في إثيوبيا.. يعشقون أكل اللحم النيئ !

قد يتفاجأ من يزور إثيوبيا حين تقدّم له وجبة اللحم النيئ، غير أن استغرابه سرعان ما سيتلاشى حين يدرك أن تلك الوجبة هي “المفضلة” لسكان البلاد، وأنها تعد طبقا فاخرا لدى جميع الطبقات.

ففي إثيوبيا، تلتقي جميع العرقيات والديانات عند عادة اجتماعية تتمثل في تناول اللحوم النيئة، ضمن تقليد مازال راسخا بالمجتمع، رغم تحذير الأطباء وانتشار ثقافة الوجبات السريعة بالبلاد.

عادة تنتشر في كل مكان؛ المدن والأرياف والمطاعم والنوادي الليلية، الأمر الذي يدهش زوار هذا البلد،، ويرفع منسوب الفضول لديهم للتعرف على مصدر هذا التقليد الغريب نوعا ما عن الكثير من المجتمعات.

ففي هذا البلد الواقع بالقرن الإفريقي، يقبل الجميع، سواء الشباب أو المسنون وحتى الأطفال، وبشكل يومي، على تناول وجبة يعتبرونها أساسية ودسمة.

ورغم ما يخلفه تناول اللحوم النيئة من أمراض، إلّا أنّ الإثيوبيين لا يكترثون لتحذيرات الأطباء، ولا يتوقّفون عن عادة يعتبرونها مظهرا من مظاهر الغنى والرفاهية.

وتحظى وجبة “كوتفي” التي تحضّر من اللحم النيئ والزبدة والتوابل والصلصة الحارة، باهتمام شريحة واسعة من الشعب الإثيوبي، وتعد هذه الوجبة في مقدمة الوجبات التي يتم من خلالها استهلاك اللحم النيئ.

وجبة “إنجيرا”، تعتبر هي الأخرى من المأكولات التي يتم تحضيرها من اللحم النيئ والطحين، وهي من عادات سكان القسم الجنوبي من البلاد.

وفي إثيوبيا، يتناول السكان اللحم النيئ في كافة الأوقات، فالبعض يفضله في الفطور، والبعض الآخر يتناوله في وجبة الظهيرة، أو مساء.

كما تعتبر الصلصة الحارة من أساسيات المطبخ الإثيوبي، وهي وجبة تقدم مع طبق اللحم النيئ، إذ يرى سكان البلاد أنه لا يصح تناول اللحم دون هذه الصلصة.

وفي حديث للأناضول، قال ماهوش تيكالاو الذي يعمل منذ 15 عاما جزاراً (قصاب) وسط العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، إنّ اللحم النيئ يحظى باهتمام جميع شرائح المجتمع الإثيوبي.

وأضاف أنّ دكانه يستقبل يوميا أناس من الفقراء والأغنياء ومتوسطي الدخل، موضحا أنّه يحضّر وجبة اللحم النيئ حسب رغبة زبائنه، ويقدم أصنافا متعددة من الأطباق بعضها بالزبدة، وأخرى خالية من هذه المادة.

وتابع قائلاً: “أنا أيضا من عشاق اللحم النيئ، وأتناوله خاصة بعد أيام الصيام، وأتلذذ بتناوله، وتعرفون أنّ المسيحيين لا يتناولون لحوم الحيوانات في أوقات محددة من العام، بناء على تعليمات الكنيسة الأرثوذكسية، ولذلك، فإنّ اللحم النيئ يتم تناوله بشهية خارج أوقات الصيام”.

من جانبه، قال الإثيوبي غيتاهوم ميكوريا أديس، للأناضول، إنه يقصد، مرة واحدة في الأسبوع على أقل تقدير، دكان تيكالاو لتناول وجبات متنوعة من اللحم النيئ.

وأردف: “تعودت المجيء إلى دكات تيكالاو مع زملائي لتناول وجبة كيتفو، ولا أصدق أن تناول اللحم النيئ يتسبب بأمراض في الجسد، لأننا نقوم بتتبيل اللحم قبل تناوله، ثمّ إنّ الصلصة الحارة تقضي على الجراثيم الموجودة فيه”.

بدوره، قال الطبيب ميسافينت أبيبي، إنّ تناول اللحم النيئ يسبب مرض “السالمونيلا” الذي تظهر أعراضه على شكل تشنجات واختلاط الدم بالإسهال.

وأوضح أبيبي، للأناضول، أنه ينصح مرضاه بعدم تناول اللحم النيئ، لكن المرضى لا يكترثون للنصائح والإرشادات الطبية، ويعاودون مراجعة العيادات والمشافي مرات ومرات.

 

الأنضول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.