رسّام تركي: “الجرافيتي” فن يحارب التلوث البصري

اعتبر الرسام التركي، أحمد سيدات توناي، إن الرسم على الجدران أو ما يعرف بـ”الجرافيتي”، هو فن يحارب التلوّث البصري، ويساهم في تزيين مدينة إسطنبول.

 فن حرّ

توناي قال، في مقابلة مع الأناضول، إنه بدأ بالرسم على طريقة فن “الجرافيتي” منذ عام 2005، معربا عن حبه الشديد لهذا النوع من الرسومات.

وأضاف بأنه أحب الجرافيتي لأنه لا يتضمن قواعد محددة، إنما يضع القواعد بنفسه، حيث يختار أحد الجدران، ثم يحصل على الأذونات اللازمة، ومن ثم يباشر بعمله.

وأشار توناي إلى أن كل فنان جرافيتي لديه توقيع خاص به، لافتا إلى أنه ينجز أعماله تحت توقيع “سايلور بيداي”.

وبخصوص الألوان والمعدات التي يستخدمها، أوضح أن الرسم في فن الجرافيتي يتم بواسطة ألوان البخاخ بشكل عام، فضلا عن الأقلام والفرشاة.

ويقوم الرسام بآعداد رسوماته بشكل مسبق على الورق بهدف التدرب عليها، ومن ثم يقوم بإنجازها على الجدران الكبيرة.

ولفت توناي إلى أن الألوان التي يستخدمها فنانون الجرافيتي خاصة بهذا النوع من الرسوم، وصديقة للبيئة، وأن الرسومات تستمر على الجدران الخارجية قرابة 6 أعوام في حال كان الجدار بحالة جيدة.

رسوم تغطي الجدران وتمنحها رونقا وجمالا غالبا ما يستقطب اهتمام المارة ممن يقفون لتأملها أو التقاط صورة لها أو معها.

توناي قال إن المواطنين يولون اهتماما كبيرا بفن الجرافيتي، وهذا ما يورثه “سعادة عارمة” عندما يلتقط الناس صورا أمام رسوماته، أو يتشاركونها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

 لا رسائل سياسية

يحدث وأن تتعرض بعض رسوم “الجرافيتي” انتقادات لاذعة من قبل السكان، كما يقول توناي، مشيرا أن هناك من لا يتقن هذا الفن الذي يظل مرتبطا بالموهبة.

وتابع: “إن لم نرسم نحن على الجدران، سيأتي شخص آخر ويكتب كتابات عدة على الجدران، قد تكون رسائل سياسية، أو ألفاظا سيئة، لذلك دعونا نرسم على الجدران، ونقف أمام ذلك التلوث البصري، ونساهم بالتالي في تجميل إسطنبول”.
رسومات خالية من الرسائل السياسية، كما يقول الرسام، وإنما تتضمن “الأشياء التي نراها جميلة، إننا نلون تلك الجدران فقط”، وهذا ما يثير سعادة الناس الذين غالبا ما تروقهم فكرة أن تزدان الجدران بالرسوم الجميلة بدل الكتابات البذيئة أو الشعارت السياسية المملة.

 بانتظار عروض البلديات

وعما إن كان يتخذ الرسم “الجرافيتي” مجرد هواية أم عملا، أشار توناي بأنه ترده عروض من بعض المارة للرسم على جدرانهم، وهذا ما يقوم به لكسب المال وتوفير احتياجاته.
ومع أن لرسومات الجرافيتي رونق يزيد من جمال شوارع المدن، إلا أن الرسام إلى لم يتلقَ أي عروض من البلديات للعمل في تلوين جدران الأحياء التابعة لها.

وأشار توناي إلى إمكانية التعاون مع البلديات في حال تلقيه عروضا، قائلا: “إذا عُرض علي هكذا عمل، يمكنني التعاون مع فناني جرافيتي آخرين في إسطنبول على مشروع كبير، مثل إنجاز رسومات أزهار أو مناظر طبيعية على أطراف الطرق الرئيسية”.

أحلام يحملها الرسام مع ريشته وبخاخاته التي يحول بها الجدران إلى لوحات بديعة تكسر جمود الشوارع أو حركيتها الفرطة، والأهم أنها تصنع مشهدا بصريا صافيا خاليا من جميع عناصر التلوث بكافة أشكاله.

 

 

 

.

الاناضول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.