“كشك مرزيفون”.. طبق تركي تقليدي يُحافظ على طقوس طهي عمرها 3000 عام.. وهذه أبرز تفاصيله

في قلب ولاية أماسيا شمالي تركيا، وتحديدًا في منطقة مرزيفون (Merzifon)، يُحضّر طبق تقليدي استثنائي يمتد تاريخه إلى ثلاثة آلاف عام، يحمل اسم “كشك مرزيفون”، ويمثّل إرثًا ذوقيًا متجذرًا في ذاكرة المطبخ الأناضولي.

طقوس التحضير: ملعقة خشبية ونار الحطب

يتميّز طبق الكشك بتحضيره على نار الحطب داخل أفران حجرية، حيث يُطهى ببطء لمدة 12 ساعة. وتتكون وصفته من مزيج دقيق من لحم البقر أو الإوز أو البط، إلى جانب الحمص، والقمح المجروش، والزبدة. تُهرس هذه المكونات بدقٍّ مستمر باستخدام ملعقة خشبية حتى يصبح الخليط متماسكًا بقوام يشبه الصمغ، في تركيبة نكهة تترك أثرًا لا يُنسى.

ويُقدَّم الكشك عادةً في صباحات الأعياد، والمناسبات الخاصة مثل حفلات الزفاف، واستقبال الضيوف المميزين، مصحوبًا بصلصة زبدية غنية بالطماطم.

طبق يُحضَّر بـ”الدق”

أولكو كايا أوغلو، أحد المتخصصين في تحضير الطبق، تحدّث عن خصوصية هذه التقنية في الطهي، موضحًا:

اقرأ أيضا

أسعار الوقود في تركيا | تحديث 20 يوليو

“خلال التحضير يسألنا الناس: هل دقّتم الكشك؟ نعم، نحن لا نخلط المكونات، بل ندقها بدقة في القدر الخشبي. نُعدّ هذا الطبق بالعناية والصبر حتى يتحول إلى قوام لزج شبيه بالصمغ، وهذه هي أسرار النكهة”.

طعام الملوك في العصر الحثي

يُعتقد أن أصل طبق كشك مرزيفون يعود إلى العصر الحثي، أي إلى أكثر من ثلاثة آلاف عام، حيث يُقال إنه كان يُقدم للملوك في الاحتفالات والولائم الرسمية. ويجسد هذا الطبق اليوم استمرارية ثقافية تربط بين الماضي والحاضر في المطبخ التركي التقليدي.

تكريم في مهرجان دولي

في مهرجان مرزيفون الدولي الأول للطهي والسياحة، والذي نُظّم بالتعاون بين بلدية مرزيفون واتحاد الطهاة الأتراك (TAFED)، حظي طبق الكشك باهتمام واسع من الزوار، الذين وصفوا نكهته بأنها “لا تُنسى”، معبرين عن دهشتهم من طريقة الطهو التقليدية وثراء الطعم.

ترجمة وتحرير تركيا الآن

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.