100 قصة حب في اسطنبول

كانت مدينة إسطنبول مسرحاً للعديد من قصص الحب والغرام عبر تاريخها الباهر. فقلوب كثيرة قد خفقت في هذه المدينة الساحرة وتألمت وفرحت. وقد تم مؤخراً جمع قصص حب الكتّاب والشعراء وحتى السياسيين في كتاب صدر تحت عنوان “مئة قصة حب في إسطنبول”. الكتاب من إعداد قدرية قيماز وإسر بوستالي، وقد استغرقهما ذلك عاماً كاملاً من المراجعات والبحث في عالم الأدب. تقول إسر: “لم نبحث في الكتب فقط، بل رجعنا إلى المقالات الصحفية والمجلات”.

وأضافت أن الكتاب يغطي فترات زمنية مختلفة، بدءاً من العهد البيزنطي حتى العصر الحديث. ولكن، بما أن الطباعة والمصادر قد ازدادت نهاية القرن 19، كذلك ازداد عدد قصص الحب المسجلة بعد ذلك التاريخ.

يورد الكتاب بعضاً من أجمل القصص التي دارت أحداثها في إسطنبول، في فترات مختلفة.

إحداها حدثت في عهد الإمبراطورة ثيودورا، زوجة الإمبراطور جوستنيانوس الأول، الذي توّج إمبراطوراً على بيزنطة. وقد قام كل من ثيودورا وجوستنيانوس، بتحويل مدينة اسطنبول وجعلها حاضرة كبيرة وواحدة من أجمل مدن العالم.

فقد عملا سوية لتطوير المدينة وأمرا ببناء العديد من الكنائس، وعلى رأسها الأيقونة كنيسة آيا صوفيا أو كنيسة الحكمة المقدسة. ولا تزال الأحرف الأولى من اسمي الإمبراطور وزوجته نافرة على أعمدة الكنيسة/المتحف إلى يومنا هذا. بعد وفاة ثيودورا المبكر، لم يتزوج جوستنيانوس أبداً وبقي وفياً لذكراها.

قصة أخرى بطلتها السلطانة عديلة (1826-1899)، أخت السلطان عبد المجيد. وهي المرأة الوحيدة التي لها ديوان شعر من الأسرة العثمانية. كما عملت على تدوين وطباعة قصائد سليمان القانوني التي وقعها باسم “المحبي”. وللسلطانة عديلة قصائد مغناة.

تزوجت عديلة من ضابط في الجيش يدعى محمد علي باشا، وعاشت مع حبيبها حياة فرح وسعادة، في قصر نشأت أباد. لاحقاً، نُفي محمد علي باشا إلى قسطمونيا، فغرقت السلطانة عديلة في الحزن وحاولت كل ما في يدها من سلطة الوصول إلى زوجها، وقد سجلت وفاءها وشوقها له في قصائدها.

في الكتاب أيضاً ذكر لبعض مؤلفي الأغاني والملحنين، مثل الملحن مليح كِبار ، الذي توفي عام 2005، ومؤلفة الأغاني جيغدم طالو، التي توفيت عام 1983. وهؤلاء، قصص قد أخفوا قصة الحب التي عاشوها في طيات قصائدهم وأعمالهم الموسيقية. فقد ألف مليح كِبار لحن “عاصفة في داخلي” عندما كان في رحلة بحرية وقد علق وسط عاصفة، وأرسل اللحن إلى جيغدم لتكتب الكلمات. ودون أن تعرف أن اللحن قد كُتب أثناء هبوب عاصفة هوجاء، كتبت جيغدم كلمات الأغنية وأرسلتها إلى مليح كِبار، وعندما فتح هذا الأخير الرسالة ورأى أن جيغدام قد عنونت الأغنية “عاصفة في داخلي” انهار على ركبتيه تقريباً من الانبهار.

تلعب المدن دوراً هاماً في قصص الحب الكبيرة؛ ولطالما كان لمدينة إسطنبول دور في جمع القلوب أو في تفريقها. وللمدينة أيضاً حضور كبير في الأدب العالمي، إذ وجد فيها كثير من الأدباء والفنانين حب حياتهم.

أما الحب الحقيقي، فيبقى للمدينة نفسها، ببوسفورها ومساجدها وأسواقها وروحها المزيج بين الشرق والغرب.

تعليق 1
  1. معتصم يقول

    الله لا يهينك يا اخوي .. ممكن رابط تحميل الكتاب .. او اماكن بيعه بالوطن العربي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.