تركيا.. المصابون بالمهق “ملائكة بيضاء” تشق طريقها في دروب الحياة

على الرغم من المصاعب التي يواجهونها في حياتهم اليومية، يحاول المصابون بمرض المهق (البرص) في تركيا، تحقيق آمالهم ومواصلة مسيرتهم الحياتية بشكل طبيعي.

يوصف المصابون بهذا المرض في تركيا بـ”الملاك الأبيض”، الذي يحلم بالتجول تحت أشعة الشمس على الشواطئ، دون أن ينظر إليهم البعض نظرة دونية تستغرب وجودهم.

ولقضاء حياتهم بشكل طبيعي كبقية الناس، يستخدم المصابون بمرض المهق نظارات تلسكوبية ومراهم تقي بشرتهم أشعة الشمس الحارقة.

وحتى اليوم، لا توجد إحصائيات دقيقة حول عدد المصابين بهذا المرض في تركيا.

وأبرز ما يميّز هذا المرض بياض لون الشعر والعينين والجلد.

غولهانة جاغداش، أم لطفلين مصابين بمرض المهق، لفتت، في حديث مع الأناضول، إلى أنها لم تكن تُدرك أي شيء عن هذا المرض عند ولادة الطفل الأول.

وأوضحت جاغداش أنها اكتشفت مرض ابنها عندما راجعت الأطباء المختصين، الذين أبلغوها أنّ درجة الرؤية لدى ابنها ستكون بحدود 20 بالمئة نتيجة مرض المهق المصاب به.

وتابعت الأم التركية قائلةً إنّ “لون الشعر الأبيض لا يسبب ازعاجًا لأولادي، لكن ضعف الرؤية يزعجهم كثيراً، فعندما بلغ ابني الكبير السابعة من عمره اضطر إلى استعمال النظارات التلسكوبية، لأنه بات يعاني من رؤية الكلمات المكتوبة على لوح المدرسة”.

من جانبه، قال ألبيرن قايالار، أحد المصابين بالمهق، إنه لا يعتبر هذا المرض عاهة خلقية، بل يراه نعمة من الله عزّ وجل.

وأشار قايالار إلى أنه تخرج من قسم تصميم السيارات في جامعة بيكنت، وأنه لن يتمكن من قيادة السيارة التي سيصممها بسبب مرضه.

وتابع قايالار قائلاً: “منذ الطفولة كنت أحلم بقيادة السيارات، لكن مرضي يعيق تحقيق حلمي، وهذا لم يسبب لي مزيداً من الازعاج؛ لأنني واثق بأنّ العلماء سيبتكرون سيارات دون سائق، وعندها سأحقق حلمي وسأركب سيارتي لوحدي”.

الاناضول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.