بمَ وعد بايدن الرئيس الأفغاني غني قبل ساعات من سيطرة طالبان.. ما موقفه من تركيا؟

كشفت تقارير إعلامية عن ما دار بين الرئيس الأمريكي جو بايدن في آخر محادثة بينه وبين الرئيس الأفغاني الهارب أشرف غني قبل ساعات من سيطرة حركة طالبان على كامل الأراضي الأفغانية، في الوقت الذي أكد فيه البيت الأبيض أنه يسعى لافتتاح مكتب له في الدوحة لمتابعة الأمور في أفغانستان، في حين تعمل الولايات المتحدة مع تركيا وقطر لإبقاء مطار “حامد كرزاي” الدولي بالعاصمة الأفغانية، كابل، مفتوحا.

وقالت وكالة رويترز إن بايدن أجرى اتصالا مدته 14 دقيقة كان هو الأخير مع غني تضمن مناقشة الزعيمين للمساعدات العسكرية والاستراتيجية السياسية، وتنظيم المراسلات التكتيكية.

وأوضحت الوكالة أن الرئيسين لم يكن يدركان ولم يكونا مستعدين للخطر الداهم على الأبواب، ولا لأن تسقط البلاد بأكملها في يد طالبان، في حين عرض بايدن مساعدات إذا تمكن غني من أن يوضح علنا أن لديه خطة للسيطرة على الأوضاع المتدهورة في أفغانستان، وقال: “سنواصل تقديم دعم جوي مكثف إذا علمنا ما الخطة”.

اقرأ أيضا/ طالبان تعلن الاستقلال وترغب بعلاقة جيدة مع أمريكا.. ماذا قال مجلس الأمن؟

ولفتت الوكالة أن الرئيس بايدن نصح نظيره غني أن يحصل على موافقة أفغان نافذين على استراتيجيته العسكرية من وقتها فصاعداً، ثم وضع “شخصية مقاتلة” لتقود تلك الجهود، في إشارة لوزير الدفاع الجنرال بسم الله خان محمدي.

ومن خلال المكالمة الأخيرة اشاد بايدن بالقوات المسلحة الأفغانية، التي دربتها ومولتها الحكومة الأمريكية، قائلًا له: “من الواضح أن لديك أفضل جيش، لديك 300 ألف جندي مسلحين جيداً، مقابل 70 أو80 ألفاً، وهم بالطبع قادرون على القتال جيدا”.

وأوضحت الوكالة أن بايدن ركز على ما وصفه بأنه “نظرة” الحكومة الأفغانية للمشكلة، وقال: “أحتاج إلى أن أقول لك وجهة النظر والمفهوم السائد حول العالم وفي أجزاء من أفغانستان، أعتقد أن الأمور لا تسير بشكل جيد فيما يتعلق بالقتال ضد طالبان.. وهناك حاجة، إذا كان ذلك صحيحاً أو لا، لرسم صورة مختلفة”.

ووعد بايدن غني بأنهم سيواصلون: “الكفاح بقوة، دبلوماسياً، وسياسياً، واقتصادياً، للتأكد من أن حكومتكم لن تبقى فقط، لكنها ستستمر وتنمو”.

واتضح من خلال المكالمة أن الرئيس الأمريكي لم يكن يتوقع حدوث التمرد الكبير والانهيار بعد 23 يوما.

ولم يعقب البيت الأبيض على فحوى هذا الاتصال الهاتفي واكتفى ببيان ركز على التزام بايدن بدعم قوات الأمن الأفغانية، وسعي إدارته للحصول على مخصصات مالية لأفغانستان من الكونغرس.

أما غني فقال: إن السلام يمكن أن يتحقق في البلاد   إن استطاع “إعادة التوازن للحل العسكري، فنحن نواجه غزوا على نطاق واسع، يتألف من طالبان، وتخطيط باكستاني كامل، ودعم لوجيستي، إضافة إلى ما لا يقل عن 10 إلى 15 ألف إرهابي دولي معظمهم من الباكستانيين جرى الدفع بهم في هذا الأمر”، وفق قوله.

وأوضحت رويترز أنه بينما الرئيسان يتحدثان، سيطر مقاتلو طالبان على نحو نصف مراكز الأقاليم في أفغانستان، ما يشير إلى تدهور الوضع الأمني بسرعة.

تعاون مع تركيا وقطر

من جانب آخر قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين بساكي، إنهم يعملون مع تركيا وقطر لإبقاء مطار “حامد كرزاي” الدولي بالعاصمة الأفغانية، كابل، مفتوحا.

وأضافت بساكي أنه “ينبغي على الجميع أن يكونوا متأكدين من أن واشنطن ستبذل قصارى جهدها لإجلاء مواطنيها المتبقين في أفغانستان، مشددة على أهمية أن يكون مطار “حامد كرزاي” مفتوحا، وأن بقائها كذلك يصب لصالح الجميع.

وأوضحت: “الجزء الأكثر تحديدًا الذي نعمل به مع القطريين والأتراك الذين هم شركاء مهمون هنا، هو إعادة تشغيل الجانب المدني من مطار”، متابعة أنه أصبح ممكنا ليس فقط إجلاء الناس إنما تقديم المساعدات الإنسانية من خلال برامج مثل برنامج الغذاء العالمي”.

ومنذ مايو/ أيار، شرعت حركة “طالبان” بتوسيع سيطرتها في أفغانستان، مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأمريكية، ومنتصف أغسطس/آب المنصرم سيطرت الحركة خلال 10 أيام، على معظم البلاد.

والثلاثاء، فرضت “طالبان” سيطرتها على مطار “حامد كرزاي”، عقب انسحاب آخر الجنود الأمريكيين منه مع حلول أمس الثلاثاء 31 أغسطس، وهي المهلة الممنوحة لواشنطن للخروج الكامل من أفغانستان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.