ما هي ابرز محاور زيارة ميركل لأنقرة ؟

ستأتي اليوم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في زيارة رسميّة إلى تركيا، ستلتقي من خلالها بالرئيس التركيّ رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم.
وفيما يتعلّق بالمسائل التي سيتمّ طرحها والحديث عنها خلال اللقاء؛ صرّح المتحدث الرسميّ باسم الحكومة الألمانيّة ستيفن سيبرت أنّ الزيارة تأتي لطرح عدّة قضايا رئيسيّة وهي:
اتفاق قبول اللاجئين المبرم بين تركيا والاتحاد الأوربي، والقضايا الثنائيّة، كما سيتم الحديث عن الأزمة السورية، بالإضافة إلى الحديث عن التعاون المشترك بين الدولتين داخل حلف الناتو، والمشكلة القبرصيّة.
توقّع أكاديميون ومحللون أتراك، أن تتصدر العلاقات التركية الأوروبية والموقف الألماني تجاه عناصر منظمتي “فتح الله غولن” و”بي كا كا” الإرهابيتين، أجندة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، خلال زيارتها المقررة إلى تركيا، اليوم الخميس.

واعتبر الخبراء الأتراك أن حكومة ميركل تسعى لضمان استمرارية اتفاق الهجرة بين تركيا والاتحاد الأوروبي، الذي يلعب دورًا محوريًا في منع تدفق المهاجرين إلى أوروبا، في ظل استعدادها للترشح مجددًا للانتخابات البرلمانية.

و بحسب الاناضول , قالت بيرغول دميرطاش، البروفيسورة، في جامعة الاقتصاد والتكنولوجيا التابعة لاتحاد الغرف والبورصات في تركيا، إن “زيارة ميركل، تتمتع بأهمية تاريخية، لأنها تجري عشية الاستفتاء الشعبي المنتظر إجراؤه في تركيا في إبريل المقبل، والانتخابات البرلمانية في ألمانيا في سبتمبر المقبل”.

وأضافت دميرطاش: “تحتاج تركيا وألمانيا إلى التعاون في كل مرحلة رغم اختلاف سياساتهما الأمنية والخارجية، بسبب وجود مصالح مشتركة بينهما”.

وأشارت إلى أن “استمرارية اتفاق الهجرة المبرم بين تركيا والاتحاد الأوروبي العام الماضي، ستتصدّر أجندة الحكومة الألمانية برئاسة ميركل، التي تحاول عرقلة صعود حزب البديل من أجل ألمانيا، اليميني المتطرف”.

وفي 18 آذار/ مارس 2016، توصلت تركيا والاتحاد الأوروبي بالعاصمة البلجيكية بروكسل، إلى اتفاق يهدف لمكافحة الهجرة غير الشرعية وتهريب البشر، حيث تقوم تركيا بموجب الاتفاق الذي بدأ تطبيقه في 4 إبريل الماضي، باستقبال المهاجرين الواصلين إلى جزر يونانية ممن تأكد انطلاقهم من تركيا.

بدوره، قال حسين باغجي، البروفيسور في العلاقات الدولية بجامعة الشرق الأوسط التقنية بأنقرة، إن زيارة ميركل إلى تركيا ستركز على العلاقات التجارية بين البلدين التي شهدت انخفاضًا ملحوظًا خلال الفترة الأخيرة.

وأشار باغجي، إلى وجود هواجس لدى ألمانيا، أحد أهم أعضاء الاتحاد الأوروبي، حيال التطورات المتوقعة في المنطقة على خلفية انتخاب دونالد ترامب، رئيسًا للولايات المتحدة، وتوتر العلاقات التركية اليونانية.

وتابع: “إذا سمحت تركيا مجددًا بتدفق اللاجئين عبر اليونان، سيضطر الاتحاد الأوروبي للتدخل المشترك من أجل منع التدفق الذي ما زال مستمرًا، وبالتالي تمتلك تركيا ورقة ضغط قوية جدًا، وخاصة مع اقتراب الانتخابات البرلمانية في ألمانيا”.

وشدّد باغجي، على أن التطورات في سوريا، وخاصة عملية “درع الفرات” التي أطلقها الجيش التركي في أغسطس/آب 2016، من أهم المسائل التي تُثير قلق ألمانيا، التي لا تُخفي تعاطفها تجاه الأكراد، وتؤيد استقلالهم الذاتي”.

أمّا باريل دادا أوغلو، البروفيسورة في العلاقات الدولية بجامعة غلطة سراي التركية، فتوقعت أن تتخلل الزيارة مباحثات بين الجانبين التركي والألماني حول لجوء العسكريين الأتراك ممن ينتمون إلى منظمة “فتح الله غولن” الإرهابية، المتورطة في محاولة الانقلاب الفاشلة إلى ألمانيا.

وقالت دادا أوغلو: “أعتقد أن الزيارة ستتناول سبل التوافق حيال لجوء هؤلاء الجنود دون المساس بالعلاقات أو التسبب بأزمة جديدة، وأن يسعى الجانبان إلى خفض التوتر الراهن في العلاقات الثنائية”.

المصدر: تركيا الان + الاناضول .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.