لأول مرة في إسطنبول.. أحدث التقنيات الصديقة للبيئة لكوكب خالٍ من النفايات

كوكبنا يضيع من أيدينا، وقد أصبح خطر الاحترار العالمي، الذي احتل العناوين الرئيسية في النصف الثاني من القرن العشرين، الآن واحداً من أكبر المشكلات التي تواجه البشرية في القرن الحادي والعشرين. ووفقاً لتقرير التقييم الخامس الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، ارتفعت درجة الحرارة بسرعة على مدار الثلاثين عاماً الماضية، وارتفعت مستويات أول أكسيد الكربون الذي يتراكم في الغلاف الجوي، على مستوى العالم، بنسبة 40 بالمائة مقارنة مع فترة ما قبل التصنيع.

ومع ذلك، لم نجتز بعد العتبة التي لا عودة منها، مما يعني أنه لا يزال لدينا وقت لإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح في كوكبنا. في السنوات الأخيرة، أصبح الأفراد والمؤسسات الكبرى أكثر وعياً بالخطر الذي جعلناه يهدد كوكب الأرض من خلال عاداتنا الاستهلاكية. من ناحية أخرى، بدأت المصانع والشركات الكبرى في اتخاذ تدابير من شأنها أن تساعد على الاستفادة القصوى من المواد الموجودة لديهم، وإعادة تدوير بقايا الطعام، للوصول إلى كوكب صالح للسكن.

لا يمكن تنفيذ المعالجة التي تستطيع أن تبطئ وتمنع التدهور البيئي، إلا من خلال التكنولوجيا.IFAT Eurasia، تم تنظيم معرض أوراسيا التجاري الرائد في التقنيات البيئية، للمرة الثالثة بين 28 و30 مارس 2019 في مركز إسطنبول للمعارض، للفت الانتباه إلى التهديد الذي يواجه كوكبنا، وتقديم حلول لرؤساء بلديات المدن وكذلك الشركات والمصانع التي تنتج النفايات.

وقال مدير مشروع IFAT Eurasia “نامق ساريغول” إن التلوث البيئي أصبح مشكلة لا يمكن للناس تجاهلها بعد الآن. ومما جاء في شرحه:

“يزداد عدد السكان وكذلك عدد سكان المناطق الحضرية. هذه الزيادة تؤدي إلى ارتفاع الاستهلاك. أظهرت دراسة حديثة أن 80 في المائة من المنتجات التي نستهلكها تتحول إلى نفايات في غضون ستة أشهر فقط. ولهذا السبب تعد التقنيات البيئية مهمة”.

وأبرز “ساريغول” أن الهدف من المعرض هو الاعتراف بوجود النفايات وتشجيع إنتاج كميات أقل منها، وإعادة تدويرها وتحويل النفايات إلى مواد خام.

يهدف قطاع تقنيات البيئة إلى خلق عالم مستدام دون تقديم أي تنازلات في مجال الإنتاج والاستهلاك والرفاهية الاجتماعية. يجب أن تُذكر هذه الرسالة للعالم أجمع بمنتهى الوضوح. وعليه، انطلق معرض التقنيات البيئية الذي أقامته IFAT لأول مرة في ميونيخ عام 1966 ثم انتشر في جميع أنحاء العالم. ونظراً لكونها بوابة آسيا وأوروبا، تستضيف تركيا المعرض منذ عام 2015. المعرض الذي بات ينظم كل عام، ويستضيف الشركات التي تقدم حلولاً للبيئة والنفايات، من حوالي 20 دولة، بما فيها ألمانيا والسويد وأوكرانيا والهند وكوريا الجنوبية والبرازيل.

وقد ساعدت القوانين والإنجازات والاستثمارات في التقنيات البيئية، التي زادت بشكل خاص بعد افتتاح الفصل البيئي، والتي بدأت في نطاق مناقشات الاتحاد الأوروبي بعد ديسمبر 2009، على زيادة مكانة تركيا في التصنيف العالمي.

تستهدف تركيا صادرات بقيمة 500 مليار دولار في توقعاتها الخاصة بالتنمية وإعادة التدوير البيئي لعام 2023. وستكون هناك حاجة أكبر بكثير لاستخدام التقنيات البيئية بسبب تجديد المنشآت الصناعية الحالية، وزيادة القدرات وفتح مرافق جديدة. ولذلك، استضاف المعرض أيضاً عدداً كبيراً من الشركات والبلديات التركية بهدف إدارة النفايات وإنقاذ كوكبنا من مصير مدمر.

 

 

.

المصدر/ديلي صباح

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.