سر التقارب العربي مع تركيا في هذا التوقيت.. هذه أبرز الأسباب

في الآونة الأخيرة طرأت تغييرات كبيرة في السياسات الخارجية لبعض الدول العربية تجاه تركيا على رأسها السعودية ومصر والإمارات والبحرين، فشهدت تقاربا ثنائيا كبيرا بينهم، في الوقت الذي أشار فيه محللون أن هذا التقارب بدأته تركيا تجاه تلك الدول.

وقال بعض المحللين والمتابعين إن هذا التقارب له أسباب عدة، من ضمنها أن المصلحة المشتركة بين هذه الدول تستدعي حدوث هذا التقارب، موضحين أن أول الأسباب هو تغيير الإدارة في البيت الأبيض.

وأشاروا إلى ان صعود بايدن للحكم أدى إلى انتهاء حقبة التعامل مع الملفات والأطراف الإقليمية على طريقة ترامب، فأثارت قلق عدد من القوى الإقليمية، وفي مقدمتها تركيا والدول العربية، في حين أن الأزمات الذي ضربت المنطقة واستنزفت قواها دون نتيجة ساهمت في خفض مستوى الاستقطاب ومهد الطريق لإمكانية الحوار.

اقرأ أيضا/ على غرار السعودية والإمارات.. العلاقة بين تركيا والبحرين آخذة في التحسُّن

من جانبه أوضح الباحث السياسي عماد الجبوري أن التقارب جاء من تركيا أولا، مشيرا إلى أن “أنقرة هي التي تغيرت، خاصة عبر تحجيم قيادات إخوانية موجودة على أرضها وتحجيم أنشطتهم أيضا وغلق أكثر من موقع لهم”.

وأكمل: “مقابل هذا التغير التركي، بالتأكيد سيكون هناك رد فعل إيجابي تجاهه من بعض الدول العربية ومنها السعودية والإمارات اللتان صنفتا جماعة الإخوان المسلمين تنظيما إرهابيا”.

ولفت إلى أن مصالح الدول وشعوبها تسبق أي التزام تجاه أي تنظيم دولي، خاصة إذا كان هذا الالتزام تجاه أي تنظيم يؤثر عليها سلبا”.

أما الباحث بالشأن التركي والعلاقات الدولية طه عودة أوغلو،فأوضح  أنه “على الرغم من أن المبادرة بالتقارب كانت تركية، إلا أن هذه الدول أيضا بحاجة ماسة له، خاصة في ظل البيئة المتغيرة في الإقليم حاليا خصوصا بعد وصول إدارة بايدن وما حصل في أفغانستان مؤخرا”.

ما الفائدة التي ستجنيها تركيا والدول العربية من هذا التقارب؟

الخبراء والمحللون أجمعوا على أن الفائدة الاقتصادية هي أحد أهم ما تبتغيه هذه الدول من التقارب فيما بينها،كما أن تركيا معنية هذه الأيام بتسوية الخلافات مع الإمارات ومع دول عربية أخرى لعدة أسباب داخليا وخارجيا.

فداخليا ستقطع الحكومة الطريق أمام المعارضة التي تريد استخدام  أوراق توتر علاقاتها مع الدول العربية في الانتخابات القادمة لتأليب الشارع التركي ضدها، وأما خارجيا فإن التقارب مهم لتركيا خاصة في قضية شرق المتوسط وترسيم الحدود وكذلك الملف الليبي”.

اقرأ ايضا/ عقب المحادثات الاستكشافية.. متى يكتمل تطبيع العلاقات بين مصر وتركيا؟

أما فيما يخص مصر فستكون الاستفادة سياسية وسياحية واقتصادية عبر زيادة التبادل التجاري، حيث إنه كان بين الدولتين تبادل تجاري كبير، وكانت البضائع تسير بالاتجاهين والعلاقات بينهما تاريخية وهناك أمور كثيرة مشتركة بينهما”.

وفيما يخص السعودية وتركيا فذكر المحللون أن التبادل التجاري والاقتصادي والاستثمارات داخل تركيا يؤدي إلى نوع من زيادة النهضة الاقتصادية في الدولتين،وبالتالي تكون المنفعة متبادلة، وليس فقط قضية دفع لجهة “واشنطن” التي لم تعد مهتمة بمنطقة الشرق الأوسط ككل والخليج تحديدا”.

ولفتوا كذلك أن “الفائدة الأهم أن تركيا يمكنها لعب دور مواز ورادع لأي أطماع إيرانية، وأما الفائدة الثانية أنه ستعم نهضة اقتصادية على الجميع مقابل بعض التنازلات التي ستقدمها تركيا في ما يتعلق بالتنظيمات الإسلامية الموجودة هناك والتي قد تسبب أرقا وإزعاجا لبعض الدول العربية”.

ومنذ إعلان المصالحة الخليجية التي أنهت الخلاف داخل البيت الخليجي، في يناير 2021، أكد الرئيس التركي مراراً ضرورة عودة العلاقات التركية الخليجية التي وصفها بـ”الاستراتيجية”، حيث جرى العديد من المباحثات بين أنقرة وكل من القاهرة والرياض وأبوظبي؛ سعياً لتحسين العلاقات بين مختلف الأطراف.

اقرأ أيضا/ الإمارات وتركيا .. من القطيعة إلى لقاءات واستثمارات كبيرة

فقد استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان الأسبوع الماضي.

وأفاد بيان صادر عن دائرة الاتصال بالرئاسة التركية بأنهما بحثا العلاقات بين البلدين وقضايا إقليمية، وأشار البيان إلى أن أردوغان وآل نهيان تناولا خلال اللقاء استثمارات الإمارات في تركيا.

وذكر البيان أن الزيارة جاءت في سياق محاولات البلدين لترميم العلاقات التي تضررت بشدة جراء الأزمة الخليجية، وخلافات حول ملفات سياسية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.