اكتشاف آثار تعود لأكثر من 20 قرنا بولاية أوردو التركية

تشهد قلعة “قورول” بولاية أوردو، شمالي تركيا، أعمال حفر وتنقيب عن الآثار منذ العام 2010، وسط اكتشاف آثار تعود لأكثر من 20 قرنا.

تلك الاكتشافات جعلت من القلعة إرثاً تاريخياً هاماً يكمن تحت البساط الأخضر لمنطقة البحر الأسود، وتوقعات بمواصلة التنقيب 20 عامًا أخرى للكشف عن كامل كنوزها.

وتقع قلعة “قورول” في منطقة “ألتون أوردو”، التي تبعد 13 كيلو مترا عن مركز ولاية “أوردو” المطلة على البحر الأسود.

وتشرف على أعمال التنقيب في القلعة المبنية على الصخور، مديرية متحف أوردو من خلال 30 شخصا بينهم 15 عالم آثار، برئاسة البروفيسور يوجال شنيورت، رئيس قسم الآثار في جامعة “حجي بيرم ولي” بالعاصمة أنقرة.

وتعد أعمال التنقيب الأثرية هذه، الأولى من نوعها في منطقة شرقي البحر الأسود بتركيا.

وقبل عامين، عثر الفريق المذكور في قلعة “قورول”، على تمثال رخامي للإلهة كوبيلي التي سماها الرومان “أم الآلهة العظيمة”، والذي يزيد عمرها على ألفين عام.

و”كوبيلي” هي آلهة الجبال والطبيعة والخصوبة لدى شعوب آسيا الصغرى قديماً.

كما تم العثور في القلعة على ما بين 250-300 درج، وعلى أكثر من ألفي قطعة أثرية، ومن المخطط عرضهم في متحف أوردو للآثار المزمع إنشاؤه لاحقاً.

وقال البروفسور يوجال شنيورت إن أعمال التنقيب التي قاموا بها خلال العام الحالي في قلعة “قورول”، أثمرت عن اكتشاف العديد من الآثار الهامة فيها.

وأشار إلى أن الاهتمام بالقلعة من جانب السياح الأجانب والزوار المحليين، ازداد عقب اكتشاف تمثال “الإلهة كوبيلي”.

وأوضح أن التمثال يعود لحقبة الملك البُنطي ميثريدتس السادس (120 و63 قبل الميلاد)، مشيرا إلى احتمال أن يكون التمثال قد تم جلبه قديماً إلى أوردو من منطقة أفيون الواقعة حالياً وسط تركيا.

ولفت شنيورت إلى أن وزن التمثال المكتشف يبلغ نحو 200 كيلوغرام بطول 110 سنتيمترات، والعثور عليه في أوردو التركية يسلط الضوء مجددا على أهمية دور المملكة البنطية الهلنستية، التي حكمت الساحل الجنوبي من البحر الأسود ما بين 291 وحتى 63 قبل الميلاد.

وتمكنت آنذاك من السيطرة على عدد كبير من المستعمرات اليونانية بالأناضول وشبه جزيرة القرم.

وذكر الأكاديمي التركي، أن الآثار المكتشفة في القلعة، تظهر تفاصيل الحياة اليومية، والدينية والعسكرية التي كانت سائدة هناك قبل قرون.

وفي ظل المعطيات التي يمتلكونها، توقّع “شنيورت” وجود المزيد من القطع الأثرية الهامة تحت الغطاء الأخضر لمنطقة البحر الأسود، في إشارة إلى ولاية أوردو وما حولها.

وحول مستقبل أعمال الحفر والتنقيب في القلعة، قال “شنيورت” إنها قد تستمر حوالي 20 عامًا من الآن.

بدوره، قال أتاقان أقتشاي، عضو الهيئة التعليمية في قسم الآثار بجامعة “حجي بيرم ولي”، إن أكثر من 200 طالب محترف وصاحب خبرة، بقسم الآثار بالجامعة، شاركوا حتى الآن في أعمال التنقيب المتواصلة في قلعة “قورول”.

وأضاف أن مشاركتهم في مثل هذه الأنشطة العلمية، أكسبتهم خبرات وتجارب كبيرة في مجالهم.

 

.

م.الاناضول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.