العدالة والتنمية حجر الأساس .. 7 عوامل جعلت من تركيا قوة ناعمة يُحتذى بها

منذ أن فاز حزب العدالة والتنمية بقيادة تركيا عام 2002 تحوّلت تركيا نحو بناء القوة الناعمة واستخدام الدبلوماسية وهذا كان أهم التحديات التي واجهتها تركيا في بداية الألفية الثالثة، وذلك لأهميتها في جعلها محورًا رئيسيا في محيطها الإقليمي وزيادة تأثيرها عالميا.

ولبناء القوة الناعمة  يجب توظيف التاريخ والثقافة والإعلام وكثير من الأنشطة في مجالات مختلفة، مثل الرياضة والفنون والإغاثة الإنسانية والتبادل العلمي والطلابي وتبادل المعرفة والمشاركة في المؤتمرات وبناء الصورة الذهنية.

وفي المحصلة فقد نجحت تركيا في تكوين وبناء قوة ناعمة، وفق محللين ومتابعين اعتمدوا على دراسة النموذج التركي التي أعدها الباحثان التركيان محرم أكشل ومحمت سيف الدين أيرول.

وفي هذا السياق، يقول أستاذ السياسة في جامعة القاهرة سليمان صالح في مقال له: إنه يمكن قياس نجاح تركيا في هذا الأمر من خلال  7 عوامل:

اقرأ أيضا/ هل حجّم حزب العدالة والتنمية “العلمانية” في تركيا .. وما علاقة علي أرباش؟

 

العامل الأول: الرؤية الجديدة لتركيا في عهد العدالة والتنمية:

أدرك قادة الحزب أهمية القوة الناعمة والدبلوماسية العامة؛ فانطلقوا من جذورهم وثقافتهم الإسلامية لبناء رؤية تقوم على أن تركيا يمكن أن تقوم بدور قيادي في العالم الإسلامي، وأسهمت هذه الصورة الجديدة لتركيا في زيادة قوتها الناعمة في العالم الإسلامي.

كما عملت حكومة حزب العدالة والتنمية على تحقيق هذا الهدف الإستراتيجي، ونجحت في زيادة تعاطف المجتمعات الإسلامية مع تركيا، ما جعل الشعوب الإسلامية تطلع إلى نموذج حزب العدالة والتنمية.

العامل الثاني: المحيط الإقليمي للدولة:

نظر قادة حزب العدالة والتنمية لهذه المنطقة باعتبارها المحيط الإقليمي، وهذه المنطقة تشهد تحولا تاريخيا. ولا يمكن أن تظل تركيا بعيدة عن التطورات التي تشهدها المنطقة.

كما عملت تركيا على تطوير علاقاتها بشعوب المنطقة باستخدام الدبلوماسية العامة، معتمدة على الوعي بالهوية والروابط الثقافية والإسلامية .

العامل الثالث: جعل تركيا الدولة النموذج:

نجت تركيا من خلال سياستها في العقدين الأخيرين في بناء صورة لها في أذهان الشعوب الإسلامية باعتبارها “الدولة النموذج”.

وتشكلت أهم سمات الصورة الجديدة من أنها دولة مسلمة وديمقراطية ومتقدمة اقتصاديا،  باعتبارها الدولة النموذج التي يمكن أن تشكل تجربتها إلهاما للشعوب في تحقيق التقدم والديمقراطية.

اقرأ أيضا/ 20 عامًا على إنشاء حزب العدالة والتنمية.. ماذا لو غاب أردوغان عن المشهد؟

العامل الرابع: استخدام الدبلوماسية العامة:

 

استطاعت تركيا بوصفها نموذجا لاستخدام الدبلوماسية العامة بناء العلاقات مع الشعوب؛ إذ بنت سياستها الخارجية على مفاهيم جديدة من أهمها أنها دولة مركزية وقائدة في منطقة الشرق الأوسط.

هذه السياسيات زادت من تأثير تركيا على المستوى العالمي، وفي النظام الدولي الذي أصبحت تحتل فيه مكانة مهمة باعتبارها دولة مركزية بحكم موقعها الجغرافي، ومكانتها الثقافية والتاريخية.

ومن خلال بناء القوة الناعمة أجبرت تركيا دول العالم للتعامل مع أهمية الدور الإقليمي الذي تقوم به، فالعلاقة معها تفتح إمكانيات لبناء علاقات مع دول أخرى في المنطقة.

العامل الخامس: سياسة متعددة الأبعاد في التعامل مع الخارج.
تركيا تمكنت من أن تصبح فاعلا دوليا تفتح العلاقة معها المجالات لتطوير العلاقات مع دول أخرى، وهذا ما أدركه كثير من دول العالم، ما جعلها قادرة  على استضافة مؤتمرات دولية، وزيادة قدرتها على أن يكون صوتها مسموعا في منصات صنع السياسة العالمية.

وعليه فقد تمكن حزب العدالة والتنمية من زيادة المكانة العالمية لتركيا، وتطوير دورها في السياسة الدولية، وأسهم ذلك في زيادة علاقاتها التجارية مع دول العالم.

في حين كلما زادت مكانة الدولة وقوتها الناعمة في محيطها الإقليمي، أدى ذلك إلى زيادة قوتها العالمية، وتحولها إلى فاعل في السياسات الدولية.

العامل السادس: الجمع بين الإسلام والديمقراطية:

نجح حزب العدالة والتنمية أيضا في تحقيق الانسجام بين الإسلام والديمقراطية، وتقديم تجربة للعالم الإسلامي يمكن أن تصبح نموذجا صالحا للتطبيق في الدول الإسلامية.

كما أن الحزب قدم نفسه للعالم باعتباره نموذجا لحزب له هوية إسلامية استطاع أن يبني تجربة ديمقراطية، ويحقق التقدم الاقتصادي لها، ما أدى ذلك إلى بناء صورة إيجابية لتركيا في العالم الإسلامي، وفي كثير من دول العالم.

اقرأ أيضا/ أردوغان: واثقون من فوز حزب العدالة والتنمية في انتخابات 2023

العامل السابع:  كسب القلوب والعقول:

تمكنت تركيا في عهد حزب العدالة والتنمية من كسب العقول والقلوب في العالم الإسلامي، وهذا يعني زيادة القوة الناعمة التركية باستخدام الدبلوماسية العامة.

ولذلك، أنشأت الحكومة التركية مكتبا للدبلوماسية العامة يتبع رئاسة الجمهورية، كما أنشأت عددا من المؤسسات تتبع وزارة الخارجية، وأسهمت هذه المؤسسات في التخطيط الإستراتيجي لسياسات تركيا والقيام بالأنشطة التي تستهدف بناء القوة الناعمة لتركيا.

كما أسهمت وزارة الثقافة والمؤسسات التعليمية في القيام بأنشطة اتصالية وإعلامية بهدف التأثير على الرأي العام على المستوى العالمي، ورواية قصة تركيا الجديدة لشعوب العالم، وتعريفها بالثقافة والفنون واللغة التركية.

المصدر: تركيا الان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.