العوامل التي أدت لهزيمة الإسلاميين المدوية في المغرب .. لماذا تخلى عنهم الناخبون؟

ذكرت وسائل إعلام في المغرب أن قيادة حزب العدالة والتنمية الذي مني بهزيمة مدوية في الانتخابات، قدمت استقالتها من الحزب، بعد ساعات فقط من إعلان الداخلية النتائج الأولية للانتخابات.

وأمس أعلن وزير الداخلية المغربي النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية التي جعلت حزب العدالة والتنمية -الذي قاد الائتلاف الحاكم السنوات العشر الأخيرة- في حوزته 13 مقعداً فقط من مقاعد البرلمان البالغة 395 مقعدًا.

وتعقيبا على ذلك، وصفت الأمانة العامة للحزب نتائج هذه الانتخابات بأنها “غير مفهومة وغير منطقية ولا تعكس حقيقة الخريطة السياسية ببلادنا ولا موقع الحزب ومكانته في المشهد السياسي وحصيلته في تدبير الشأن العام المحلي والحكومي، وكذلك والتجاوب الواسع للمواطنين مع الحزب خلال الحملة الانتخابية”.

اقرأ أيضا/ انتخابات المغرب .. هزيمة قاسية لـ”العدالة والتنمية” ونصف المغربيين لم ينتخبوا

وأوضحت الأمانة في بيان لها تلاه سليمان العمراني نائب الأمين العام المستقيل أنها تتحمل المسؤولية السياسية كاملة، داعية لعقد دورة استثائية للمجلس الوطني السبت 18 سبتمبر/أيلول الجاري، من أجل تقييم شامل للاستحقاقات الانتخابية واتخاذ القرارات المناسبة.

وطالب العمراني بالتعجيل بعقد مؤتمر وطني استثنائي للحزب في أقرب وقت ممكن، في الوقت الذي اعتبره قيادات في الحزب، ومراقبون، بمثابة هزيمة مدوية مثلت سيناريو هو الأسوأ من أكثر السيناريوهات التي توقعت هزيمته.

ولكن ما الذي أدى إلى تراجع الحزب الذي قاد البلاد عشر سنوات إلى هذا السقوط المدوي؟

وعقب النتائج توالت الانتقادات من قيادات بارزة في الحزب لأداء قيادته التي اتهموها بأنها أوصلت الحزب لهذه النتائج النتي وصفوها بسلسلة لا تتوقف من الأوصاف القاسية.

ومن أبزر الانتقادات كانت للقيادية في الحزب أمينة ماء العينين في تدوينة على صفحتها في موقع فيسبوك “الحقيقة أن حزبنا كان طوال الفترة السابقة حزبا كبيرا بقيادة صغيرة”.

وطالبت القيادة بالاعتراف بالأخطاء والتحلي بفضيلة النقد، “لأن من أسباب الهزيمة صم الآذان عن صوت النقد الصادق، وفسح المجال واسعا أمام أصوات التهليل والتصفيق لشعار جبان سياسيا وأخلاقيا عنوانه الصمت والإنجاز”.

جاء ذلك في تدوينة لماء العينين على وسائل التواصل الاجتماعي، وقالت أيضا: “لقد شعر الناس بتخلي الحزب عن المعارك الحقيقية، وتخليه عن السياسة مع قيادة منسحبة وصامتة ومترددة في أغلب القضايا الجوهرية، فتخلوا عنه”.

لماذا تخلى الناخبون في المغرب عن الإسلاميين

من جانبه قال مدير معهد تحليل السياسات محمد مصباح أن السبب الرئيسي لسقوط حزب العدالة والتنمية مرتبط به ذاتيا وتأتي الأسباب السياسية في مرتبة أقل.

واضاف مصباح في تصريحات له أن أبرز الأسباب هي سلسلة القرارات والتراجعات التي قامت بها القيادة الحالية للحزب منذ الانتخابات الأخيرة ومن ضمنها التراجع في قضية التطبيع مع إسرائيل.

وكذلك تقنين القنب الهندي، والتعامل مع اللغة العربية، والضعف على المستوى التواصلي، محمّلا القيادة الحالية تتحمل المسؤولية عن كل ذلك.

وأوضح أن الذي قسم ظهر الحزب في الانتخابات هي القوانين الجديدة التي طالما انتقدها الحزب واعتبر أنها جاءت لإضعاف حظوظ فوزه بالانتخابات، وخصوصا القاسم الانتخابي وتخفيض العتبة.

 

وتابع: “الآن يظهر أن العقاب كان على الأداء الحكومي وأداء القيادة الحالية للحزب” بعد أن فقد حزب العدالة والتنمية 112 مقعدا بانتخابات 2021، مقارنة بما حصل عليه عام 2016.

واعتبر مراقبون بأن هذه الخسارة هي فقدان أصوات قاعدة الحزب وجزء من أعضائه والطبقة الوسطى الحضارية، وهو ما وصف بالعقاب الانتخابي.

وفسر مصباح عقاب الجمهور للعدالة والتنمية بأنه خيب آمال ناخيبه، إضافة إلى ان سقف توقعات المواطنين كان أكبر من العدالة والتنمية.

أما المفكر والمحلل السياسي محمد جبرون فلا يرى أن العقاب الانتخابي لحزب العدالة والتنمية جاء بسبب الأداء الحكومي، مرجعا السبب إلى تعبئة سياسية مضادة “قاسية” استهدفت حزب العدالة والتنمية على وجه التحديد.

وقال جبرون:  “لا يمكن أن نفسر النتائج التي حصل عليها حزب العدالة والتنمية بسبب تجربته في الحكم خلال 10 سنوات، معتبرا أن الأمر فيه تسرع ومغالطة.

وأضاف أن المشاكل الداخلية للحزب أدت إلى إضعافه وتراجعه، إضافة إلى إلصاق الآلة الإعلامية لكل القرارات الاجتماعية الصعبة بالعدالة والتنمية رغم كونها اتخذت بائتلاف حكومي واسع.

وأضاف “إذا كان التصويت عقابيا على خلفية أداء الحكومة، فلماذا لم يعاقب كل مكونات الائتلاف، فقد فاز مكون رئيس فيه وهو حزب الأحرار المتصدر للانتخابات “.

المصدر: تركيا الان+ وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.