قالن: تجاهل الغرب قتل ” بي كا كا ” معلمة تركية دليل على “ازدواجية المعايير”

وصف المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، تجاهل الإعلام الغربي مقتل المدرسة التركية “شناي أيبوكه يالجين” على يد عناصر “بي كا كا” الإرهابية قبل عدة أيام، بازدواجية المعايير، وأنه “دليل على أنّ العالم يعيش في عصر النفاق”.

وأوضح قالن في مقالة كتبها لصحيفة ديلي صباح الناطقة بالانكليزية، أنّ عدم إيلاء الإعلام الغربي اهتماماً بمقتل يالجين، سببه تناقض هذه الجريمة مع الصورة التي ابتدعوها لذراع المنظمة الإرهابية في سوريا المتمثل بعناصر “ي ب ك”.

وأضاف قالن أنّ الجهات التي تسعى لتلميع صورة “بي كا كا” وتدعو تركيا إلى الحوار معها، لم تبعث حتّى برقية تعزية لمقتل المدرسة، لافتاً أنّ منظمة “بي كا كا” لها باع طويل في الهجمات ضدّ المدرسين والسياسيين والمدنيين.

وفي هذا السياق قال قالن: “منذ عام 1984 استشهد في تركيا أكثر من 150 مدرساً على يد عناصر بي كا كا الإرهابية، وتسعى المنظمة من خلال هذه الجرائم إلى إضعاف سلطة الدولة، وإبقاء أطفال الأكراد دون تعليم، من خلال تخويف باقي المدرسين ومنعهم من التوجه إلى الولايات الجنوبية والشرقية”.

وذكر أنّ من أكثر الهجمات الإرهابية دمويةً ضدّ المعلمين، هي حادثة اختطاف عدد من المدرسين في اليوم الأول من افتتاح المدارس عام 1994، بولاية تونج إيلي جنوب شرق البلاد، وإطلاق الرصاص عليهم أمام أنظار سكان المنطقة.

وأشار إلى ارتكاب “بي كا كا” جريمة أخرى مروّعة بحق المدرسين في ولاية أرضروم بعد شهر واحد من جريمة ولاية تونج إيلي، حيث قامت العناصر الإرهابية حينها بقتل 4 مدرسين.

وأضاف أنّ منظمة “بي كا كا” الإرهابية لم تكتف باستهداف المدرسين فحسب، بل استهدفت لمرات عدة قوى الأمن غير المسلحة والتي تندرج تحت اسم قوات غير محاربة في القانون الدولي، ذاكراً في هذا الخصوص استشهاد 33 عسكريا أعزلاً في ولاية بينغول عام 1993″.

وفي معرض انتقاده مواقف الدول الأوروبية تجاه هجمات بي كا كا، ونشاطاتهم الإعلامية في تلك البلدان، قال قالن: “عندما نتحدث مع نظرائنا في الغرب عن جرائم المنظمة، والإشادة الممنهجة بجرائم المنظمة في وسائلها الإعلامية العاملة في البلدان الغربية، يقولون لنا بأنّ هذه الخطوة تنضوي تحت اسم حرية الإعلام”.

وأردف قالن قائلاً: “من الطبيعي أن تتخذ الدول الاوروبية تدابيرها في وجه الإرهاب، لكن عندما يتعلق الأمر بتركيا وتدابيرها ضدّ الإرهابيين، تبدأ ازدواجية المعايير والنفاق، فالمفهوم السائد في الغرب هو أنّ الإرهاب لا يشكل خطراً عالمياً، إلّا إذا مسّ أمن واستقرار بلدانهم وأخلّ بمصالحهم، والهجمات الإرهابية تفقد أهميتها إن حدثت في مناطق أخرى”.

ولفت المتحدث الرئاسي التركي في نهاية مقالته إلى أنّ تجاهل الإعلام الغربي لمثل هذه الجرائم التي تستهدف المعلمين والمدنيين، أمر يدعو إلى القلق.

وفي 10 حزيران/ يونيو الحالي، قُتلت “شناي أيبوكه يالجين” معلمة موسيقى تركية، إثر هجوم شنه مسلحو منظمة “بي كا كا” الإرهابية استهدفوا خلاله سيارة رئيس بلدية قضاء “كوظلوق” بولاية “باطمان”، جنوب شرقي تركيا.

وذكرت مصادر أمنية، للأناضول أن الإرهابيين أطلقوا النار على سيارة رئيس البلدية، مشيرة إلى أن إحدى الرصاصات أصابت معلمة موسيقى (22 عاما)، بينما كانت تمر بسيارة من مكان الحادث.

وإثر إصابتها، نُقلت المعلمة إلى إحدى المستشفيات، إلا أنها توفيت متأثرة بجروحها.
الاناضول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.