جاويش أوغلو بقطر وعينه على الرياض.. ووفد عسكري تركي بالدوحة لنشر القوات

اعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، اعتزامه زيارة قطر الأربعاء، والانتقال منها إلى المملكة العربية السعودية إذا أمكن ذلك، في وقت تقوم فيه بعثة عسكرية تركية بتفقد الوضع الميداني تمهيدا لقدوم قوات عسكرية تركية إلى قطر تنفيذا لاتفاقية أقرها البرلمان التركي خلال الأزمة الخليجية الحالية.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده الليلة الماضية في أنقرة، مع وزير العلاقات الخارجية لجمهورية بوروندي، آلان ايمه نياميتو.

وقال جاويش أوغلو، إن الأزمة الخليجية التي نجمت عن عقوبات بعض الدول العربية تجاه دولة قطر “ليست بالمشكلة التي يستعصي حلها”.

وأضاف “لكن الإعلان عن القرارات التي استهدفت احتياجات الناس الأساسية، في رمضان أزعج الجميع بغض النظر عن تطبيقها”.

وتابع جاويش أوغلو “نحن نقدم المقترحات لحل المشكلة الراهنة، ولكن يجب أن نرى خلفية الاتهامات الموجهة ضد قطر بشكل كامل”.

وأوضح أن “أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، زار الدول الأربع (المعنية بالأزمة) وأبلغها تمنياته الطيبة، إلا أننا لم نرَ أي مقترح ملموس أو وسيلة تتعلق بكيفية حل الأزمة”.

وأشار الوزير التركي إلى ضرورة أن تنصت أطراف الخلاف لبعضها البعض، وأنه تتباحث مع العديد من المسؤولين للتوصل إلى حل مناسب.

ولفت إلى أنه سيزور قطر اليوم الأربعاء، وفي حال استكملت التحضيرات اللازمة سينتقل منها إلى المملكة السعودية (دون أن يحدد موعداً لذلك).

وأردف جاويش أوغلو “أعلم أن أخي وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، خارج المملكة، ولكن هناك مسؤولون آخرون وقد تحدثت مع السفير (التركي لدى الرياض) لإعداد البرنامج لنزور السعودية إذا أمكن”.

وأوضح أن من المفيد الاستماع إلى أفكار ومواقف الجانبين القطري والسعودي، والبحث عن سبل مساهمة تركيا في حل الأزمة العالقة.

وأضاف “نعتقد أن هذه المباحثات ستكون مفيدة، وسأجري الزيارة بناء على تعليمات رئيسي الجمهورية (رجب طيب) أردوغان، والوزراء (بن علي) يلدريم، وتلبية لدعوة قطر”.

وحول الموقف التركي من الأزمة، أكّد جاويش أوغلو أن حكومة بلاده بدأت بمباحثات دبلوماسية للمساهمة في حل الأزمة منذ بدايتها.

وأشاد الوزير التركي بالجهود التي بذلها أردوغان، ويلدريم، لحل الأزمة الخليجية الراهنة.

من جانبه، قال السفير التركي في الدوحة، فكرت أوزر، إن تركيا “منزعجة من الخلاف بين دول الخليج، وغير مرتاحة من هذه الأزمة بين الأشقاء”، مشددا على أنها “تساهم بكل قوتها لحل الأزمة الخليجية.” وحول موقف بلاده من الوضع على الأرض قال: “موقف تركيا طبيعي وهو رفض الإجراءات بحق قطر.. تركيا غير مقتنعة بمسوغات الحصار الخليجي لقطر، ما جعلها بطبيعة الحال تقف بجانبها.”

وبخصوص القاعدة العسكرية في قطر، قال السفير التركي إن قدوم الجنود الأتراك إلى القاعدة العسكرية التركية يمر بإجراءات تقنية، متوقعا ألا يستغرق الأمر وقتا طويلا. وقد وصل إلى قطر الاثنين وفد عسكري تركي لإجراء عمليات استطلاع وتنسيق لنشر قوات تركية، وفقا للاتفاقية الموقعة بين البلدين.

وتابع “أوزر” بقوله إن الاتفاقية، التي يتم بموجبها نشر الجنود الأتراك، “موجودة بين تركيا وقطر قبل اندلاع الأزمة، وكان من المهم إكمالها في أقرب فرصة، وتركيا ترى أن قاعدتها في قطر هي لأمن الخليج كله” وفق تأكيده.

ومنذ 5 يونيو/حزيران الجاري، قطعت 7 دول عربية علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وهي السعودية والإمارات والبحرين ومصر واليمن وموريتانيا وجزر القمر، واتهمتها بـ”دعم الإرهاب”، فيما خفضت كل من جيبوتي والأردن تمثيلها الدبلوماسي لدى الدوحة.

بينما لم تقطع الدولتان الخليجيتان الكويت وسلطنة عُمان علاقاتهما مع قطر.

ونفت الدوحة الاتهامات بـ”دعم الارهاب” التي وجهتها لها تلك الدول، وقالت إنها تواجه حملة افتراءات وأكاذيب وصلت حد الفبركة الكاملة بهدف فرض الوصاية عليها، والضغط عليها لتتنازل عن قرارها الوطني.

من جهة أخرى، رحّب جاويش أوغلو بزيارة وزير خارجية بوروندي، نياميتو، مبينًا أن مباحثات الجانبين تناولت سبل تعزيز التعاون بين البلدين والخطوات التي سيتم اتخاذها في هذا الإطار خلال المرحلة المقبلة.

وأشار إلى أن المباحثات تطرقت إلى الأزمات التي تعيشها بوروندي وشرق إفريقيا والصومال وغيرها من دول المنطقة، فضلًا عن الملف السوري والتعاون في المجال العسكري ومكافحة الإرهاب.

وأكّد أن تركيا ستواصل دعمها لإفريقيا خلال المرحلة المقبلة، على كافة الأصعدة، وهي تعمل حاليًا على إنشاء قاعدة عسكرية في الصومال لتدريب الجنود والقوات الأمنية هناك.

بدوره، أشاد نياميتو بالعلاقات بين بلاده وتركيا، مبينًا أن المباحثات التي أجراها مع المسؤولين الأتراك ركّزت على سبل تعزيز التعاون خلال المرحلة المقبلة.

ولفت نياميتو إلى وجود قواسم مشتركة بين قادة تركيا وبوروندي، وخاصة فيما يتعلق بضرورة إصلاح منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.

تركيا الان + الاناضول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.