الجيش التركي سيتخد 5 خطوات في عملية “غصن الزيتون” لتجنيب المدنيين القصف

أجمع قادة وخبراء عسكريون، على أن عملية “غصن الزيتون”، تتبع خمس خطوات مهمة، من أجل تجنيب المدنيين القصف في منطقة عفرين شمال سوريا، تتمثل في الاستطلاع الجيد، والتأكد من بنك الأهداف، مرورا بالمراقبة الميدانية، وتعاون الأهالي، وانتهاء بمراصد تصحيح الرمي.

وحذر القادة والخبراء الذين تحدثوا لوكالة الأناضول، من خطورة إقدام تنظيم “ب ي د/بي كا كا” الإرهابي، على منع المدنيين من مغادرة منطقة عفرين، وممارساته الإرهابية التي تعتمد على الدروع البشرية في العمليات القتالية.

ولعل تطور التقنيات العسكرية بتحديد المواقع العسكرية بدقة، يساهم في تحديد الأهداف المدنية، فضلا عن النقمة الشعبية من تنظيم “ب ي د” الإرهابي وممارساته، تساهم في ذلك.

والسبت الماضي، أعلنت رئاسة الأركان التركية، انطلاق عملية “غصن الزيتون” بهدف “إرساء الأمن والاستقرار على حدود تركيا وفي المنطقة والقضاء على إرهابيي (بي كا كا/ب ي د/ي ب ك) و(داعش) في مدينة عفرين، وإنقاذ سكان المنطقة من قمع الإرهابيين”.

الاستطلاع الجيد

وبحسب الخبراء، أدت التطورات العسكرية إلى توفير إمكانيات عديدة لرصد الأهداف العسكرية، والجيش التركي يمتلك منظومات استطلاع بطائرات من دون طيار، وأقمارا اصطناعية، وهو ما يتم توظيفه قبيل المعركة وأثناءها.

العقيد فاتح حسون، رئيس حركة تحرير وطن في سوريا، قال إن “الاستراتيجية التي تتبعها القوات التركية لتجنيب المدنيين، هي بنك الاهداف الموجودة، التي تم جمعها من خلال الطائرات المسيرة”.

ولفت إلى أن “الجيش التركي بدأ العملية بتمهيد مدفعي صاروخي، وتمهيد جوي تم من خلاله تدمير عدد كبير من الأهداف المحددة مسبقا”.

أما العميد ركن متقاعد صبحي، ناظم توفيق، فقال إن “للتصور الجوية، ودراستها بدقة قبل تثبيت الأهداف المطلوبة على الخرائط ضمن الخطة، أهمية بالغة قبل تنفيذ الضربات الجوية والمدفعية، ومن دونه يكون القصف عشوائياً، وقد حققت المعدات المتاحة في الأسلحة الثقيلة الحديثة، دقة عالية”.

ولفت إلى أنه “بتحديد الأهداف العسكرية بدقة متناهية، لا تتقبل احتمالات الخطأ قدر الإمكان، يتحقق ذلك بالإستخدام الأدنى للأسلحة المسمّاة أسلحة منطقة، ولذلك ينبغي الإعتماد على ما يسمّى بـ(الأسلحة النقطوية)، كمدافع الدبابات، والمدرعات، وعجلات القتال المدرعة، ورشاشاتها الثقيلة والمتوسطة”.

وأضاف أنه يمكن استخدام أيضا “القذائف الذكية، المحمّلة بالطائرات والمروحيات، والقذائف المسيّرة، وقاذقات (RBG) المعروفة”.

التأكد من بنك الأهداف

كما أوضح الخبراء أن التأكد من بنك الأهداف التي تم تحديدها، وخاصة بالجزم بأنها أهداف عسكرية، يعتبر من المراحل الهامة، التي تساهم في تعزيز المعلومات عن المواقع العسكرية.

العقيد رياض الأسعد، مؤسس الجيش الحر، قال إن “الاستراتيجية المتبعة لتنجب المدنيين، وقصف الاهداف العسكرية للتنظيم الارهابي، هي عدم قصف القرى، او المدن، والتركيز على المقرات العكسرية وخطوط الدفاع للميليشيات الارهابية”.

وأوضح أن “دراسة الأهداف بالنسبة للعدو، والاستطلاع الصحيح، سيعطي أهم مراحل نجاح العملية، وعندما تكون الأهداف محددة، والاستطلاع جيد، وتحديد أماكن التواجد والانطلاق، وحتى التراجع والانسحاب، والمقرات التبادلية، يعطي نجاحا للعملية، ودقة الإصابات أكبر، وتدمير العدو، لذا تحديد الأهداف هي أهم مرحلة بحسم المعركة”.

ويدعم ذلك العميد ركن متقاعد توفيق، بقوله “من المسلّم به أن تعتمد تركيا، الممتلكة لثاني أضخم جيش وسط حلف الناتو، عدداً وعُدّةً بعد الجيش الأمريكي، على طائرات الإستطلاع الإختصاصية، بدءاً من (فانتوم-RF-4) و(تايغر-RF-5)، ونزولاً إلى الطائرات المسيّرة الأحدث بدون طيار (DRONES) بأنواعها”.

وأكد أن “من أهمّ التَحدِيدات التي يجب أن يُؤخَذ بها عند وضع ضباط الركن للخطة التفصيلية لأية معركة يخوضها أي جيش متحضر مثل الجيش التركي يلتزِم بالتوجيهات، هو الحفاظ على أرواح المدنيين وتجنيب ممتلكاتهم الدمار والخراب، وذلك بتحديد الأهداف العسكرية بدقة متناهية، لا تتقبل إحتمالات الخطأ قدر الإمكان”.

 المراقبة الميدانية

الخبراء ذهبوا أيضا إلى أن عملية المراقبة الميدانية التي تتم من قبل القوات الميدانية، وطلائع تلك القوات الاستكشافية، وبعض الجهات التي تتعاون محليا مع قوى التحرير، تحمل أهمية كبيرة في عملية تحديد الأهداف العسكرية.

العقيد حسون، أفاد أن “الاستراتيجية التي تتبعها القوات التركية لتجنيب المدنيين، هي بنك الاهداف الموجودة، وبعض العيون الموجودة ضمن القوات الانفصالية، لتحديد المواقع العسكرية حصرا، والاسراع بدخول القوات البرية”.

وبين أن “الإسراع بإنهاء العملية العسكرية، هو للتخفيف عن المدنيين، والامر مرتبط في الوقت نفسه بألا تأخذ المليشيات الانفصالية المدنيين كدروع بشرية”.

والعقيد الأسعد من ناحيته قال، أنه هناك “رسائل تطمين للمدنيين، من أجل تجنب والابتعاد عن مقرات الميليشيات، والتعاون مع الجيش التركي في الادلاء بمعلومات عن اماكن تواجدهم، لان الميلشيات ستستخدم وسائل قذرة من اجل الضغط على المدنيين، من خلال زج بعض العناصر الارهابية بينهم” للاحتماء بهم.

كما شدد على “أهمية التعاون مع المدنيين ليدلوهم على أماكن تواجد التنظيم، واذا ما نهارت خطوط الدفاع، ستكون عملية تطهير، وتركيا لن تقصف المناطق في حال اتبعت التنظيمات الإرهابية أساليب قذرة لاستهداف المدنيين، وستكون عملية تطويق وحصار، لأن الشعب سيكون ضدهم”.

التعاون من قبل الأهالي

كما يرى الخبراء أنه من الأمور التي يمكن الرهان عليها، هو التعاون الكبير من قبل الأهالي، للتخلص من التنظيمات الإرهابية، وخاصة بعد الانتهاكات التي مارستها التنظيمات الإرهابية، الأمر الذي يساهم بدقة الأهداف العسكرية.

الخبير العسكري ناظم توفيق، قال إنه “من الطبيعي، وبالأخص في الحروب الداخلية، أو الإشتباكات الحدودية، أن يكون هناك من يعاون هذا الطرف أو ذاك، ويزوده بمعلومات ميدانية ذات اهمية قصوى”.

وأضاف “ولربما يكون هؤلاء قد تعاظم أدوارهم بتكليفهم بوضع أقراص ليزرية في مواقع ذات أهمية قصوى، كي تتوجه إليها القذائف المحمولة على الليزر بدقة لا تقبل الخطأ”.

أما العقيد الأسعد، فقد توقع أن “تصبح هناك عمليات من الداخل ضد هذا التنظيم، وهذا سينعكس إيجابا على العملية، وسلبا على التنظيم بشكل عام”.

كما أشار إلى أنه خلال “التركيز على الاهداف العسكرية، سيكون التعاون مع المدنيين، ليدلوهم على أماكن تواجد التنظيم، وإذا ما انهارت خطوط الدفاع، ستكون عملية تطهير للمنطقة”.

مراصد تصحيح الرمي

والخطوة الخامسة، بحسب الخبراء، وهي أن المراصد الموجودة لدى قوات التحرير وقوات المعارضة، وهي مراصد ميدانية، تعتبر هامة جدا في تصحيح الرمي للمراكز العسكرية، والتأكد من تدمير هذه المواقع.

العقيد فاتح حسون، في ظل استعراضه الاستراتيجية التي تتبعها القوات التركية لتجنيب المدنيين، قال أيضا إنها تنبع من “بنك الاهداف الموجودة لتحديد المواقع العسكرية حصرا، والاسراع بدخول القوات البرية اضافة لوجود مراصد تصحيح الرمي”.

وأوضح أن “هذه المراصد تساهم بتحديد المواقع العسكرية بدقة أكبر، والتأكد من تدميرها”، أما العقيد الأسعد، فقد لفت إلى أن “تحديد الأهداف ودراستها والاستطلاع الدقيق، يجنب المدنين القصف العشوائي أو الاهداف غير الدقيقة”.

في حين قال ناظم توفيق “لم أسمع بإقتراف القوات المسلّحة التركية شيئاً من استهداف المدنيين، سواء في درع الفرات وسواها، وحتى عند مواجهاتها مع مسلحي (بي كا كا) وسط مناطق ذات كثافة سكانية”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.