بعد لقاء بوتين أردوغان.. هل تغير تركيا استراتجيتها العسكرية في إدلب؟

عقب لقاء القمة بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين أواخر الشهر الماضي، توقع الكثير من المحللين أن تغير تركيا الإسترايجية العسكرية في إدلب وخاصة التي تتعلق بالنقاط العسكرية للجيش|، في ظل القصف المتواصل من النظام السوري وداعميه.

وفي هذا السياق خرجت وزارة الدفاع التركية في مؤتمر صحفي كشفت فيه رؤيتها المتعلقة بالنقاط العسكرية في إدلب السورية، أكدت فيه التزامها بكل الالتزامات والتفاهمات التي وقعتها فيما يخص الوجود العسكري هناك.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقدته الرائد في مستشارية الإعلام والعلاقات العامة بوزارة الدفاع التركية بينار قره في العاصمة التركية أنقرة.

وأوضحت قره في بيانها أن وجود الجيش التركي في إدلب جاء عقب تفاهمات مع الأطراف المعنية بهدف ضمان الأمن والاستقرار وإدامة وقف إطلاق النار في إدلب، مشيرة إلى أن الوزارة لا تنوي إجراء أي تغيير بشأن نقاط المراقبة التركية وأنشطتها في إدلب.

جاءت تلك التصريحات بعد ورود أنباء ميدانسة بوجود أعمال عسكرية ميدانية يجريها الجيش التركي في إدلب.

اقرأ أيضا/ تحسبا لأي تصعيد محتمل.. تركيا تعزز نقاطها العسكرية في إدلب للمرة الثانية خلال أسبوع

ذكرت تقارير إعلامية إن الجيش التركي أرسل رتلا عسكريا ضخما إلى إدلب تحسبا لأي تصعيد محتمل، في الوقت الذي تصعد فيه روسيا قواتها عملياتها في المنطقة نفسها.

وقالت التقارير نقلا عن مصدر أمني إن رتلا عسكريا وصل إلى منطقة خفض التصعيد الرابعة في إدلب شمالي سوريا.

وأوضحت أن هذا التعزيز الذي وصل إلى منطقة جبل الزاوية هو الثاني من نوعه خلال الأسبوع الجاري، لافتة إلى أنه يأتي ضمن التعزيزات المستمرة التي يرسلها الجيش التركي إلى إدلب لدعم النقاط العسكرية.

وبينت التقارير أن الرتل دخل من معبر كفرلوسين العسكري، وضم عدداً كبيراً من المدافع الميدانية الثقيلة، بالتزامن مع تصعيد عسكري روسي على المنطقة.

وأوضحت أنه قبل يومين فقط دخل رتل عسكري تركي من المعبر ذاته، ضم مدافع ثقيلة وآليات ومصفحات عسكرية، وتوجه إلى منطقة جبل الزاوية جنوبي إدلب.

وأشارت التقارير إلى أن النقاط العسكرية التي أنشأتها القوات التركية في إدلب شمالي سوريا وصل عددها إلى  77 نقطة وقاعدة عسكرية.

اقرأ أيضا/ ارتفاع عدد الشهداء الأتراك في هجوم إدلب

وشددت على ان تركيا تعمل من خلال هذه التعزيزات العسكرية في إدلب على صد أي خروقات يرتكبها النظام السوري وداعميه، من خلال الرد على مصادر النيران التي تطال المدنيين في المدن والبلدات شمالي سوريا.

يأتي ذلك بعد  استشهاد 3 جنود أتراك على الطريق الدولي ام 4 في إدلب ما أثار الأسئلة حول من يقف خلف الهجوم الذي استهدف القوات التركية.

وذكرت صحيفة حرييت نقلا عن الكاتب السياسي سادات إرحين أن ضربات مكثفة مشتركة بين روسيا والنظام السوري استهدفت إدلب خلال العام الماضي، خاصة بعد الهدوء الذي ساد في المدينة عقب الاتفاق الروسي التركي في مارس 2020.

واتفق الرئيسان أردوغان وبوتين آنذاك عقب استشهاد 34 جنديا تركيا في ضربة جوية مشتركة للطائرات الحربية الروسية والسورية في 28 شباط/ أبريل 2020.

وخلال العام ونصف الماضي وقع هجومان في إدلب أدى لمقتل جنود أتراك، الأول قتل فيه جنديان في هجوم على الطريق السريع “أم4” في 19 أذار/ مارس 2020، والثاني وقغ في 10 أيار/ مايو من العام الماضي، حيث قتل جندي تركي في هجوم على قافلة للقوات.

ونقلت الصحيفة: تساءل الكاتب عن الجهة التي تقف خلف الهجوم الذي أدى لمقتل جنديين وإصابة ثلاثة آخرين شمال الطريق الدولي “أم4″، السبت الماضي، خاصة أن ما يسمى “سرية أنصار أبي بكر الصديق” قد أعلنت مسؤوليتها”.

وقال إرحين : إعلان تلك المجموعة مسؤوليتها عن الهجوم لا يعني بالضرورة أنها من نفذت العملية، كما أن هوية منفذي الهجوم لم تتضح بعد بالنسبة لأنقرة، مشيرا الى ان  الهجوم جاء بعد يومين فقط، من اتهام وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، تركيا بأنها لا تنفذ الاتفاقيات بشأن الجماعات الإرهابية في إدلب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.