علاقة تركيا مع دول الاتحاد الإفريقي بأعلى مستوياتها

قال المدير العام للشؤون الإفريقية بوزارة الخارجية التركية، السفير أحمد رضا دميرأر، إن بلاده في أعلى مستوى بعلاقاتها مع دول الاتحاد الإفريقي.

جاء ذلك خلال حوار أجرته الأناضول مع السفير دميرأر بمناسبة “يوم إفريقيا” الذي يوافق 25 مايو/ أيار من كل عام.

وتوقع دميرأر أن تأخذ إفريقيا حيزا واسعا على الأجندة الدولية خلال القرن الحادي والعشرين، لكنه أكد على ضرورة تحقيق القارة نموا متوازنا وسريعا.

وأشار أن إفريقيا هي أكثر المناطق التي قطعت فيها تركيا أشواطا في مكافحة منظمة فتح الله غولن الإرهابية… فإلى تفاصيل الحوار

  • نرى زيادة في مكانة وظهور إفريقيا على أجندة وسياسة العالم، ما هي حقيقة عبارة “إفريقيا الصاعدة” وهل هناك حظوظ لها بأن تكون قارة القرن الـ21 ؟

لا شك أن القرن الـ21 سيركز على إفريقيا بشكل أكبر، لكن يصعب التكهن بعموم الإيجابية على جميع الجوانب. لأن القارة دفُعت للتخلف ولم تستطع مواكبة نظيراتها، ولابد أنها ستذلل هذا الفارق ولا بديل لها عن ذلك.

إفريقيا ستصل إلى المكانة التي تستحقها، فهي مهد لحضارات إنسانية، دولها الـ 54 دولة تحتضن مئات الثقافات.

  • حققت تركيا زخما كبيرا جدا في علاقاتها مع إفريقيا وخاصة في السنوات العشر الأخيرة. وتم توقيع اتفاقيات سياسية وتجارية عديدة. ما هي معالم ومبادئ السياسة التركية إزاء القارة السمراء ؟

أهم مبدأين لنا في العلاقات مع إفريقيا، الربح المتبادل وضرورة معالجة مشاكل القارة بحلول محلية، نؤمن أن المشاكل ينبغي حلها عبر مشاورة الأفارقة وليس عبر حلول خارجية.

نعتقد بضرورة تفعيل الحلول المقترحة إفريقيا والنظر إلى الرؤى والاستراتيجيات التي طورها الاتحاد الإفريقي. نرغب بالعمل وفق ما يناسب ظروف القارة والتحرك معا في المجالات التجارية والسياسية المستدامة.

  • كيف بدأت مسيرة الانفتاح التركي على إفريقيا، وما هي الخطوات التي مرت بها؟

علاقاتنا تمتد لمئات السنين، وتطورت سريعا بفعل التاريخ المشترك الذي يربطنا وكان ما يميزنا طرح مفهوم بديل عن التنافس في المنطقة. حاليا نحن وإفريقيا بصف واحد في مؤسسات المجتمع الدولي والتنسيق بيننا على مستوى عال.

وعلى الصعيد المحلي التركي كنا قد أعلنا 2005 عام إفريقيا بهدف زيادة الوعي في البلاد تجاه القارة، وخلال العام الجاري اعتبرنا الاتحاد الإفريقي شريكا استراتيجيا وعقدنا قمة هي الثانية بعد القمة الأولى في 2014، ونخطط لعقد ثالثة في تركيا العام المقبل.

ومنذ عام 2009 بدأت أنقرة بزيادة عدد سفاراتها في إفريقيا وتم تكثيف الزيارات المتبادلة بين الجانبين، وزاد عدد اجتماعات اللجنة الاقتصادية المشتركة وكذلك اجتماعات مجلس العمل التركي- الإفريقي. وفي هذا السياق زاد اهتمام الخطوط الجوية التركية بالقارة وكذلك عززت وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا) وجودها هناك.

  • هناك تعاون كبير مع دول شرق وشمال إفريقيا، لكن يقال أنه لم تكثف الأعمال بعد في الجنوب. هل سيكون هناك تركيز على المدى القصير والمتوسط تجاه دول جنوبي القارة؟

جمهورية جنوب إفريقيا هي إحدى أهم شركائنا، جميع الدول تقع ضمن أولوياتنا. بدأنا مع الدول الأقرب إلينا جغرافيا ونتقدم. وقد وعد الرئيس رجب طيب أردوغان بزيارة إلى جنوب القارة السمراء.

  • بعض الدول الإفريقية ليس لديها سفارات تركية، هل تفكرون في افتتاح سفارات جديدة؟

افتتحنا سفارتين جديدتين قبل فترة وجيزة في كل من سيراليون وغينيا الإستوائية، ومن المتوقع افتتاح سفارة جديدة في بوروندي هذا العام، ثمة تعليمات من الرئيس أردوغان، بافتتاح سفارات في كافة الدول الإفريقية، حاليا لدينا سفارات في 41 عاصمة، ستصبح العام القادم 50 سفارة تقريبا.

  • في مقابل ذلك هل توجد مبادرات إفريقية لافتتاح سفارات في أنقرة؟

أنقرة في مقدمة العواصم التي تحتضن عددا كبيرا من سفارات الدول الإفريقية، ترتيبنا الرابع أو الخامس عالميا.

  • كيف تنظر تركيا إلى اتفاقية “المنطقة القارية للتجارة الإفريقية الحرة” (AfCFTA) المبرمة في مارس/آذار الماضي؟

حجم التجارة الخارجية بين الدول الإفريقية قليل جدا، والاتفاقية تهدف لرفعه، وبالطبع ذلك لن يؤثر على العلاقات الاقتصادية مع تركيا، على العكس سيوفر مناخا لخلق فرص جديدة.

  • فيما يتعلق بمكافحة منظمة غولن الإرهابية بالقارة السمراء، هل تعتقدون أنكم تتلقون الدعم اللازم؟

إفريقيا في مقدمة القارات التي قطعنا فيها أشواطا في إطار محاربة التنظيم. الدول هنا رأت الخطر، وأرادت التعاون معنا.

وقف المعارف التركي بات يتولى إدارة المدارس التي كان يسيطر عليها تنظيم “غولن”، والعدد تجاوز 90 مدرسة تشرف على تدريس حوالي 80 ألف طالب.

  • بعد التطورات الأخيرة في علاقاتكم مع القارة السمراء، ما هي صورة تركيا التي رسمت في أذهان الإفريقيين؟

لتركيا صورة حسنة في عموم إفريقيا، لدينا تاريخ مشترك، وإن لم نقم علاقات بنفس المستوى مع كل الدول، إلا أنه لا توجد هناك نظرة سلبية تجاهنا.

  • ما السر وراء استضافة الصومال لقاعدة عسكرية تركية على أراضيها ؟

الصومال ليست محط تنافس لنا مع أحد، نريد ممن يرى نفسه كذلك أن يساهم في تنمية وازدهار البلد. قاعدتنا العسكرية هناك هي الأكبر خارج حدود تركيا، وهدفها تدريب الجنود والضباط الصوماليين لتأسيس جيش وطني يواجه المخاطر التي تحيق بالبلد في ظل انتشار الميليشيات المسلحة بإفريقيا منذ 30 عاما.

  • عقدتم اتفاقا مع السودان بموجبه ستعيد تركيا ترميم جزيرة سواكن، إلى أي مرحلة وصلتم؟

سنعيد إبراز معالم “سواكن” (البحر الأحمر) من جديد، مع المحافظة على تراثها الذي ازدهر في العهد العثماني. سبق وأن أرسلت وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا) لجانا فنية لدراسة الجزيرة المرجانية التي لا تتحمل الرطوبة والحرارة وتتعرض للتآكل في وقت قصير، وفي ضوء النتائج سيكون العمل.

  • قطعت الصين أشواطا كبيرة في الاستثمارات بإفريقيا، هل يشكل ازدياد النفوذ الصيني تهديدا على تركيا؟

الصين أو أي دولة أخرى ليست منافسا سياسيا لنا في إفريقيا، المنافسة قائمة بيننا في المجال الاقتصادي وفق المبادئ التجارية. لسنا ضد هذه الاستثمارات، بل نؤيد ذلك في سبيل تتطور القارة. الأفارقة يتعاونون مع من يهتم بهم، والسؤال الصحيح لماذا لا تحذو دول أخرى حذو الصين ؟، لكن الأهم أن يكون ذلك بما يحقق مصالح القارة ويحترم سيادتها.

الاناضول


اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.