في تحليل جديد نُشر على مدونته الشخصية، سلّط الخبير الاقتصادي البارز والرئيس الأسبق للخزانة التركية، الدكتور مهفي إغيلمز، الضوء على الدور المتزايد للذهب كملاذ آمن في ظل تصاعد المخاطر الاقتصادية عالميًا ومحليًا، مؤكدًا أن الذهب بات يمثل أداة استثمارية آمنة للمستثمر التركي.
ثلاثة دوافع رئيسية للطلب على الذهب
تحت عنوان “إذا زادت المخاطر ارتفع سعر الذهب”، عدّد إغيلمز أبرز ثلاثة دوافع حالية للإقبال على الذهب عالميًا: استخدامه في الحُلي، والاحتفاظ به كمخزن للقيمة، واعتباره أصلًا احتياطيًا في البنوك المركزية.
واستند في تحليله إلى بيانات مجلس الذهب العالمي، الذي قدّر إجمالي الذهب المستخرج حتى اليوم بنحو 216,265 طنًا، موزعة على النحو التالي:
45% في صناعة المجوهرات،
22% في السبائك والعملات،
17% في احتياطيات البنوك المركزية.
الذهب ملاذ آمن في وجه الأزمات
أوضح إغيلمز أن ندرة الذهب وعدم قابليته للإنتاج تجعله سلعة فريدة، مشيرًا إلى أن العامل الأكثر تأثيرًا في تغيرات سعره هو المخاطر. وقال:
“عندما ترتفع المخاطر، سواء داخل بلد معين أو على مستوى العالم، يبدأ الأفراد بالهروب من العملات المحلية إلى أدوات أكثر أمانًا مثل الذهب، الذي يحافظ على قيمته، لذا يُوصف بالملاذ الآمن.”
مثال من تركيا: علاقة وثيقة بين الذهب والمخاطر
استشهد إغيلمز بتجربة تركيا في عام 2021، حين ارتفع التضخم وبدأ البنك المركزي في خفض أسعار الفائدة، ما أدى إلى صعود علاوة التخلف عن سداد الائتمان (CDS) إلى 838 نقطة، فيما قفز سعر غرام الذهب إلى 998 ليرة. أما اليوم، ومع انخفاض CDS إلى حدود 300 نقطة، فقد استمر سعر الغرام بالارتفاع متجاوزًا 4.150 ليرة، وهو ما يعكس استمرار المخاوف لدى المستثمرين.
الذهب والاستثمار في تركيا
أكد إغيلمز أن قيمة الذهب في تركيا تتأثر بعاملين رئيسيين: سعر الذهب عالميًا وسعر صرف الدولار أمام الليرة. وشرح قائلاً:
“إذا استثمر التركي في الذهب، فإنه يربح إذا ارتفع سعر الذهب أو الدولار. وإذا ارتفع الاثنان معًا، يكسب أكثر. وإذا انخفض أحدهما، يعوّض الآخر. أما إذا انخفضا معًا، فقد يتعرض لخسارة، وهو أمر نادر الحدوث.”
كما أشار إلى أن تركيا فرضت قيودًا على استيراد الذهب منذ 2023، مما أدى إلى تضييق المعروض ورفع الأسعار محليًا.
“ذهب تحت الوسادة”.. ثروة صامتة!
وفي ختام مقاله، لفت إغيلمز إلى أن الأتراك تعلموا عبر الأزمات الاقتصادية المتعاقبة ضرورة الاحتفاظ بالذهب، موضحًا أن تقديرات مجلس الذهب العالمي قبل 5 – 6 سنوات كانت تشير إلى وجود 3,500 طن من الذهب في المنازل التركية، مرجّحًا أن هذا الرقم ارتفع بشكل كبير في ظل تصاعد المخاطر.
ترجمة وتحرير تركيا الان