الأخبار التركية.. “زاوية مختلفة” تستقطب الإهتمام الدولي

الأخبار التركية أضحت في السنوات الأخيرة، وفق مراقبين، من بين العناصر الأساسية للسوق السمعية البصرية حول العالم “ميبكوم”، المنعقدة في أكتوبر/ تشرين الأوّل من كل عام في مدينة “كان” الفرنسية.

ويعتبر معرض “ميبكوم” من أهمّ الأحداث التي تجمع المتخصّصين في قطاع الإعلام والترفيه، ما يعزّز فرص التعاون واكتشاف قنوات جديدة لإطلاق وتطوير المشاريع.

حضور مستجدّ يبعث، وفق المصادر نفسها، على التساؤل حول مدى انتشار صناعة الأخبار التركية المقتصرة، حتى وقت قريب، وبشكل أساسي، على المتلقّي التركي أو الناطقين بالتركية عموما، وعن حظوظ وسائل الإعلام الإخبارية التركية في تأكيد حضورها دوليا؟.

مسؤولون عن التسويق بـ “تي آر تي” الدولية، هذه القناة الإخبارية الوحيدة الناطقة بالإنجليزية في تركيا، قالوا إن الفاعلين الدوليين في المشهد السمعي البصري حول العالم، يبدون إهتماما متزايدا بالزاوية الإخبارية التركية.

سهيلة فان تارلينغ، مديرة العلامة التجارية الدولية، وروش بيليرين، مدير التوزيع والتسويق، بالقناة، تحدّثا للأناضول، عن إشعاع قناتهما على الصعيد الدولي، في إطار معرض “ميبكوم”، أكبر سوق تلفزيوني في العالم، المنعقد حاليا في “كان” الفرنسية في نسخته الـ 32.

بيليرين قال إن ملتقى “ميبكوم” يكتسي أهمّية بالغة بالنسبة لقناة نجحت في ما لا يزيد عن عام من إنشائها، في مضاعفة اجتماعاتها في مدينة “كان”.

وأضاف بأنّ المعرض يعدّ “فرصة جيّدة بالنسبة لنا للحصول على مشاهدين، وملاقاة فاعلين آخرين، فلقد عقدنا نحو 30 اجتماعا مع مهنيين من مختلف البلدان في غضون 3 أيام، وهنا تكمن جمالية هذا المنتدى، بما أنه يمكّننا من ربح الوقت”.

وترعى القناة التركية هذا العام حدث “بي 2 بي” (الأعمال للأعمال)، المنتظم في إطار المعرض منذ 2014 تحت عنوان “كارييج ديل فوروم”، في مبادرة تساهم بلا شكّ، وفق المصدر نفسه، في توضيح الرؤية المستقبلية أمام نحو 5 آلاف من المشترين المجتمعين في “كان” الفرنسية انطلاقا من أوّل أمس الإثنين حتى يوم غد الخميس.

و”كارييج ديل فوروم” لـ “ميبكوم” يعتبر أوّل سوق تهدف إلى دعم اتفاقات الشراكة والتوزيع بين مختلف الفاعلين ومنصات التوزيع ممن جهة، وبين القنوات التلفزيونية وغيرها من الخدمات ذات الصلة من جهة أخرى.

وعلاوة على مسألة توضيح الرؤية المستقبلية أمامها، ترمي قناة “تي آر تي” الدولية أيضا إلى استهداف أكبر عدد ممكن من المشاهدين في شتى أنحاء العالم.

وفي هذا الإطار، تكثّف القناة من محادثاتها مع منصّات الأقمار الصناعية مثل “فريسات” البريطاني، أو المشغّل “أورونج”، مرورا بمنصات الشرق الأوسط وفرنسا وألمانيا.

المسؤول التجاري بالقناة التركية، لفت، في سياق متصل، إلى أنّ المحادثات مع بقية الفاعلين جرت في كنف “روح من الإنفتاح”، خصوصا في ظلّ “التقدير الذي أبدوه للعلامة التجارية للقناة ومحتواها”.

“هؤلاء الفاعلين”، يتابع بيليرين، “لا يعرفون بالضرورة، قبل لقائنا، تي آر تي الدولية، ومع ذلك أبدوا تقديرهم لعمل القناة إثر إطلاعهم على فحوى برامجنا وخطّتنا التسويقية”.

وبناء على ما تقدّم، أشار المصدر نفسه إلى أنه بإمكان القناة “وبشكل سريع استقطاب عشرات الملايين من المشاهدين عبر تغطية الأقمار الصناعية، حتى أن القناة تستهدف على المدى البعيد 300 مليون مشاهد.

ومع أن “الإعتراف بعلامة تجارية جديدة كما هو عليه الحال بالنسبة لـ ‘تي آر تي’ الدولية يتطلّب وقتا، إلا أن المسؤول التجاري شدّد على أن توقيت إطلاق القناة كان “مثاليا”، خصوصا وأن تركيا على مقربة مباشرة مع المستجدّات الحارقة.

وتوضيحا للجزئية الأخيرة، قال بيليرين بأنه “يوجد اهتمام حقيقي بالزاوية الإخبارية التركية، والفاعلون في المجال ينتابهم فضول لمعرفة كيفية تعاملنا مع الأخبار”.

وتابع: “سواء كان الأمر يتعلّق بسوريا أو بأزمة اللاجئين، فإن مجمل هذه القضايا تمسّ تركيا بشكل مباشر، في وقت لا يوجد فيه إلا عدد قليل من القنوات الإخبارية الدولية القادرة على متابعة هذا النوع من المستجدّات عن كثب”.

حضور للقناة التركية قال المسؤول إنه يسمح بمزيد إثراء وتنويع العرض في سوق الأخبار، وهذا ما يستقطب المزوّدين ممن “يبحثون سبل الحصول على أكبر عدد ممكن من القنوات الإخبارية، لتأمين تغطية متوازنة وذات جودة لمستخدميهم”.

** “عالم الأخبار بحاجة إلى صوت جديد”

وبالنسبة لسهيلة فان تارلينغ، فإن “النقص الذي تعاني منه سوق الأخبار الدولية على مستوى التنويع هو ما استدعى الحاجة إلى وجود تي آر تي الدولية”، فـ “العالم بحاجة إلى صوت جديد”، تضيف للأناضول، خصوصا في ظلّ ما يجري في الوقت الراهن في جوارنا”.

“قناتنا تحاول إظهار الجانب الإنساني في القضايا الإقليمية، وهو غالبا ما لا يقع أخذه بعين الإعتبار من طرف بقية القنوات التي تقتصر على الأرقام فحسب”.

أهمّية وسائل الإعلام البديلة، قالت فان تارلينغ، إنها تجلّت بشكل واضح خلال محاولة الإنقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا منتصف يوليو/ تموز الماضي، حيث “لم تتمكّن بعض وسائل الإعلام حتى من تقديم حصيلة القتلى، وفضّلت التعامل مع الأمر بشكل مختلف”.

مثال من بين أمثلة كثيرة أخرى لفتت المسؤولة التجارية إلى أنها “أظهرت الحاجة الملحّة لنشر وجهة النظر التركية بهذا الصدد”، ويدفع بالقناة إلى المحافظة بل تكثيف وجودها على الصعيد الدولي، وخصوصا في (معرض) ميبكوم.

وختمت بالقول “سنستمر في رعاية بعض الأحداث في المستقبل، وتنظيم ملتقى جانبي في الدورة المقبلة لميبكوم، يكون موجّها نحو المستجدّات”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.