تركيا تتعاون مع الجزائر في مجال الطاقة .. هل تحل مشكلة الغاز الإيراني؟

ذكرت وزارة الطاقة الجزائرية إنها بحثت مع تركيا فرص التعاون الثنائي والاستثمار في مجال الطاقة والمناجم، إضافة لإمدادات الغاز المسال وشراكات مستقبلية لاستكشاف النفط، في الوقت الذي شهد فيه انقطاع في إمدادات الغاز الإيراني.

وقالت الوزارة إن الوزير محمد عرقاب،استقبل سفيرة أنقرة لدى بلاده، ماهينور أوزدمير غوكتاش بحضور الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك الحكومي.

وأوضحت أن الطرفين ناقشا العلاقات الثنائية في مجال الطاقة والمناجم، وفرص الاستثمار الناتجة عن أعمال الدورة الـ 11 للجنة الحكومية المشتركة الجزائرية التركية، المنعقدة في الجزائر العاصمة يومي 9 و10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021.

وعقدت الدورة الـ 11 للجنة المشتركة الجزائرية التركية في نوفمبر 2021 بحضور وزيري الطاقة للبلدين محمد عرقاب وفاتح دونمز، وتوجت بالتوقيع على عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم في قطاعات عدة.

ولفت البيان إلى أن اللقاء شهد استعراض المشاريع الجارية مع مجمع سوناطراك، في إشارة لمشروع البتروكمياويات بولاية أضنة جنوبي تركيا، بالشراكة مع شركة “رينيسانس هولدينغ” القابضة.

وتبلغ التكلفة المالية للمشروع 1.4 مليار دولار، بحصة 66 بالمئة لـ”رينيسانس هولدينغ” و34 بالمئة لـ”سوناطراك”، وسينتج مادة البيلوبروبيلان البلاستيكية، التي تدخل في عدة صناعات على غرار السيارات والنسيج.

كما تطرق الوزير والسفيرة للعلاقات التجارية بين البلدين في مجال الغاز الطبيعي المسال، وغاز البترول المسال وفرص الاستثمار والشراكات المستقبلية في المنبع (نشاط البحث والاستكشاف والتنقيب والإنتاج عن المحروقات).

ومنذ عقود ترتبط سوناطراك الجزائرية باتفاقيات لإمداد تركيا بالغاز الطبيعي المسال عبر شريكها “بوتاش”.

اقرا أيضا/ تركيا والجزائر تكتبان تاريخا مشتركا في الاستثمارات والشراكة

وفي وقت سابق ذكرت مصادر إعلامية أن تركيا قد تلجا إلى أن مقاضاة إيران فيما يخص وقف توريد الغاز، وذلك لأن طهران لم تلبِّ شروط الاتفاق معها.

وأوضحت المصادر أن السلطات الإيرانية أوقفت تدفق الغاز إلى ما يصل إلى عشرة أيام، ما دفع شركة “توساش”، المشغلة لخطوط الأنابيب الحكومية، إلى إصدار أوامر لمحطات الطاقة التي تعمل بالغاز بخفض الاستهلاك.

كم أن “توساش” أرسلت وفدا من طواقمها لإجراء مباحثات مع الإيرانيين بسبب وقف إمدادات الغاز الطبيعي من إيران لمدة عشرة أيام.

وكشفت المصادر أن تركيا لات لديها اعتقاد بأن إيران قطعت الغاز عن تركيا لتلبية الطلبات الداخلية، وليس كما تزعم أنه بسبب “عطل فني”، وعليه فإن تركيا قد تضطر إلى اللجوء إلى التحكيم الدولي.

ولفتت إلى أن جزءا من الوفد الذي ذهب إلى المنطقة من الجانب الإيراني، عاد إلى تركيا فيما يجري جزء منه مفاوضات في إيران بهدف التوصل إلى حل واستئناف ضخ الغاز الطبيعي.

وأشارت إلى الوفد وجد أنه لا يوجد أي عطل فني، وأن إيران تستخدم الغاز لتلبية الطلب المحلي المتزايد.

وكان وزير الطاقة والموارد الطبيعية فاتح دونماز، قد قال إن إيران فشلت في تلبية الشروط المنصوص عليها في عقد توريد الغاز الطبيعي، مشيرا إلى أن تركيا عرضت على إيران إجراء حلول مؤقتة وتأجيل عملية إصلاح الأعطال حتى انتهاء ظروف الطقس القاسية، لكن الإيرانيين رفضوا ذلك.

اقرأ أيضا/ ذعر يسود القطاع الصناعي في تركيا.. والسبب الغاز !

وبينت أنه وفقا للمعلومات التي تم الحصول عليها، فإن إيران مطالبة بإرسال 28 مليون متر مكعب من الغـاز الطبيعي يوميا إلى تركيا وفقا للعقود، في حين أنها ترسل حاليا 1-2 مليون متر مكعب فقط من الغـاز الطبيعي يوميا.

وتابعت بأن إيران تواصل توفير الغاز ولكن بكميات صغيرة، بهدف التأكيد على أنها تمتثل للالتزامات المتفق عليها.

وذكر وزير الطاقة التركي أن “حوادث من هذا النوع حدثت في الماضي حيث نتزود مع أوروبا بالغاز من نفس المصادر (يقصد روسيا)، وقد نجم عنها زيادات كبيرة في الأسعار بسبب نقص العرض، ومن أجل عدم ترك المواطنين في الظلام والبرد، فقد قمنا بتجديد كافة العقود، وسددنا ما ينقصنا من خلال تأمينه من الأسواق”.

وزير الصناعة والتكنولجيا مصطفى ورانك، قال إن قطع مورد كبير مثل إيران الغـاز الطبيعي بشكل مفاجئ يجلب لنا المشاكل، وسنحاول تجاوز ذلك، ونعلم أنه سيكون هناك خسائر في عملية الإنتاج.

وكشفت تقارير صحفية, عن سبب توقف صادرات الغـاز الإيراني إلى تركيا الخميس الماضي.

وكانت صادرات الغاز الإيراني لتركيا, قد تم قطعها بشكل مفاجئ, دون الكشف عن الأسباب في البداية.

اقرأ أيضا/ ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي في تركيا

وبحسب تقارير صحفية صادرة عن وكالة الأنباء الإيرانية “إيرنا”, فإن عطل فني قد حدث مدة 24 ساعة وتحديدا الخميس الماضي, أثّر على صادرات الغاز إلى تركيا.

وأوضحت وزارة النفط الإيرانية,  أن تسرب الغـاز في محطة على الجانب التركي, أدى لتوقف في الصادرات بشكل غير متوقع.

وبيّنت الوزارة أن العطل الفني حدث بشكل مفاجئ, ما فرض حالة من الطوارئ, لإصلاح الخلل.

وكان مسؤولون في تركيا قد أكدوا مسبقا أن إيران أوقفت تدفقات الغـاز مدة 10 أيام تقريبا, بسبب عطل فني.

ودفع هذا الخلل السلطات التركية, لإصدار أوامر لمحطات الطاقة التي تعمل بالغاز بخفض الاستهلاك بنسبة 40%.

وأوضحت الوكالة, أن محطة دعم الضغط كانت بحاجة لإجراء تعديلات, ما فرض على وزارة النفط الإيرانية العمل على إصلاح الخلل في الإمدادات, بعد هبوط كبير في الضغط.

ومن المعروف أن تركيا تستورد الغـاز من عدة دول, أبرزها إيران, وروسيا, وكذلك أذربيجان.

وبحسب الأرقام, فإن إيران قدّمت حوالي 16% من احتياجات الجمهورية التركية من الغـاز الطبيعي خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الماضي 2021.

المصدر: تركيا الان

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.