ليلة دامية في غزة.. وتحذيرات من حرب شاملة

استشهد 10 فلسطينيين وأصيب 9 آخرون، فيما قُتل ضابط وأصيب 29 إسرائيليًا، منذ الأحد، ضمن تصعيد عسكري إسرائيلي جديد على قطاع غزة، وسط تحذيرات من اندلاع حرب شاملة.

وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان مساء الإثنين، إن مقاتلاته ودباباته استهدفت أكثر من سبعين موقعًا تتبع لحركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” في أنحاء غزة.

وقتلت الغارات الإسرائيلية، اليوم، 4 فلسطينيين وأصابت 30 آخرين، بحسب وزارة الصحة في القطاع، الذي يعيش فيه أكثر من مليوني نسمة.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إن إسرائيل دمرت الليلة سبعة مبانٍ، أبرزها مقر فضائية “الأقصى” التابعة لـ “حماس”.

وأدى القصف إلى انقطاع بث الفضائية المباشر، قبل أن يعود بعد دقائق، دون أن يتضح المكان الجديد للبث.

واستهدفت أحدث الغارات الإسرائيلية التي جاءت بعد هدوء استمر عدة ساعات، بناية سكنية مكونة من 7 طوابق، وموقع “أنصار” الأمني الحكومي غربي مدينة غزة، وعددا من المواقع العسكرية التابعة للفصائل الفلسطينية المسلحة في وسط وجنوبي القطاع.

وسبق هذه الغارات تدمير الطائرات الإسرائيلية بناية مكونة من 4 طوابق وتمتد على مساحة 1000 متر مربع في حي “الرمال” غربي مدينة غزة، وتعرف محليا باسم “فندق الأمل”، ما أسفر عن وقوع عدد من الإصابات، وتدمير المبنى كليا وإلحاق أضرار بالغة بالمنازل المحيطة به، بحسب مراسل الأناضول.

كما دمرت مقاتلات سلاح الجو الإسرائيلي ثلاثة منازل سكنية بمدن غزة ورفح وخان يونس، وبناية سكنية مكونة من 4 طوابق بمدينة غزة، دون أن يؤدي ذلك إلى وقوع إصابات.

من جهة أخرى، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في بيان له اطلعت عليه الأناضول، تعليق الدراسة والدوام في المؤسسات الحكومية بالقطاع باستثناء المستشفيات وعيادات الرعاية الأولية وجهات تقديم الخدمة المباشرة للجمهور، على إثر تواصل التصعيد العسكري الإسرائيلي.

ووفق بيان لنقيب الصيادين الفلسطينيين في غزة نزار عياش، فإن وزارة الزراعة أبلغتهم بتعليق عمل الصيادين في بحر غزة اليوم، نظرا للأحداث الأمنية.

وأجرى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الإثنين، اتصالات إقليمية ودولية وعلى المستويات كافة، لوقف العدوان الإسرائيلي المستمر في قطاع غزة.

وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية، إن “عباس”، طالب المجتمع الدولي بـ “التدخل الفوري لوقف العدوان، وعدم جر المنطقة للدمار”.

واستنكر الرئيس الفلسطيني، التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة.

وحملت روسيا، الإثنين، إسرائيل مسؤولية التصعيد الأخير في قطاع غزة، جراء عمليتها العسكرية في القطاع، مساء أمس الأحد.

ووصفت الخارجية الروسية، في بيان لها، العملية العسكرية الإسرائيلية (التسلل في غزة)، بـ”المستفزة”، وفق وسائل إعلام روسية.

وأعربت عن “القلق العميق” إزاء تصعيد التوتر بين قطاع غزة وإسرائيل، ودعت الطرفين إلى العودة على الفور إلى وقف إطلاق النار.

وقالت الخارجية الروسية، “ندعو الفلسطينيين والإسرائيليين إلى العودة فورًا إلى وقف دائم لإطلاق النار، وإبداء ضبط النفس، واتخاذ تدابير من أجل تجنب مواجهة ذات عواقب لا يمكن التنبؤ بها”، حسب وسائل إعلام روسية.

وأطلق التصعيد الإسرائيلي الجديد تحذيرات دولية وإقليمية من حرب جديدة، كتلك التي شنتها إسرائيل على غزة، عام 2014.

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في تصريحات لقناة “فرانس 24” الفرنسية، اليوم، عن أمله في انتهاء التوتر، محذرًا من “اندلاع حرب جديدة في غزة”، ومواجهة “مأساة كبيرة”.

ودعت الحكومة الأردنية، في بيان، إلى “وقف العدوان الإسرائيلي على غزة وحماية الأبرياء”، بحسب الوكالة الأردنية الرسمية للأـنباء (بترا).

وشددت عمان على “ضرورة معالجة الأوضاع في غزة ضمن سياق سياسي شامل يضمن عودة الفلسطينيين والإسرائيليين إلى طاولة المفاوضات، بهدف حل الصراع على أساس حل الدولتين، سبيلًا وحيدًا لتحقيق الأمن والاستقرار”.

كما أبلغت مصر، مساء الاثنين، إسرائيل بضرورة وقف عملياتها التصعيدية في غزة.

ونقلت “الأهرام”، و”أخبار اليوم”، وهما صحيفتان مملوكتان للدولة عن مصادر مطلعة لم تسمها، أن “الأجهزة المعنية في مصر قامت بتكثيف اتصالاتها مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، لوقف التصعيد المتبادل بين الطرفين في قطاع غزة، لاسيما في ضوء قيام الجيش الإسرائيلي بتكثيف غاراته الجوية والقصف المدفعي للقطاع”.

وفي ظل التصعيد الجديد، قطع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ليلة الأحد- الإثنين، زيارته إلى فرنسا، وعاد إلى تل أبيب.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن نتنياهو يجري مشاورات مع كل من وزير الدفاع، أفيغدور ليبرمان، ورئيس أركان الجيش، غادي أيزنكوت، حول التصعيد بغزة.

ونقل الجيش الإسرائيلي عددًا من الآليات المدرعة إلى الشريط الحدودي مع غزة.

وتسللت قوة عسكرية إسرائيلية جنوبي غزة، أمس، وأدى اشتباكها مع مقاتلي الفصائل الفلسطينية إلى استشهاد سبعة منهم، ومقتل ضابط إسرائيلي وجرح آخر.

وقالت كتائب القسام، الجناح المسلح لـ”حماس”، في بيان اليوم، إن عملية التوغل الإسرائيلية هدفت إلى تنفيذ “مخطط عدواني كبير استهدف خلط الأوراق”، دون الكشف عن ماهيته.

فيما قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي أيزنكوت، اليوم، إن الوحدة الخاصة “نفذت عملية ذات أهمية كبيرة لأمن إسرائيل”، من دون أن يحدد أيضًا طبيعة المهمة.

وتحاصر إسرائيل غزة منذ أن فازت حركة “حماس” بالانتخابات التشريعية الفلسطينية، عام 2006.

 

 

 

.

وكالات

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.