البرلمان الأوروبي من أكبر داعمي منظمة “بي كا كا” الإرهابية

تختزل السنوات الأخيرة الماضية عددا من الشواهد، تجعل من السهولة الجزم بأن البرلمان الأوروبي من أكبر داعمي منظمة “بي كا كا” الإرهابية في أوروبا.

وإن كان البرلمان الأوروبي قد دعا، الخميس، تركيا إلى وقف عملية غصن الزيتون في منطقة عفرين، الرامية للقضاء على تنظيمات “ب ي د / ي ب ك / بي كا كا”، وطالب بإخراج “بي كا كا” من لائحة التنظيمات الإرهابية، فقد سبق للمؤسسة البرلمانية التي تأسست عام 1952، أن سمحت على مدى العامين الماضيين للمنظمة بإقامة معارض في أوروبا، واستضافة بعض إرهابييها في فعالياتها المختلفة.

ويعد نواب كل من اتحاد اليساريين الأوروبي، والديمقراطيين الاشتراكيين، والخضر، في البرلمان الأوروبي، من أشد مؤيدي المنظمة الإرهابية بسبب التقارب الأيديولوجي بين تلك الأطراف من جهة، وبي كا كا من جهة ثانية.

ويتم اختيار أعضاء البرلمان الأوروبي من خلال انتخابات وطنية يجري تنظيمها في 28 دولة، إذ يسعى النواب خلال دورتهم الزمنية الممتدة لـ 5 سنوات، إلى تنفيذ أجندة الأحزاب والجماعات التي ينتمون إليها.

ويمتاز نواب البرلمان الأوروبي بشكل أساسي بمعاداتهم لتركيا، من خلال تجاهلهم المستمر لمخاوف أنقرة الأمنية ومصالحها الوطنية.

وتعتبر موافقة البرلمان الأوروبي خلال اجتماع الجمعية العامة بمدينة ستراسبورغ الفرنسية على مسودة قرار يدعو تركيا إلى وقف عملية غصن الزيتون، انعكاسا للتقارب بين نواب البرلمان وبي كا كا المصنفة بحسب الاتحاد الأوروبي ضمن لائحة الإرهاب.

مشاركة أعضاء بي كا كا في اجتماعات البرلمان الأوروبي

عادة ما يشارك زعماء المنظمة الإرهابية بمن فيهم من صدرت بحقه نشرات حمراء، كمتحدثين في المؤتمرات السنوية التي ينظمها البرلمان الأوروبي تحت عنوان “مؤتمر الأكراد الدولي”.

والنشرة الحمراء، هي مستند مهم تصدره الأمانة العامة للشرطة الجنائية الدولية “الإنتربول”، بطلب من دولة عضو في المنظمة، بهدف توقيف وإعادة مطلوبين.

ويجري خلال هذه المؤتمرات توجيه نداءات لإخراج “بي كا كا” من لائحة التنظيمات الإرهابية، وإطلاق سراح مؤسس المنظمة عبد الله أوجلان المسجون بجزيرة “إمرالي” التركية.

وشارك في مؤتمر عام 2016 الرئيس السابق لتنظيم “ب ي د” صالح مسلم، إلى جانب زبير أيدر، وهو أحد قياديي “بي كا كا” في أوروبا.

من جهة أخرى، أجرى رئيس البرلمان الأوروبي في ذلك الوقت مارتين شولتز (2014 ـ 2017)، والمفوض الأوروبي المكلف بسياسة الجوار ومفاوضات التوسع جوهانس هاهن، لقاء مع فيصل ساري يلدز، نائب حزب الشعوب الديموقراطي “HDP” عن ولاية شرناق (جنوب شرقي تركيا)، بعد فراره إلى أوروبا على خلفية ظهور صور تؤكد تورطه بنقل أسلحة إلى “بي كا كا”.

وعام 2016 أيضا، استضافت نائب حزب الجبهة الفرنسية اليسارية ماري كريستين فيرغيات، ونائب حزب الخضر السويدي بوديل فاليرو، ممثل حزب “HDP” في أوروبا أيوب دورو، على الرغم من كونه مطلوبا بالنشرة الحمراء، نتيجة تواجده في السابق بجبال قنديل شمالي العراق ومشاركته في أنشطة إرهابية.

وخلال العام الماضي، أجرى البرلمان الأوروبي أثناء جلسة خاصة بالتطورات في الشرق الأوسط، اتصالا مباشرا مع إحدى الإرهابيات في صفوف “ي ب ك”.

كما شارك عدد من نواب البرلمان الأوروبي في الاحتجاجات التي نظمها بي كا كا في أوروبا، فضلا عن حملهم شارات المنظمة الإرهابية ولافتات مكتوبا عليها “عفرين ليست وحيدة”، خلال جلسة خاصة لمناقشة التطورات على الساحة السورية، تم عقدها العام الجاري.

 “بي كا كا ليست تهديدا”

تعتبر تصريحات المقررة الخاصة بتركيا في البرلمان الأوروبي، الهولندية كاتي بيري، التي أطلقتها بشأن “بي كا كا” الإرهابية، مؤشرا على الموقف العام لنواب البرلمان الأوروبي تجاه المنظمة.

وادعت بيري خلال تصريحات أدلت بها مطلع العام الجاري، بأن “بي كا كا لا تشكل تهديدا على أوروبا”، داعية إلى تركيز الجهود للقضاء على تنظيم داعش الإرهابي.

وتتمتع بعض الدول الأوروبية أيضا بنفس عقلية بيري الداعية إلى التمييز بين التنظيمات الإرهابية، فعلى سبيل المثال لا الحصر، أضاءت بعض هذه الدول عددا من المباني الحكومية بالعلم التركي لدى تعرض تركيا لهجمات إرهابية على يد “داعش”، لكنها تجاهلت تكرار ذلك عندما كان منفذ الهجوم الإرهابي “بي كا كا”.

 العمل على إخراج “بي كا كا” من لائحة الإرهاب

من الممكن التعرف على رؤية بيري نفسها بخصوص “بي كا كا” لدى الكثير من نواب البرلمان الأوروبي.

ففي عام 2016، وقع 100 نائب من أصل 751 نائبا في البرلمان الأوروبي، بيانا لإخراج “بي كا كا” من لائحة التنظيمات الإرهابية.

 افتتاح معرض “بي كا كا” في البرلمان الأوروبي

شهدت أروقة البرلمان الأوروبي بالعاصمة البلجيكية بروكسل عام 2016، افتتاح معرض لصور زعيم “بي كا كا” أوجلان، وعدد آخر من أعضاء المنظمة.

واستمر المعرض الذي جرى برعاية النائب الاشتراكي في البرلمان جوزيف وايدنهولزير، قرابة أسبوع كامل، وتضمن صورا ملتقطة لأعضاء المنظمة شمالي سوريا، إلى جانب معلومات حول ما يدعى “كانتونات” المنظمة.

 

 

 

الاناضول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.