البشير يشيد بالتعاون الاسترتيجي مع روسيا وتركيا ويندد بالحصار الأمريكي

أشاد الرئيس السوداني عمر البشير، مساء اليوم الأحد، بالاتفاق الشامل على تعاون استراتيجي مع كل من روسيا وتركيا، فيما ندد بالحصار الأمريكي على بلاده لمدة عشرين عاما.

جاء ذلك في كلمة له خلال احتفال بالذكرى 62 لاستقلال السودان عن الحكم الثنائي البريطاني- المصري، في القصر الجمهوري بالخرطوم، نظمته الرئاسة السودانية، وبثه التلفزيون الرسمي.

وقال البشير إن الجهد الدبلوماسي للرئاسة “توج باتفاق شامل للتعاون الاستراتيجي مع روسيا وتركيا، الأمر الذي يهيئ فرصة واسعة لاستغلال موارد بلادنا في إحداث تنمية، من خلال مشروعات محددة تقود الاقتصاد نحو مدارج النمو المتسارع للتنمية”.

وضمن جولة إفريقية، زار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأسبوع الماضي، السودان، برفقة 200 من رجال الأعمال، وشهدت الزيارة توقيع 21 اتفاقية في مجالات مختلفة.

وفي نوفمبر/ تشرين ثانٍ الماضي، زار البشير روسيا، حيث وقع عدد من الاتفاقيات.

وأعرب البشير عن عزم الخرطوم “عقد المزيد من الشراكات الاستراتيجية مع كافة دول العالم، على قاعدة تبادل المنافع وتشــارك المصالح”.

وشدد على أن “سياسة السودان الخارجية متلزمة بالشراكة الدولية المعززة لدعائم الأمن والسلم الإقليمي والدولي، والعمل الجاد لمكافحة الإرهاب وجرائم غسيل (تبييض) الأموال والاتجار بالبشر”.

ومضى قائلا إن بلاده “لا تواجه أزمة اقتصادية، كما يصور البعض.. بل نواجه صعوبات ومشكلات، تتمثل في اختلال هيكلي منذ إعلان تكوين الدولة”.

وأضاف أن “السودان تعرض لظلم فادح بحصار جائر، وفق اتهامات واهنة الحثييات وبمعلومات مُختلقة”.

وأردف أن هذه السيايات “كلفت بلادنا عقوبات اقتصادية وحظر عليها الاستفادة من الموارد التمويلية الدولية المتاحة لما يتجاوز العشرون عاماً، وسببت خسائر فادحة في اقتصادنا القومي وأبطـــأت جهود التنمية”.

وتابع: “نشكر الدول العربية التي دعمت السودان، وساندت خلو صحيفته من تهم العقوبات الظالمة، لا سيما السعودية والإمارات والكويت وقطر وعمان ودول المغرب العربي، وكذلك الدول الإفريقية”.

ورفعت إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في 6 أكتوبر/ تشرين أول الماضي، العقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان منذ عام 1997، بدعوى دعمه للإرهاب، ولكنها أبقت على اسم السودان في قائمة ما تعتبرها “دولا رعاية للإرهاب”.

ويعني بقاء السودان على تلك القائمة استمرار فرض قيود عليه تشمل حظر تلقيه المساعدات الأجنبية، أو بيع السلاح إليه، إلى جانب قيود على بنود أخرى.

وتطرق الرئيس السوداني إلى قضية السلام في بلاده، مجدداً دعوته كل الفرقاء السودانين إلى الانضمام إلى الحوار.

والحوار الوطني في السودان هي مبادرة دعا إليها البشير في 2014 وانتهت فعالياتها في أكتوبر/ تشرين أول الماضي، وقاطعتها غالبية فصائل المعارضة بشقيها المدني والمسلح.

وشدد البشير على التمسك بالحوار منهجاً وبالسلام غاية.

ومضى قائلا إن “السعي إلى السلام لن يمنع الحكومة من بذل كل الجهد لبناء وتطوير قدراتنا العسكرية (…) لأن السلام والوفاق الذي لا تحرسه القوة سيكون عرضة للإجهاض والانهيار”.

ومنذ يونيو/ حزيران 2011، تشهد وولايتا جنوب كردفان (جنوب) والنيل الأزرق (جنوب شرق) نزاعا مسلحا بين الحكومة و”الحركة الشعبية لتحرير السودان/ قطاع الشمال”.

فيما يشهد إقليم دارفور (غرب)، منذ 2003، نزاعاً مسلحاً بين الجيش وثلاث حركات مسلحة، خلّف 300 ألف قتيل، وشرّد نحو 2.5 مليون شخص، وفق الأمم المتحدة.

وأشاد الرئيس السوداني بــ”الشعب الفلسطينـي الصامد والصابـر، رغم الحصار والعدوان الإسرائيلي، الذي سـعى إلى تفتـيت الأرض الفلسـطيـنـيـة، ومصادرة المواقع المقدسـة”.

وتابع: “لنجــدد إعلان وقوفـنا الكامل مع الشعب الفلسـطيني فـــي قضيته العادلة، وهو يكافح لنصرة الإسلام والدفـاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية فـي القدس”.

وشهد الاحتفال فواصل غنائية وشعرية تمجد ذكرى ستقلال السودان، وتم تكريم شخصيات سودانية في مجالات السياسة والثقافة والرياضة بمنحهم أوسمة.

 

الاناضول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.