تركيا ليست دويلة.. تركيا أمة لن تتمكنوا من إرجاعها للوراء

حمزة تكين / صحفي تركي
قبل 100 عام تمكن أولئك الغزاة المحتلون، من فرض خططتهم الخبيثة على منطقتنا، فأضاعت الأمة ـ ولأسباب كثيرة ـ آخر خلافة إسلامية، وبدلا من أن نسدي لتلك الخلافة العظيمة النصح والإرشاد، بهدف إعادة البناء والهيكلة، عمدنا جميعا لوأدها، فقسمت المنطقة وفرط عقد الأمة الواحدة.

وحتى اليوم مازلنا نعيش تداعيات تلك النكسة، التي فطن أعداؤنا إلى أن الحل الوحيد للسيطرة عليها، زرع الفتنة والتفرقة فيما بيننا، ونحن إلى اليوم لم نفطن حتى دعوة الله تعالى بالوحدة.

واليوم، يحاول نفس الأعداء، إعادة ترجمة خططهم الخبيثة علينا، ولكن هذه المرة من هم في تركيا فطنوا جيدا لهذه المؤامرات، وذلك فإن المقاومة شديدة جدا لرد هذه المخططات، وصد هذه الأماني الحاقدة… لأن تركيا اليوم ليست دويلة، بل هي أمة تحمل تاريخا عظيما يمتد لآلاف السنين، تاريخ ازداد عظمة قبل نحو 1400 عام.

لن تفلحوا أيها الإرهابيون، ومن يقف خلفكم من إرهابيي ربطات العنق، من إعادة تركيا إلى الوراء، نحن نعلم جيدا أنكم لستم مجرد تنظيمات هنا أو هناك، بل أنتم قوى كبرى لا تستسيغون تركيا الأمة، وتريدونها تركيا الدويلة.

نحن نعلم جيدا من يعتدي اليوم على تركيا، ونعلم جيدا مخططاتهم، التي سيفشلها الشعب التركي بوحدته، كما أفشل محاولة احتلال البلاد في 15 يوليو/تموز من عام 2016، الذي كان بامتياز عام فضائح الدعم الأوبامي للتنظيمات الإرهابية من “غولن” و”داعش” إلى “بي كا كا” و”بي يا دي”.

إرهابكم سيستمر بكل تأكيد، وأنتم تحاولون عرقلة مسيرة عدالة تركيا وتنميتها، لأنكم لا تريدون أن تروا تركيا الأمة تعود من جديد لتاريخها السلجوقي والعثماني، وتركيا الأمة التي تضع الإنسان في قمة أولوياتها، على عكسكم أنتم.

إستمرار إرهابكم لن يثنينا عن المقاومة، من هنا من أرض الأناضول، معنا كل غيور على أمته، متعطش لتاريخه المجيد، سنقاومكم حتى النهاية، وسنفشل مخططاتكم، وستبقى تلك النجمة البيضاء مشرقة في سمائنا، وسيبقى ذاك الهلال الأبيض ساطعا على أرضنا، وستبقى دماء شهدائنا الحمراء في أعناقنا.

هل من المنطق أن نستسلم للإرهاب وأهله ومديريه ؟ هل من الصحيح أن نتراجع أو نستكين ؟ هل من الصواب أن نترك هذه المسيرة تنهار دون أن نقدم الغالي والنفيس لأجلها ؟

كلا.. كلا، لأننا نعلم جيدا أنه إن لم نقاوم وإن لم نجابه ما يحاك لتركيا الأمة، فإننا سنكون دويلة صغيرة تفرض علينا القرارات وتعطى لنا التوجيهات.

لا تراجع مهما اشتد اعتداء العدو، ومهما كبر خذلان من يدعي أنه حليف… إنه عام 2017 الذي سيكون تاريخيا في صد الإرهاب ومحركيه، حتى نصل إلى العام 2023، وحينها لكل حادث حديث.

إصبروا وصابروا، وقاوموا وتوحدوا فحرب الاستقلال الثانية بدأت، وسنربحها كما ربحنا الأولى، وستبقى تركيا أمة لن تتمكنوا من إخضاعها أو إرجاعها للوراء.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.