روسيا-تركيا: 100 عام من السلام

“أقوى الروابط”، عنوان مقال ألكسندر فرولوف، في “إزفستيا”، عن دور مشاريع الطاقة الروسية التركية المشتركة في تعاون البلدين في أوروبا، وترسيخ سلام مستمر بين البلدين منذ 100 عام.

وجاء في مقال فرولوف، نائب المدير العام لمعهد الطاقة الوطنية:

في هذا العام، يمكن لبلدنا أن يحتفل بذكرى مدهشة- مائة سنة من السلام مع تركيا. فحتى العام 1918، كانت العلاقات بين دولتينا دائما في حالة غير مستقرة للغاية. وعلى مدى 350 عاما، حدث 12 نزاعا كبيرا.

وتبين أنه على الرغم من التناقضات الواضحة، وتاريخ العلاقات المعقد للغاية والوضع الشديد التوتر في العالم، يمكن لبلدينا أن يتعاونا. قدمنا القروض إلى تركيا، وطورنا التجارة، وبنينا محطات الطاقة الحرارية، وبدأنا بتوريد الغاز الطبيعي.

والآن أصبحت تركيا ثاني أكبر مشتر للوقود الأزرق الروسي، وهي أحد أكبر مستهلكي الغاز المسال، وأحد أهم الشركاء في مجال الطاقة النووية. ففي ديسمبر من العام الماضي، بدأت “روس آتوم” بناء أول محطة للطاقة النووية في تركيا، وهي “أكويو”.

ومن الجدير بالذكر أيضا أن تركيا تطمح إلى دور رائد في الشرق الأوسط، اقتصاديا وسياسيا على حد سواء. وإذا كانت الطاقة النووية من أوضح أشكال تعزيز أمن الطاقة واحتياطي لزيادة استهلاك الطاقة، فإن قطاع الغاز يبدو أكثر تعقيدا. وهنا لا يمكن تجاوز الحديث عن المنافسين المحتملين.

وأضاف كاتب المقال: تحاول القيادة التركية تحويل البلاد إلى عقدة عبور رائدة يقوم من خلالها العديد من الموردين، وليس روسيا فقط، بضخ الغاز الطبيعي. على سبيل المثال، مشاريع الاستخراج على الجرف الإسرائيلي. ويبدو أيضا أن موقف تركيا كبلد عبور يعززه مشروع “ممر الغاز الجنوبي”، وهو نظام من خطوط أنابيب الغاز لتوصيل الغاز الأذربيجاني إلى الاتحاد الأوروبي.

ومن بين المشاريع التي يجري تنفيذها في الوقت الحاضر، السيل التركي، في نطاق إنشاء عقدة قوية للغاز في تركيا. أولا، بدأ العمل في إنشاء خط أنابيب الغاز هذا؛ ثانيا، كل من خطوطه يساوي تقريبا بقدرته كامل “ممر الغاز الجنوبي”.

وبطبيعة الحال، يمكن حتى للروابط القوية، مثل علاقات الطاقة، أن تنقطع أحيانا. ونحن نعرف ذلك، كما لا يعرفه غيرنا، على مثال بعض دول ما بعد الاتحاد السوفيتي. ولكن اليوم لا يمكن اختراع شيء أقوى من هذه الروابط.

المصدر: rt

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.