معرض السياحة الدولي بإسطنبول…مسعى تركي و عربي لتجاوز الأحداث والأزمات التي تمر بها المنطقة

تسعى تركيا والدول العربية إلى تجاوز الأحداث والأزمات التي تمر بها المنطقة، عبر تحفيز السياحة والزائرين، ليشكل المعرض الدولي للسياحة في إسطنبول بنسخته الـ21، ملتقى لدفع السياحة إلى مستويات أفضل.

وانطلق المعرض الدولي الذي يعتبر الخامس من نوعه على مستوى العالم، أمس الخميس، بمشاركة 5 آلاف مؤسسة وشركة، من 80 دولة، وعرضوا برامجهم وخدماتهم السياحية في مركز “توياب TÜYAP” للمعارض، في 12 صالة، بمساحة تبلغ 70 ألف متر مربع.

وتشارك عدة دول عربية بمؤسسات حكومية وخاصة، فضلا عن مشاركة كبيرة من المؤسسات والبلديات التركية، إضافة إلى دول العالم المختلفة من جميع القارات، ويستمر المعرض حتى الأحد المقبل.

وفي الوقت الذي تسعى فيه البلديات والمؤسسات التركية عرض إمكانياتها السياحية للزائرين، تسعى الدول العربية المشاركة أيضا، لتقديم العروض المتميزة بالخدمات السياحية التي توفرها بلدانهم.

عماد فتحي عبد الله، مدير مكتب هيئة تنشيط السياحة المصرية (حكومي)، قال إن “المشاركة المصرية في هذا المعرض تأتي من حرص مصر على التواجد في المحافل الدولية، وهذا من أكبر المعارض الدولية وتحرص على المشاركة ليس فقط للسوق التركية، بل لأسواق شرق المتوسط والبلقان، بهدف تنشيط وترويج السياحة في الخارج”.

وفي تصريح للأناضول أضاف “المشاركة تحظى بزيارات خاصة وجميلة رسمية وشعبية، والجناح المصري في أول صالة بمدخل المعرض، ويتميز بالتصميم الفرعوني، والحملة الدولية التي تعرف بمصر وتنشط السياحة (This is Egypt) تأخذ شعار الفراعنة”.

وعن حملة تنشيط السياحة، أوضح أن “الحملة انطلقت نهاية العام الماضي بالفيديو الدعائي الجديد، تعرض مقاصد مصر المتنوعة من الاقصر وأسوان، والمقاصد الشاطئية، وتهدف لرفع الوعي بأمن وأمان مصر، وهذا ما كان هدف الحملة”.

ولفت إلى أن هذه الحملة “أطلقت في أوروبا وعبر المعارض، ويهمهم العلاقات السياحية مع تركيا، والتي تجلب لمصر نحو 50 ألف سائح سنويا”.

وردا على سؤال حول أهدافهم من المعرض، لفت إلى أنه “من خلال المعرض وتوقيت انعقاده في بداية العام، يستهدفون فترة الربيع والإجازات”.

وأضاف “السوق التركي ليس مهما فقط من ناحية السواح، بل أيضاً شركة الخطوط الجوية التركية التي تنطلق من اسطنبول إلى 4 محطات هامة في مصر هي القاهرة والاسكندرية وشرم الشيخ والغردقة”.

وشدد على أن “الركاب ليسوا فقط من تركيا وحسب، بل منهم من جاء من شرق أوروبا وخاصة الغواصين، وهدفهم رفع الترويج والرغبة بامتلاء هذه الطائرات (التركية بالركاب)”.

وأشار إلى أن “أكثر ما يسأل عنه الزائرون للجناح المصري الهدايا الفرعونية، وهو أمر جيد لأنها تشكل صورة ذهنية جميلة”.

ومن لبنان قال خالد عريضي، مسؤول التسويق في شركة نخال للسياحة، إنه “هذه المشاركة ليست الأولى، بل هي التاسعة، وشركتهم بما أنها الأكبر في التعاون مع تركيا، تشارك بشكل مستقل عن وزارة السياحة اللبنانية”.

واعتبر في تصريح للأناضول “السوق التركي هو الأساسي للبنان، وهناك 25 ألف سائح في الصيف فقط عبر رحلات جوية من بيروت لمختلف الولايات والمدن التركية، والرحلات تصل لنحو 12 رحلة يومية من لبنان”.

ولفت إلى أنه “بوجودهم هنا يساهمون في تنشيط السياحة التركية إلى لبنان، حيث يتعاملون مع 90٪ من الشركات التركية، ولديهم أدلاء سياحيين أتراك ويقدمون خدمات عديدة للسائحين”.

عريضي، تطرق إلى “حصول تأثر في عدد السياح، ولكنه يأمل أن تعود الرحلات اعتبارا من أيار/مايو المقبل، وأهم شيء أن اللبنانيين سيعودون إلى تركيا، وستبقى العروض قائمة لجلبهم، وخاصة عطلة عيد الفصح التي تكون مكثفة في نيسان/أبريل المقبل، وأعتقد أن الأوضاع ستعود في الصيف إلى سابق عهدها فتركيا هي المتنفس للبنانيين”.

ومن الجانب التركي المشارك في المعرض، قال مصطفى مظفر جيلان، وهو موظف في بلدية “مصطفى كمال باشا” ببورصا (شمال غرب)، “نحاول تعريف الزوار بحلويات مصطفى كمال باشا، التي تشتهتر بها منطقتهم “.

وتابع القول للأناضول “الهدف من المشاركة، التعريف بالسياحة التي تتمتع بها بورصا، والمنطقة التي تتشكل 65٪ منها من الغابات، والشلالات التي عددها بالمئات، وهي مقصد لمحبي الطبيعة التي تجذب انتباههم، والزوار العرب يأتون إلى الطبيعة”.

وعن مميزات السياحة وإمكانياتها في المنطقة، أوضح أن “هناك خمس غابات، انتقلت من وزارة الغابات والأحراش إلى وزارة السياحة من أجل الاستثمار، ثلاثة منها يمكن أن تتحول لساحة غولف مع الطبيعة والهواء النقي”.

جيلان، أضاف أيضا أن “هناك الينابيع الحارة التي يمكن إنشاء فنادق ومراكز للاستشفاء عليها، وهناك طيور السمن، المهددة بالانقراض، وهي متروكة دون تدخل من البشر، وهناك نباتات طبيعية مهمة على مستوى العالم”.

وعن هذه الينابيع كشف أنها “تتمتع بدرجة حرارة تصل 54 درجة، وتدفقها 65 لترًا بالثانية، وهي مياه معدنية مهمة للاستشفاء، يمكن استثمارها، فضلا عن رياضة قيادة الدرجات الهوائية على المنحدرات، والطبيعة، والصخور، والبحيرات المتميزة”.

ومن منطقة الأناضول التركية، وتحديدا مدينة قيصري (وسط)، قال مدير السياحة والثقافة في الولاية عصمت تايموش، “سبب المشاركة في المعرض هو التعريف بقيصري، الغنية بالثقافة والإمكانيات، وخاصة بعد الاهتمام بالبنية التحتية للسياحة وإنشاء الفنادق المناسبة، وإتمام عدة مشاريع فيها”.

ولفت في تصريح للأناضول، إلى أنهم حاليا “انتقلوا لمرحلة التعريف بهذه الإمكانيات، وقيصري غنية بالإمكانات، وهذا هو أكبر خامس معرض في العالم”.

كما أشار تايموش، إلى أن قيصري فيها “شلالات مرتفعة تعتبر الرابعة على مستوى العالم، فضلا عن جداول حولها تشق الطبيعة، وهناك ألواح تاريخية معروضة، إضافة للسياحة الشتوية والتزلج، ويهدفون للالتقاء والتعريف مع وكالات السياحة والزوار المشاركين”.

وبيّن أن “هناك انخفاض قليل بعدد السياح، وهو انخفاض مؤقت، ويأمل في الأيام المقبلة بأن ينتهي”.

وعن أهمية السائحين العرب الزائرين لتركيا والولاية، أكد تايموش، أنهم يهتمون بالسائح العربي، وهو هدف لهم، لذلك شاركوا في معارض بدبي، وعرفوا بالمدينة، كما أن هناك رابط مشترك معهم وهو الاسلام.

واعتبر أن “العرب يبحثون عن استثمار رؤوس أموالهم، والسائح العربي يأتي بعائلة كبيرة، ومن أجل ذلك نظموا برنامجا تعريفيا في السابق لصحفيين للتعرف على طبيعة وإمكانات الولاية، ويأمل بأن يعود ذلك بالنفع على الولاية”.

المصدر: الأناضول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.