “طُردت” منها، وفي اليوم التالي، نشرت بياناً حاداً استهدفت فيه شركائها.

وكان سبب مغادرة أكشنر هو أن كمال قلتشدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي، تم فرضه كمرشح مشترك، وبحجة أن قلتشدار أوغلو البالغ من العمر 75 عاماً لم يكن لديه أية فرصة ضد أردوغان، وأنه يضحّي بالمعارضة من أجل طموحاته، أرادت أكشنر أن يكون رئيس بلدية أنقرة أو إسطنبول المنتميان إلى حزب الشعب الجمهوري، مرشحين مشتركين.

وبعد هذا التطور الذي جاء وقعه كقنبلة، شهدت المعارضة انهياراً هائلاً في الروح المعنوية، وراح أعضاؤها يتراشقون الاتهامات ويكيلون الشتائم لبعضهم.

ومع الإعادة القسرية لأكشنر استطاعت الطاولة السداسية التغلب على الأزمة ظاهرياً في بداية الأسبوع، وبدا من الواضح أن رئيسة حزب جيد التي فقدت رباطة جأشها، اضطرت إلى التراجع بسبب تهديد بقية الأعضاء بإلقاء اللوم عليها في حال هزيمة التحالف المحتملة.

وأعلنت طاولة الستة أخيراً ترشيح زعيم حزب الشعب الجمهوري قلتشدار أوغلو الذي بدأت وسائل الإعلام المعارضة بالاحتفال بفوزه فعلياً، للتغطية على الضرر الشديد الذي لحق بتحالف الطاولة السداسية.

وكأول دليل على الضرر، اعترف تحالف “طاولة الستة” أنهم توحدوا حول “المرشح الذي لن يفوز” وأنهم يسبحون ضد التيار، لذلك صار عليها الآن أن تطلب من ناخبيها التصويت لهذا المرشح المنخفض المستوى.

ثانياً، أوضحت “طاولة الستة” أيضاً مدى هشاشتها في مواجهة كتلة السلطة التي تعمل بطريقة منظمة ومتجانسة، ودفعت الناخبين الذين اعتقدوا أن مشاكل البلاد الحادة مثل الزلازل وتكاليف المعيشة، للإنحياز إلى أردوغان الذي يعتبر شخصية مطمئنة.

علاوة على ذلك، يواجه تحالف المعارضة مشكلة خطيرة أخرى، حيث لم يتبق سوى أيام قليلة على موعد الانتخابات وقد حصل مرشحهم على دعم حزب الشعوب الديمقراطي، الجناح السياسي لتنظيم بي كي كي الإرهابي، والذي يستحيل على المعارضة من جهة أن تهزم أردوغان في صناديق الاقتراع دون دعمه إذ يمتلك حوالي 10% من الأصوات، ومن جهة أخرى يمثل تحدياً لأقشنر التي اضطرت للعودة إلى الطاولة بالرغم من معارضتها بشدة لأي ارتباط مع حزب الشعوب الديمقراطي، لأن قاعدة حزبها تتكون من قوميين أتراك يفضلون أردوغان بدلاً من الوقوف إلى جانب القوميين الأكراد الانفصاليين. بالإضافة إلى حساسيات مماثلة للأحزاب الأربعة الأخرى، وكلها تضم ناخبين يمينيين محافظين.

وفي سياق آخر، قال قلتشدار أوغلو إن حزب الشعوب الديمقراطي يجب أن ينضم إلى التحالف بمجرد مغادرة أقشنر الطاولة، متهماً إياها بعرقلة هذا الاتحاد.

ومما لا شك فيه أن هذه القضية الأساسية ستؤدي في الأيام المقبلة إلى نوبات غضب عصبية جديدة بين أعضاء “الطاولة السداسية”، والتي خضعت لطموحات شخصيةٍ وبعيدةٍ عن المهنية.

علاوة على ذلك، فإن موقف أردوغان النبيل الذي يفضل تجاهل النقاشات التي دمرت المعارضة، يزيد الضغط على الطاولة، وعندما سأله الصحفيون، اكتفى الرئيس بذكر مثل إيراني شائع قائلاً: “جلسوا وتحدثوا وتفرقوا”.

في إشارة منه إلى أنهم غافلون عن حقيقة أن البلاد مشغولة بمشاكل جسيمة وخاصة الزلازل، وأن عليهم مسؤوليات كبيرة.

مليح التنوكبواسطة / مليح التنوك

تعليق 1
  1. ابو علي يقول

    من باب العقل والمنطق ان يتم التصويت لاردوغان صاحب النهضة وليس لرجل بلغ من العمر 75 عاما علاوة على ذلك صاحب تجارب سياسية فاشلة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.