تحركات أنقرة في شرق المتوسط ترفع درجة التوتر.. واليونان ترد بزيادة الوجود العسكري

تركيا ـ أنقرة

في خطوة أثارت قلقًا متزايدًا في اليونان، أرسلت تركيا رسالة سياسية وعسكرية واضحة إلى أثينا من خلال تحركات بحرية مكثفة في البحر الأبيض المتوسط، خاصة قبالة سواحل جزيرة كريت. فقد رافقت السفينة التركية “أوروتش رئيس” وحدات بحرية عسكرية تركية، في وقت دفعت فيه اليونان بسفن حربية إلى المنطقة بذريعة مواجهة “الهجرة غير النظامية”.

وأكدت مصادر دبلوماسية تركية أن “مناطق البحث والإنقاذ ليست مناطق سيادة، بل مناطق خدمات، وسيتم إفشال هذه اللعبة اليونانية”، مشددة على أن تركيا لن تسمح بفرض أمر واقع جديد في المنطقة.

سفينة “أوروتش رئيس” تعود إلى الواجهة

بحسب الصحافة اليونانية، فإن وجود سفينة الأبحاث التركية “أوروتش رئيس” قبالة سواحل كارباثوس (كيربي) “ليس صدفة”، وقد بقيت هناك لساعات، وسط تقديرات بأنها تستعد لتنفيذ مهام بحثية جديدة ضمن نطاق مشروع تركي موسّع في المنطقة.

ورافقت السفينة وحدات دعم تابعة للبحرية التركية، بينها “زاغانوس باشا”، و”سانجار”، إضافة إلى الفرقاطات “غيرسون”، “جوكسو”، و”الملازم الأول عارف إكميكجي”.

وسائل إعلام يونانية زعمت أن السفينة عبرت دون تصريح “نافتكس”، معتبرة أن هذه الخطوة “تحمل رسائل استراتيجية”.

تنسيق تركي ليبي… والبرلمان الليبي يتحرّك

يتزامن النشاط التركي المكثف في بحر إيجة مع تقارب متسارع بين أنقرة وطرابلس، إذ يستعد مجلس النواب الليبي للتصديق على اتفاقية ترسيم مناطق الصلاحية البحرية، الموقعة مع تركيا عام 2019.

اقرأ أيضا

كرز قونية يُخيّب الآمال ويربك السوق التركي!

وفي هذا السياق، اعتبرت مصادر دبلوماسية تركية أن الاتفاقية “ضمانة لحماية الحقوق المشروعة لتركيا”، مؤكدة أن أنقرة “لن تقبل أي تحركات تفرض أمرًا واقعًا في شرق المتوسط”.

البحرية اليونانية في حالة تأهب

من جهتها، بدأت فرقاطتان يونانيتان على الأقل دوريات مكثفة قبالة جزيرة كريت، في رد مباشر على التحركات التركية، بحسب ما أوردته صحيفة “كاثيميريني”. وتزعم أثينا أن الهدف من هذه الدوريات هو منع “الهجرة غير النظامية القادمة من ليبيا”، في الوقت الذي تواصل فيه الحكومة اليونانية تقديم شكاوى إلى الاتحاد الأوروبي بشأن الاتفاق البحري بين أنقرة وطرابلس.

تركيا: “لا تراجع عن الحقوق”

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، أونجو كيتشيلي، إن “تركيا ستدافع بحزم عن حقوقها ومصالحها المشروعة في شرق المتوسط ضمن إطار القانون الدولي”، مضيفًا أن الوجود التركي المتزايد يهدف إلى “ضمان السلام والتوازن الإقليمي”.

وفي ردها على محاولة اليونان تحويل مناطق البحث والإنقاذ إلى مناطق سيادة، أوضحت مصادر دبلوماسية تركية أن “اتفاقية هامبورغ” تُعرّف هذه المناطق كمناطق خدمات فقط، ويجب التعامل معها وفقًا للتعاون الدولي لا السيادة الإقليمية.

تعاون طاقوي جديد بين أنقرة وطرابلس

وفي تطور موازٍ، وقعت شركة البترول التركية (TPAO) اتفاقًا جديدًا مع المؤسسة الوطنية للنفط الليبية (NOC) في إسطنبول، يشمل إجراء أبحاث جيولوجية وجيوفيزيائية في أربع مناطق بحرية.
ويهدف المشروع إلى إجراء مسح زلزالي ثنائي الأبعاد بمساحة 10 آلاف كيلومتر خلال تسعة أشهر، في خطوة تعزز التعاون الطاقوي بين الجانبين، وتمنح تركيا امتيازًا استراتيجيًا إضافيًا في شرق المتوسط.

المصدر: تركيا الآن

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.