“طريق السلاطين” يجذب هواة السياحة مشياً من فيينا إلى إسطنبول

منذ سنوات، يجذب “طريق السلاطين” الكثيرين من هواة السياحة سيراً على الأقدام، وهو بطول ألفين و100 كيلو مترا، ويمر بتسع دول، منتهيا عند جامع السليمانية في مدينة إسطنبول التركية.حصل هذا الطريق على اسمه نتيجة استخدامه من جانب السلطان العثماني، سليمان القانوني (1494: 1566 م)، لدى محاصرته العاصمة النمساوية فيينا، في النصف الأول من القرن السادس عشر.

بغرض السياحة، تم تفعيل “طريق السلاطين”، عام 2010، حينما وضع رئيس وقف “الطريق الصوفي”، سادات جاكير، إشارات على مسار الطريق، بمساعدة جمعية الرياضات الطبيعية في أدرنة (شمال غرب)، في القسم الممتد داخل تركيا في كل من ولايات أدرنة، وقرقلر إيلي، وإسطنبول، على مسافة 390 كم.

ووقف “الطريق الصوفي” هي مؤسسة أهلية تعتني بإحياء الأماكن التاريخية التي خرج منها علماء وشعراء الصوفية، وبث الوعي حول الأهمية السياحية لهذه الأماكن، وإظهار القيم المعنوية والكنز الثقافي لها. وفي هذا الإطار، أعد الوقف دليلين سياحيين باللغتين التركية والإنجليزية حول “الطريق الصوفي”، الذي يبلغ طوله نحو 801 كلم، ويبدأ من إسطنبول وينتهي في مدينة قونيا وسط تركيا.

ويشكل “الطريق الصوفي” امتدادا تركيا لـ “طريق السلاطين” الذي يبدأ من العاصمة النمساوية فيينا، وكان الطريق الصوفي يستخدم كطريق للحج في العهد العثماني.

ويمكن لهواة السياحة سيراً على الأقدام أن يسلكوا “طريق السلاطين” من نقطة بدايته في فيينا، والمرور بعدد من الدول الأوروبية، ثم الوصول إلى القسم التركي من الطريق، بعد تسجيل الدخول من بوابة “قابي كولة” الحدودية. ويمر هؤلاء بعدد كبير من القرى التابعة لولاية أدرنة، ويحظون خلالها بفرصة التعرف على أهالي منطقة تراقيا بوجوههم الباسمة، فضلا عن زيارة الكثير من الأماكن التاريخية والثقافية في الولاية التركية.

كما يحظى هواة المشي لدى وصولهم ولاية قرقلر إيلي بحسن ضيافة أهالي إقليم تراقيا، حيث يستمتعون بتناول معجنات “بازلاما” المحلية. ومنهم من يحتسي كوبا من الشاي في مقاهي القرى الصغيرة الممتدة على طول الطريق، قبل أن يواصلوا رحلتهم حتى نهاية المسار عند جامع السليمانية في إسطنبول.

ومنذ افتتاحه قبل ثمانية أعوام يلقى هذا الطريق التاريخي إقبالا كبيرا من السائحين الأوروبيين خاصة، ويدعو الكثير منهم إلى تسجيله على أنه مسار مناسب لركوب الدراجات الهوائية أيضا.

رئيس وقف “الطريق الصوفي”، سادات جاكير، قال، في مقابلة مع الأناضول، إن “الطريق يتضمن المسار نفسه، الذي اتبعه السلطان سليمان القانوني (عاشر السلاطين العثمانيين)، خلال توجهه إلى النمسا لحصار فيينا، ما دفع لتسميته بـ(طريق السلاطين)”. وأضاف جاكير أن “الطريق يستقطب الكثيرين من هواة المشي الأوروبيين، خاصة بين مارس/ آذار وأكتوبر/ تشرين أول من كل عام”، متابعًا: “نواصل العمل لإعداد الطريق للدراجات الهوائية، بناء على طلبات كثيرة وردتنا”.

وأضاف: “جهزنا القسم الممتد من الطريق بين فيينا وبلغراد، ونعمل الآن في أدرنة، لتجهيز القسم الآخر الواصل بين بلغراد وإسطنبول”. ومضى موضحًا: “نتعاون في هذا الأمر مع نادي أدرنة للرياضات الطبيعية، وسنتعاون أيضا مع كل من بلدية وولاية أدرنة”.

وقال رئيس وقف “الطريق الصوفي” إن “طريق السلاطين يمر بـتسع دول، هي: النمسا، سلوفاكيا، المجر، كرواتيا، صربيا، رومانيا، بلغاريا، اليونان وتركيا”، لافتًا إلى أن “بعض هواة المشي يبدأون رحلتهم من دول أخرى في الشمال، مثل ألمانيا، وبلجيكا، وبريطانيا، وصولا إلى طريق السلاطين”. وشدد جاكير على أن “كل المشاركين في رحلات السير عبر الطريق يشعرون بسعادة وامتنان كبيرين، إذ يقيمون في القرى ويتناولون المأكولات المحلية بأسعار زهيدة مقارنة مع الإقامة في الفنادق الضخمة الباهظة”.

وأوضح أن “السياحة عبر طريق السلاطين تسهم في تنمية المناطق القروية التي يمر بها، ولدى السائحون الأوروبيون معرفة بالطريق أكثر من هواة المشي الأتراك”. وتابع بقوله: “نجهز الطريق الصوفي (جزء من طريق الحج القديم) ليشكل امتدادا لطريق السلاطين، حيث سيبدأ من مدينة إسطنبول وينتهي في مدينة قونيا وسط تركيا”.

وقال ايريس بيزوجين، وهو سائح هولندي، إنه سلك طريق السلاطين ثلاث مرات، داعيًا في حديث للأناضول، الجميع إلى خوض هذه التجرية الفريدة، حيث يمتد الطريق على مسار تاريخي غني بالمعالم الأثرية والثقافية.

 

 

.

الاناضول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.