هكذا تمكنت الاستخبارات التركية من إلقاء القبض على سفاح إسطنبول

بعد عملية إلقاء القبض على أكبر المطلوبين للعدالة التركية، منفذ هجوم ملهى رينا في إسطنبول، بدأت بعض تفاصيل هذه العملية المعقدة في الظهور، والتي كان خلفها جهاز الاستخبارات التركي.

واشارت صحيفة الصباح أن عملية الوصول لمنفذ الهجوم، عبد القادر ماشوربوف، كانت بتنسيق من غرفة قيادة تابعة للاستخبارات بمنطقة إيسينيورت، وقد تمت الاستعانة خلالها بأجهزة تعقب متطورة لتحديد مكانه.

عملية التعقب هذه، كشفت عن جهاز “آيباد” الذي كان يتواصل من خلاله القاتل مع تنظيم داعش، حيث كان يستخدم تطبيق تيليغرام.

بعض الخيوط التي تركها القاتل وراءه كانت وراء وصول الشرطة لأحد المنازل التابعة لداعش، والذي كان قد أقام فيه المتهم من قبل، حيث وجدت جهاز الأيباد الذي تم تسليمه فيما بعد لجهاز الاستخبارات.

وتضيف نفس الجريدة أن فيديو السيلفي الذي نشر للمجرم يوم 28 ديسمبر وهو يتجول بمنطقة تقسيم بإسطنبول وجد على هذا الجهاز، ليقرر خبراء جهاز الاستخبارات ضرورة نشر الفيديو بمختلف وسائل الإعلام بعد الهجوم، كونه سيكون وسيلة لتقريب الرأي العام من هوية القاتل، ومن جهة ثانية لتوجيه رسالة غير مباشرة للقاتل مفادها أن عملية البحث تسير في الطريق الصحيح، مما سيشكل ضغطاً كبيراً عليه نفسياً.

تفكيك شيفرة الجهاز

وقامت مجموعة من الخبراء في الأمن المعلوماتي التابعة لجهاز الاستخبارات بالسهر على عملية تفكيك الشفرة الخاصة بجهاز الآيباد الذي كان يستعمله منفذ الجريمة.

وتم الاعتماد على تطبيقات مثل “بايلوك” لكسر الشيفرات المستعملة، حيث تم التوصل بعد عملية البحث لكل المحادثات التي أجراها القاتل قبل وبعد تنفيد عمليته الإجرامية، كما تم تضييق دائرة البحث بعد التأكد من أسماء مساعد خليفة تنظيم داعش المزعوم بتركيا إلياس موموشاريبوف، وزوجة القاتل.

القبض على بنت بعمر سنة ونصف

وذكرت وسائل الإعلام التركية، أن القاتل أصابه الذعر بعد الكشف عن فيديو السيلفي، مما جعله يبحث عن أي فرصة للهروب خارج البلد.

وتمكن جهاز الاستخبارات يوم 12 يناير/كانون الثاني، من إلقاء القبض على المشتبه بأنه كان وراء تنظيم العملية، وبعدها بيومين فقط، حاصرت قوات الأمن 5 عناوين سكنية داخل منطقة إيسينيورت، لتتم مراقبتها خلال 3 أيام عبر فرقة الأمن المعلوماتي لجهاز الاستخبارات.

وفي يوم 16 يناير/كانون الثاني، كشف فريق المراقبة قيام القاتل باتصالات مكثفة مع رؤسائه في تنظيم داعش عبر جهاز تيليغرام.

بعد علم الاستخبارات بوجود طفل ونساء داخل الشقة التي تأكدت أن القاتل بداخلها، قررت تأجيل عملية المداهمة، حتى التأكد من خروج الطفل مع إحدى النساء، ليتم إلقاء القبض عليهم لاحقًا داخل محل تجاري، ليأخد الطفل فيما بعد لوجهة مجهولة غرض حمايته، في حين أن ابنة الإرهابي ذات السنة والنصف إلى جانب زوجته مازالتا تحت مراقبة الشرطة.

وفي سياق متصل، تشير استنتاجات جهاز الاستخبارات التركي، أن تنظيم داعش يستعمل تطبيقًا فائق السرية في المحادثات، ولم تفلح لحد الآن محاولات كسر الشيفرة الخاصة به.

كما أوضحت أن هناك تحفظاً من كشف اسم التطبيق للرأي العام لدواعي أمنية، هذا التطبيق يستخدم لتمرير التعليمات الخاصة بالعمليات الإرهابية الفائقة السرية، كما يستعمل تطبيق تيليغرام غالباً خلال محادثات الفيديو أو الرسائل النصية.

هذا وقد كان عبد القادر ماشوربوف الأوزبكي الأصل وراء مجزرة الملهى الليلي التي هزت إسطنبول ليلة رأس السنة الميلادية، والتي راح ضحيتها ما يقارب 39 شخصاً أغلبهم من جنسيات عربية، قبل أن يفر من مسرح الجريمة مخلفاً وراءه سيلاً من التساؤلات المشروعة حول نجاعة المقاربة الأمنية التي تنهجها تركيا في حربها ضد الجماعات الإرهابية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.