تركي بلا يدين يشارك في معارض ويصنع مجسمات خشبية

لم يدع التركي صلاح الدين غنلي، فقدانه يديه وإحدى رجليه، في حادث خلال طفولته، يبعده عن المجال الفني الذي أحبه.
فرغم اضطراره لبذل جهد مضاعف، عمل أولا كعازف طبول ثم بدأ بمساعدة آلات خاصة، يركّبها في الجزء المتبقي من ذراعه، في نحت آلاف من المجسمات الخشبية لمنازل وأشياء أخرى يسعى لعرضها بمعارض فنية خارج تركيا.

تعرض “غنلي” لصدمة كهربائية عام 1974 عندما كان في الـ 13 من عمره، خلال تركيبه جهازا كهربائيا، تسببت في فقدانه يديه وإحدى رجليه، إلا أن ذلك لم يفقده حبه للحياة والفن.

مراسل “الأناضول” التقى “غنلي”، في ورشته التي أقامها على سطح منزله، في قوجه إيلي، والتي تمتلئ بنماذج أعماله.

يقول “غنلي” إنه فضل بعد الحادث الذي تعرض له أن يستخدم الإمكانات المتاحة له لتحقيق سعادته، بدلا من الاستسلام لليأس، وهكذا تعلم العزف على الطبل الذي ظل يمارسه 25 عاما، وبداية من عام 1986 بدأ أيضا في صناعة نماذج أو مجسمات خشبية للمنازل وأشياء أخرى.

وبحسب “غنلي”، فإن العزف على الطبل، وصناعة النماذج الخشبية، عمل متعب بالنسبة له، إلا أن متعته تفوق تعبه الكبير في إنجاز النموذج الخشبي الواحد.

يصنع “غنلي” مجسماته الخشبية بشكل ارتجالي، حيث يتخيل المنزل أولا ثم يبدأ في صنع نموذجه، مضمنا إياه كافة التفاصيل التي يرى أنها من المفروض أن توجد فيه، ويبلغ مجموع النماذج التي صنعها “غنلي” خلال 25 عاما 7 آلاف منتجا بينها 3 آلاف و500 نموذج لمنزل.

شارك “غنلي” بنماذجه في عدد من المسابقات الداخلية وحصل على جوائز في 8 منها، وعرض تلك النماذج في عدة معارض في المدن التركية، وكثيرا ما كان الزوار يسألونه “هل جاءت هذه النماذج من الصين؟ّ”، غير مصدقين أنه من قام بصنعها.

وأعرب “غنلي” عن حاجته للدعم لتحقيق رغبته في عرض نماذجه خارج تركيا، وخاصة في أوروبا، لكي يقدم مثالا على ما يمكن أن يقوم به ذوي الاحتياجات الخاصة في تركيا، ضاربا نموذجا بتمكنه من صناعة نماذجه من الصفر رغم فقدانه يديه.

ويلخص “غني” رحلته في العمل على تحقيق ما يريد رغم إعاقته بالقول “أنا بطل نفسي”.
والشهر الماضي، قالت وزيرة الأسرة والشؤون الاجتماعية التركية فاطمة بتول، خلال مؤتمر “توظيف ذوي الاحتياجات الخاصة في الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي”، الذي استضافته مدينة إسطنبول، إن عدد ذوي الاحتيجات الخاصة بالبلاد يبلغ نحو 5 ملايين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.